عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2010, 02:45 PM   #129
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: بالصور كسلا تخرج في كرنفالٍ بهيج لاستقبال أبو هاشم مُرشد الختمية وزعيم الإتحاديين


كسلا تيار الحُب الجارف:

بقلم: هاشم عبدالجليل احمد

بانبهار يروي الرجل الاصيل السيد ابراهيم سر الختم مدير شئون الافراد سابقا بمصنع سكر كنانة عن ذكريات الطفولة في جزيرتهم التي يحتضنها نهر النيل حانيا بالشمالية قال لى: كنا نباشر عمليات الزراعة في جزيرتنا صباحا الكل يعمل بهمة ونشاط الكهول والنساء والشباب ونحن الاطفال وفجأة اتى احدهم مهرولا حاملا نبأ وفاة احدى الشريفات من البيت الميرغني فسرى النبأ الحزين سريان التيار الكهربائي بعدها توقفت جميع الايدي عن العمل وفي لحظات استحال المشهد بالحقول اليانعة الى ساحة نحيب وعويل باكيا تلك الشريفة الراحلة ويقسم السيد/ ابراهيم ان تسعين بالمائة من اولئك النائحين عليها لم يتشرفوا برؤيتها فرددت عليه: انه الحب الصادق والخالص لآل البيت الكريم كما قال الشاعر:
رضينا يابني الزهراء رضينا*** بحب فيكم يرضى نبينا
تذكرت الواقعة السالفة بكسلا ابان زيارة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني فما رأيته من تدافع اشبه بالفيضان البشري وتجمعات اقرب الى الطوفان الادمي لم يكن شيئا طبيعيا كاستقبال لزعيم سياسي فحسب. كان كل وجه ينم عن وفاء صادق وحب عميق وخيل الى ان كل مستقبل للميرغني رجلا كان ام امرأة كهلا كان ام شابا يود ان يؤكد بقوة ويدلل بشدة على الآتي:

* انه اولى الناس بالسيد وعليه واجب التعبير عن فرحته بالزيارة على طريقته الخاصة.
* انه مازال على العهد القديم لم تزحزحه السنون ولا ذهب المعز ولا سيفه.
* انه يعبر عن ايمانه ببرنامج الحزب الاتحادي الديمقراطي واطروحاته السياسية مرددا عاش ابو هاشم وصادحا بهتافات وادبيات الحزب.
* وان كل شخص كان حريصا على النظام ومصرا على ان يخرج اليوم في ابهى صورة وبسلام تام- وتأملت هذه الفيضانات البشرية التي كان يمكن ان تمر على كل شئ فتجعله كالصريم ولكن هذه الجموع وطنت نفسها على الخير ووجهتها قيادتها دوما الى المقاصد النبيلة والمثل العليا واشاعة السلام والوصول لاسمي الاهداف عبر اسلم الوسائل وكنت لحظة هبوط طائرة مولانا اقف بجوار الرجل الكريم الخليفة مبارك بركات الذي علق على اجراءات رجال الامن بابعاد الناس عن المدرج قائلا لرجل الامن: ديل ناس صلاة في سلام بس يا جنابو- اي لايمكن يخربوا بيوتهم بايديهم ولاينزعون للعنف وكما ذكر مولانا في وقر واروما نحن لاتحركنا الضغائن ولا الاحقاد الشخصية في العمل العام.

احد قيادات الحزب بكسلا وهو من منظمي الزيارة عبرت له عن دهشتي لهذه الجموع الهادرة فرد قائلا انهم عجزوا تماما عن نقل الجماهير من ضواحي كسلا وان السيارات لم تكف رغم ان المواطنين كانوا يتكفلون بنفقات الترحيل ولكن حدثت ازمة في وسائل النقل وعندها كانت قيادة الحزب بكسلا تطمئن مواطني الضواحي ان مولانا سيزورهم في مناطقهم الا ان هذا المنطق لم يرق لهم فأتوا راجلين قبل يومين من الزيارة او بالدواب وغيرها وايضا عندما منعت السلطات حوالي ستمائة عربة من الموكب من عبور كوبري القاش بحجة ان الجسر لايتحمل كل هذه السيارات- حينها ترك معظمهم السيارات وساروا راجلين الى ميدان الجمهورية حيث خاطب مولانا جموع مستقبليه الذين تجمهروا منذ الساعات الاولي من صباح اليوم وعندما تأخرت طائرة مولانا عن موعدها المقرر بحوالي خمس ساعات لم يفتر حماسهم ولم يغادر احدهم الميدان وعندما اتصل احد قيادات الحزب الذي كان بالميدان بالاستاذ محمد سعيد احمد المحامي امين الحزب بكسلا والذي كان بالمطار مستفسرا عن اخبار الطائرة رد عليه : قول للناس في الميدان اذا اتيتم مستأجرين فانصرفوا واذا اتيتم لمولانا طائعين فاصبروا.

ادهشني ايضا الحضور الكثيف للمرأة ولا اعتقد ان ربة منزل في ذلك اليوم كانت في بيتها اضافة الى انه على طول الطريق من المطار لميدان الجمهورية وهو بطول سبعة كيلو مترات اصطف الرجال والنساء والشباب على جانبي الطريق يحملون صور مولانا وصور مرشح الحزب للرئاسة حاتم السر وصور مرشح الحزب للوالي مجذوب ابو موسي وهم يهتفون بحياة ابو هاشم ويمجدون الحزب وان من الواجب ان نحيي ونشيد بجهود قيادة الحزب بكسلا التي احسنت الاعداد لهذه الزيارة التاريخية الخالدة فاخرجتها في ثوب قشيب رغم قصر فترة الاعداد.

وفي مقدمتهم الاستاذ مجذوب ابو موسي وزير الزراعة مرشح الحزب لمنصب الوالي الذي رغم انه كان كوالد العروس لم يتخل عن اصالته واكرامه لضيوفه حاملا بنفسه الشاي في ساعات الصباح الاولى اذ انه لم ينم تلك الليلة والاستاذ محمد سيد احمد الذي كان يعمل كالنحلة تماما والسيد محمد بيرق الزعيم الرمز وقيادة امانة المرأة الاتحادية بكسلا الاستاذة كوثر طيارة المحامي والاستاذة وفاء والشقيقات الاخريات وهن يتنافسن على تزيين المشهد الآسر ببصمات ولمسات ستظل خالدة وراسخة ما بقي القاش وتوتيل، والآن وقد تجلت لي بوضوح مضامين قصيدة الشقيق المناضل صلاح سطيح (وانا عائدون باذن من؟ باذن من نوهي هؤلاء الذين اتوا حبا ووفاء راجلين وعلى ظهور الدواب وعلى مختلف وسائل النقل، ويا كيف تفهم: انا جالسون على قلوب الناس ولكن بأية صفة؟ هل بقرار ام مرسوم ام بامر؟ كلا نحن نجلس على قلوب هؤلاء حبا ووفاء وصدقا متبادلا).

سوف نبقى مثل نجم السعد نحيا بالدواخل ريثما تصفو السماء
وعائدون باذن من نهوى هلالا في سماء
يا كيف تفهم يا امام الجهل انا جالسون على قلوب الناس حبا لا قرارا
مثلما كل القرارات العقيمة والجلوس على العراء

اعتقد ان الصحف السودانية في غالبها الاعم احسنت تغطية الزيارة بمهنية عالية واحترافية جيدة وكانت منصفة في نقل الصورة كاملة.. وبذل الشباب مناديب هذه الصحف جهدا مقدرا في انجاز مهمتهم بنجاح فلهم ارفع القبعة اعجابا وتقديرا.
كنت احمل كاميرا فيديو صغيرة اوثق بها هذه اللحظات التاريخية النادرة وكان بجانبي رجل كبير السن سمع صدور صوت ازيز الكاميرا فعلق قائلا الكاميرا (قنتت يا ولدي من كترة الناس) اى اصدرت انيا واظن انه كان محقا.

في الختام اعتقد يقينا ان هذه الزيارة كانت بمثابة ظاهرة كونية تاريخية جديرة بالدراسة والتوقف فقد اكدت على مضامين عديدة وبدلت مفاهيم كثيرة وارسلت اشارات تتطلب التدبر وقد ظلمها التلفزيون الحكومي عندما قزمها فحصرها في سلم الطائرة فقط ولم ينقل صور الحشود خارج المطار ولا الميدان ولا ادري سببا لهذا الخوف والتوجس ولكن شمس الحقيقة لايخفيها الضباب العابر وستظل مكانة الرجال ومواقفهم محط وفاء وحب هذه الجماهير التي لاتجامل في ذلك ولا تداهن ولا تتلون فالاسماك الميتة فقط هى التي تسبح مع التيار.
قال تعالينقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض) صدق الله العظيم.
*عضو المكتب السياسي القومي للحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس