[سراج الدين احمد الحاج]

الباب الخامس والعشرون
فى الحزن والإجتهاد للآخرة

عن ثابت بن الحجاج قال: قال عمر رضى الله عنه :
زنوا أنفسكم قبل ان توزنوا ، وحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا
وتزينوا للعرض الاكبر وذلك يوم القيامة يومئذٍ تعرضون
لاتخفى منكم خافية . وروى ابوذر عن النبى صلى الله عليه وسلم
فيما يرويه عن ربه وهو من الاحاديث القدسية أنه قال :
يقول الله تعالى ( ياعبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته محرماً
بينكم فلا تظالموا ، ياعبادى كلكم ضآل الا من هديته فاستهدونى أهدكم
ياعبادى كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعمونى أطعمكم ، ياعبادى
ياعبادى كلكم عارى الا من كسيته فاستكسونى أكسكم ، ياعبادى إنكم
تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعاً فاستغفرونى أغفر لكم
ياعبادى انكم لم تبلغوا ضرى فتضرونى ولم تبلغوا نفعى فتنفعونى
ياعبادى لو أن اولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب
رجل واحد منكم مازاد فى ملكى شيئا ، ياعبادى لو أن اولكم وآخركم
وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم مانقص ذلك فى
ملكى شيئا ، ياعبادى لو أن اولكم وآخركم وانسكم وجنكم قاموا
فى صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل انسان مسألته ، مانقص
ذلك مما عندى إلا كما ينقص المخيط إذا إذا غمس فلى البحر
ياعبادى إنما هى أعمالكم أُحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها
فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن
الا نفسه .
وروى عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ماأغرورقت أو ذرفت عين من خشية الله إلا حرم الله أن تحرقها
فإن فاضت على وجه صاحبها لم يرهق وجهه قتر ولاذلة ،
وماكان من عمل يُرى الا وله ثواب الا الدمعة فانها تطفىء
بحوراً من النار ، ولوأن عبداً بكى من خشية الله فى أمة
فرحم الله تلك الامة ببكاء ذلك العبد.
وروى كعب الاحبار انه قال: لإن أبكى من خشية الله حتى
يسيل دمعى على وجنتى أحب الىٌ من اتصدق بوزنى ذهباً.
ومامن باكٍ يبكى من خشية الله حتى تسيل قطرة من دموعه
على وجه الارض فتمسه النار حتى يرجع قطر السماء
وليس براجع ، أى كما أن قطر السماء إذا ترك لايرجع
اليها ابداً فكذلك الانسان الذى يبكى فى الدنيا من خشية الله
لاتمسه النار ابداً.
وروى عن داؤود عليه الصلاة والسلام أنه ماشرب شراباً
بعد الذنب الا ونصفه ممزوج بدموع عينيه.