[مصطفى علي]

	أما كراماته رضي الله عنه : واقعة في لسان حاله ومقاله دائمة وليس الولي من لم تكن للنظر في وجهه كرامة ، لقد أُمتنع تسجيل كرامات ساداتنا الأماجد لعموم التسليم والظلام ولكن بعض الأحبة يريدون التعطر والتنور بها فسجلوا ودونوا القليل ، فمنها : أنه أتته إمرأة تشكوه داء الفالج ملتجأة له برحابه الندية طالبة من الله الشفاء ففي الحين شفاها الله فزغردت فرحاً وسروراً وغمرتها الأريحية مدة حياتها ، فكثيراً ما يأتي إليه أصحاب الحاجات والوظائف فيرجع كل منهم بنيل مقصوده بفضل الله تعالى ، ومنها : أن إبراهيم بك إتهمه التعايشي بأنه مسبباً لسفر سلاطين بك من أم درمان فأمر بحبسه فحضر أتباعه إلى السيد أحمد وأخبروه بتلك القضية وطلبوا منه أن يسال الله خلاصه من تلك المحنة فقال : " إن شاء الله سيخلص من غير إرادة حابسه " ، وقال : " سيتخلص عن قريب ولا يضام في نفسه وماله في أقل نصيب " ، فكان الأمر كذلك فشكره إبراهيم بك كثيراً لدعوته ، ومنها : إن أحد الأمراء كان متجاهراً على السيد أحمد بالكلام الغليظ وسوء الأدب وحضر يوماً وتكلم مع السيد بلا مبالاة فلما خرج منه هدد أحد أتباع السيد بالنفي إلى خارج البلدة فأخبر السيد أحمد بما جرى ، فقال له : " لا تخف فلننظر أيكما سينفى فلما مضت أيام قليلة غضب عليه التعايشي وأمر بنفيه إلى بحر الجبل " ، ومنها : أنه أراد بناء زاوية والده ومعه أخيه السيد علي الميرغني رضي الله عنهما وكان أحد الخلفاء قد رفع خشبة ثقيلة جداً فلما أوصلها إلى السقف سقطت عليه وصار في حال نزع الروح فأُخبر السيد أحمد بذلك فحضر سريعاً ووقف عليه مطمِّئناً له ففي الحال أفاق من تلك الحال الصعبة ورد الله روحه ، ومنها : أن أحد الخلفاء أصيب بداء الفالج حتى أعجزه عن الحركة الكلية فأُحضِر بين يدي السيد محمولاً ولاذ به طالباً الشفاء من الداء العُضاض فشفاه الله ببركته الشريفة وقام على أحسن حال بتمام الصحة والكمال ، وكثيراً ما يأتي من هو عقيم تماماً فيرزقه الله الذرية وكراماته كثيرة فهذه على سبيل التبرك والمثال لا الحصر .

اخلاص عبدالقادر معجب بهذا