عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2010, 10:43 AM   #16
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
الصورة الرمزية مصطفى علي



مصطفى علي is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى علي
افتراضي رد: الزكري السنويه للامام الختم رضي الله عنه



الفصل الثاني : في ذكره مولده المنيف

ولد نفعنا الله به أرض الطائف في قرية السلامة ، الغنية باسمها عن التعريف والعلامة ، فأبرز من أطباق العناية يتلألأ نورا يوم الأربعاء في شهر ربيع الخيرات ، بعد الألف والمائتين وثمانية من هجرة سيد السادات ، ماتت أمه في سابع ولادته أو ما قرب من ذلك ، ليصير في قدم الإرث النبوي من حينئذ فيحوز ما هنالك ، ربى في حجر العز والسعادة والرعاية ، ونشأ في كفالة الخير والصلاح وتوالى العناية ، ووقع في رضاعه من الكرامات ما يومئ أنه سيكون من أهل كمال الخلافة عن الصادق المأمون ، وهو ما أخبر به من يوثق به من أهل مكة ، من أهل الصلاح والبركة ، أن أمه في الرضاع أخبرت أنها كانت أرضعته مع ابن لها، فإذا أعطته ثدي صاحبه أباه وتركه ، شب شباب السعد والسعادة والصلاح ، واختطفته من صغره عقبان الهدى والنجاح ، حفظ القرآن قبل المراهقة قبيل البلوغ ، وحضر في العلوم الظاهرة على أكابرة تجاه البيت العتيق حتى أتاه البلوغ ، وبعد ذلك هبت عليه أرياح الخصوصية ، وانتشقت مشامه من نسمات المواهب الرحمانية ، فتعلقت همته بالتنسك وأنواع العبادات ، فتشاهد المبصر اعتزاله وانفراده ، ولم يزل يتمسك بالطرائق واحدة بعد واحدة ، حتى أراد الله له إنجاز مقدوره وموعوده ، نفث في روعه وكيل إلهام الهداية ، لصحبة الإمام الجليل سيد أهل الولاية ، قطب دائرة العناية النفيس ، أبي محمد مولانا السيد أحمد بن أدريس ،فرضى به مريدا وابنا بارا ، وشهد له بالصدق والإخلاص مرارا ، فتوجه كل منهما لصاحبه بما عليه لإنالة غاية المراد ، وكلاهما فيما طلب منه أحسن إحسانا وأجاد ، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم شيخه المذكور آنفا بإرشاده ، وهو يقول : صغير ، فالعناية توجهت به من مولاه لإسعاده ، فكان أمره صلى الله عليه وسلم لشيخه بإمداده ثلاث مرات ، فعند الثالثة قال لشيخه مده فيدى ويدك في إنائه لا تخشى عليه المفسدات فانهلت ديم الإمدادات والسواطع ، وتوالت بروق الكمال واللوام.وسمعته رضي الله تعالى عنه يقول شاكرا : الذي حصل لي في ثاني يوم الفتح من السر باهرا لم ينله غيري إلا بعد مضى الأعوام والدهور ، وكابدة الساعات في العشايا والبكور ، فلو قلنا ما أناله الله من منح أعطاه ، لخفنا افتتانا من غيرنا وغلطا ، فالكريم فعال لما يريد ، ويختص برحمته من يشاء من العبيد.

(أنزل الله على ضريحه سحائب الرحمة والرضوانوأمدنا بمدده في كل وقت وأوان)

مصطفى علي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس