[سراج الدين احمد الحاج]

فى الزجر عن التكبر
عن كعب الاحبار رضى الله عنه قال: يأتى المتكبرون يوم القيامة
ذراً فى صور الرجال ، يغشاهم الذل من كل مكان ، فيلقون فى
النار ويسقون من طينة الخبال ، وهى عصارة أهل النار فى النار.
وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ثلاثة لاينظر الله اليهم يوم القيامة ولايكلمهم ولايزكيهم
ولهم عذاب اليم : شيخ زانٍ وسلطان كذاب ، وعائل مستكبر
( العائل يعنى الفقير ).
وروى يحى بن جعدة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :
لايدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة أوحبة خردل من كبر
فقال رجل: يارسول الله ليعجبنى نقاء ثوبى وشراك نعلى
وعلاقة سوطى أهذا من الكبر ؟ قال: لا إن الله جميل يحب الجمال
وإذا أنعم الله على عبده نعمة أحب ان يرى أثرها عليه ويبغض
البؤس والتباؤس ، ولكن الكبر أن يسفه الحق ويغمص الخلق.
وروى عن الحسن البصرى عن النبى صلى الله عليه واله وسلم
أنه من خصف نعله ورقع ثوبه وعفر وجهه لله فى السجود فقد
برىء من الكبر .
وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: من لبس الصوف
وانتعل المخصوف وركب حماره وحلب شاته واكل مع عياله
وجلس مع المساكين فقد نجاه الله تعالى من الكبر .
وروى أن موسى علية الصلاةوالسلام قال: يارب من ابغض
خلقك اليك؟ قال : ياموسى من تكبر قلبه وغلظ لسانه
وضعف يقينه وبخلت يده .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماتواضع رجل لله
الا رفعه الله تعالى .
وقال الفقيه ابوالليث : اعلم ان الكبر من اخلاق الكفار
والتواضع من اخلاق الصالحين ، وقد وصف الله الكفار
فى قوله ( إنهم كانوا إذا قيل لهم لاإله إلا الله يستكبرون )
وقال الله تعالى (إنه لا يحب المستكبرين ).
وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالتواضع، فقال تعالى:
( واخفض حناحك لمن اتبعك من المؤمنين )
وروى ابوهريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله
عليه وسلم فيمايرويه عن ربه عز وجل قال:
قال الله تعالى ( العظمة إزارى والكبرياء ردائى فمن نازعنى
فى واحد منها القيته فى النار ولاأبالى )
قال الفقيه ابوالليث : معنى قول العظمة إزارى والكبرياء
ردائى انهما فى صفاتى كما فى كتابه العزيز الجبار المتكبر
فهاتان الصفتان من صفات الله تعالى فلاينبغى للعبد
الضعيف أن يتكبر ، فإذا تكبر مقته الله تعالى .