[سراج الدين احمد الحاج]

من كتاب الوعظ الثمين للاما م الختم رضى الله عنه
الباب الحادى عشر ( فى اهوال يوم القيامة وافزاعها )

عن عائشة رضى الله عنها قالت : قلت يارسول الله أيذكر
الحبيب حبيبه يوم القيامه، قال : أما عند ثلاث فلا :
عند الميزان حتى يعلم أيخفف ميزانه أم يثقل ، وعند تطاير الصحف
حتى يعلم ايعطى كتابه بيمينه ام بشماله وحين يخرج عنقه من النار
فينطوى عليهم فيقول: إنى وكٌلتُ بثلاث : بمن دعا مع الله الهاً اخر
وبكل جبار عنيد ، وبكل من لايؤمن بيوم الحساب ، فينطوى عليهم
حتى يرمى بهم فى غمرات جهنم ، ولجهنم يومئذٍ جسر ارق من الشعرة
وأحدٌ من السيف ، عليه كلابيب وحسك والناس يمرون عليه كالبرق الخاطف
وكالريح العاصف ، فمنهم ناج مسلم ومخدوش مسلم ،ومكبوب على وجهه فى النار.
وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لما فرغ الله من خلق السموات والارض خلق الصور واعطاه اسرافيل فهو واضعه
على فيه شاخصاً ببصره الى العرش ينتظر متى يؤمر بالنفخ فينفخ .قال:
قلت يارسول الله : وما الصور؟ قال : قرن من نور ، قلت : كيف هو؟
قال: عظيم ، والذى بعثنى بالحق لعرض داره كعرض السموات والارض
وينفخ فيه ثلاث نفخات ، وفى رواية نفختين : نفخة الهلاك ونفخة البعث
وفى رواية نفخة الصعق ونفخة الفزع الاكبر ونفخة البعث .
فيأمر الله اسرافيل بالاولى فينفخ فيفزع من فى السموات والارض
وهو قوله تعالى : ( يوم ينفخ فى الصور ففزع من فى السموات
ومن فى الارض الا ماشاء الله وتزلزل الارض وتذهل كل مرضعة
عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى
وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )
ويصير الولدان شيبا ، ثم يأمر الله اسرافيل فينفخ فيه نفخة الصعق
فيصعق اهل السموات واهل الارض ، يعنى يموتون الا ماشاء الله
قيل ارواح الشهداء وقيل جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت
عزرائيل ويقول الله تعالى : ياملك الموت ، من بقى من خلفى ؟
فيقول : يارب بقى جبريل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش
وعبدك الضعيف ملك الموت ، فيأمر الله تعالى بقبض ارواحهم
هكذا رواه الكلبى .