[سراج الدين احمد الحاج]

من كتاب الوعظ الثمين للامام الختم رضى الله عنه
فى الزجر عن العجب
عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: النجاة فى اثنين : النية والتقوى
والهلاك فى اثنين : القنوط والاعجاب
وقال الشعبى : كان فيمن كان قبلكم رجل اذا مشى اظلته غمامة
فقال رجل لامشين فى ظله فاعجب العابد بنفسه وقال:
مثل هذا يمشى فى ظلى فلما افترقا ذهبت السحابة مع ذلك الرجل
وروى عن داؤود عليه الصلاة والسلام انه عبد ربه سنة على ساحل
البحر وقال : يارب قد انحنى ظهرى وكلت عيناى وفقدت الدموع
ولاادرى الى مايئول امرى فاوحى الله الى ضفدعة ان اجيبى
عبدى داؤود فقالت الضفدعة : يانبى الله اتمن على الله بعبادة سنة؟
والذى خلقنى إن لى هنا ثلاثين سنة اسبحه واحمده وإن فرائصى
لترتعد من الخوف من الله عز وجل: فبكى داؤود عليه الصلاة
والسلام بكاءاً شديداً حياءاً من الله تعالى.
قال الفقيه ابوالليث : من اراد ان يكسر العجب فعليه باربعة اشياء
اولها ان يرى التوفيق من الله تعالى فلايعجب بنفسه
ثانيها ان ينظر الى النعماء فاذا نظر الى النعماء اشتغل بالشكر
ثالثها ان يخاف الا يتقبل منه فاذا اشتغل بالخوف من عدم قبول
عمله لايعجب
رابعها ان ينظر فى ذنوبه وان يخاف ان ترجح سيئاته على حسناته
فاذا فعل ذلك فقد كسر عجبه