عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2010, 10:57 AM   #18
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
الصورة الرمزية مصطفى علي



مصطفى علي is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى علي
افتراضي رد: الزكري السنويه للامام الختم رضي الله عنه



الباب الثالث ، وفيه فصلان

الفصل الأول : في ذكر بعض كراماته

فأما كراماته رضي الله عنه فليس يحصرها إلا من لها أبدع ، فلنتبرك بذكر نذر منها ليشنف بها السمع ، هو في معرفة الضمائر قل من يساويه ، بل نقطع بعدم من يقاربه فيها أو يجاريه . فمما له وقع في جزيرة سنار في قرية مملكتهن ، أنه لما قدمها هرع إليه جميع عظمائهم وسفلتهم ، وتلقى منه جل علمائهم وجهلتهم ، وكان فيها رجل يشار إليه بالأصابع ، وجميع أهل السلطة وأهل الدين له محب وتابع ، منتهية له الرياسة في تلك القرى لوسع عمله ، فصار في أعينهم مثله لا يصح أن يرى. فلما سمع هذا العالم بقدوم الأستاذ ، وما وقع له من أولئك من المحبة والتعلق والانقياد أخذته الغيرة أخذا شافيا ، وأرسل إليهم أن كفوا عنه حتى أكون له موافيا ، ولم يفد ذلك منهم شيئا لما رأوه وعاينوا ، فقدم بنفسه إليهم لما رآهم نبذوه وباينوا ، وكان دخوله المشئوم يوم الأربعاء ، فبمجرد وصوله أرسل للأستاذ مشيعا، إنا على محبتكم منطوون ، فغدا إن شاء الله بكم مجتمعون ، ومراده بذلك المناقشة والمناظرة ، لظنه أن ليس أحد مثله في العلوم يصادره ، فجاءت الأحباب للأستاذ يخبرونه بفساد طويته ، وهو أعرف بخبث قصده في سره وعلانيته ، فما بالي به وحياتك حتى ولا اكترث ، ولسان حاله يقول : عما قليل يتحول عماره رث ، فقامت ريح شديدة يوم الخميس منعته القدوم والخروج والتدريس ، فما جاء عليه الظهر إلا وأعلام الحمام عليه بانت ، وأصابته حمة للحمه عن عظامه أبانت ، فأرسل رسوله للأستاذ يعتذر إليه من خلف وعده بالزيارة ، وأمر بوابه خوف الشماتة أن يغلق عليه في الحين داره ، فو الله ما فرغ الناس من صلاة الجمعة في الغد إلا وقد نودي في الناس بطلوع روحه ، فارتعد لذلك كل واحد فانقلب قصده على الضد مما رامه ، وجعل الناس يذمونه ويصفونه بالملامة ، وما درى المسكين أن المحارب لأجله القوى القادر ، وغفل عن من آذى وليا فأنا لمحاربته متصادر،لكن سبقت سوابق الأقدار،وهذا كان سبب لرفع المقدار ، فلا تجد بعد ذلك أحدا من النساء والصبيان ، إلا وألسنتهم دائما تلوذ : بشيء لله ياميرغني محمد عثمان.

ومنها : ما وقع له مع أمير بلد عظيم يقال لها كردفان ، احتوت ولاته على أنواع الظلم والطغيان ، فحل به يدعو إلي الله بالسر والإعلان ، حتى تعلق به وأخذ عنه جميع ما به من رجال ونساء وصبيان ، وخلف بهذا البلد وفي قراه ما ينوف عن المائتين ، كل منهم يدعو بدعاية لله رب العالمين ، فحسده في ذلك البلد من كان ، كل منهم يدعو بدعاية لله رب العالمين ، فحسده في ذلك البلد من كان قبله منتهية إليه رياستها ، وأغرى عليه وعلى أتباعه السلطنة وقال : عما قليل ستكون عند هذه الرجل مملكتها ، فقام عند ذلك أمير البلدة ينهي الناس عن الاجتماع به ، ويتوعدهم بقتله ونهبه ، وما زادهم ذلك إلا ملازمة وحضروا ، وصاروا حوله صافين عشية وبكورا. فلما رأى الأمير عصيان رعيته عليه ، والواشي دائما يركض فيه ومنه وإليه ، أمر بحبس أعيان أتباعه ولذلك أشاع ، فأغرى الشيخ رضي الله عنه من لم يحبس من الأتباع وقال له : هكذا يفعل الجبابرة بأتباعك ؟ فقال رضي الله تعالى عنه : إني رأيت القطب وكل ولي سالك ، غاروا على هذا الظالم الفاجر ، عزموا عليه وعلى أصل مملكته بقطع الدابر ، وخرج الشيخ رضي الله عنه من ذلك البلد بالعجل ، فما مضى عليهم ثلاثة أشهر إلا وقد أنجز الله الأجل ، فخرجت عليهم الدولة المصرية ، فأفنوا في ساعة واحدة كل من كان من أهل تلك الطوية.

مصطفى علي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس