ونسة بطعم الاستقلال مع الفنانة حواء الطقطاقة:
حوار : رنا عوض مزدلفة بشرى
صحيفة الرائد
31 / 12 / 2009
الإنجليز ضربوني بالرصاص على صدري وساقي
هي رائدة ومناضلة من نساء الوطن عشقت الحرية والاستقلال
مثل عشقها لعلم السودان والذي تدثرت به ثوباً بألوانه القديمة الثلاث.
وتغنت للوطن فرحاً بالاستقلال إنها حواء الطقطاقة المرأة السودانية
التي منها تعلمنا عشق الوطن وهي وطنية غيورة جابهت الاستعمار
وهتفت تطالب بالاستقلال واسمها سطرته بأحرف من نور وهي من
مواليد الرهد عام 1926م جلسنا إليها بمباني الصحيفة في حوار
والبلاد تحتفي بأبنائها الذين ناضلوا من أجل الاستقلال فكان هذا
الحوار:
* بداية أستاذة حواء من أين جاء اسم الطقطاقة؟
- زمان أيام الاستعمار الإنجليزي كنت بطلع في المظاهرات مع الناس
وأهتف في كل مكان بالخرطوم وبحري وأم درمان وعطبرة مع إني
ساكنة في حي بانت شرق بمدينة أم درمان.
بعدين في واحد إنجليزي اسمو مستر “دروين” لما شافني في كل
المظاهرات دي قال لي: يا حواء إنتي في كل مكان زي الطقطاق
فوق الشجر، ومنها سار علي اسم الطقطاقة ومن يومها حواء
الطقطاقة جات وحواء الطقطاقة مشت.
* أول مرة طلعتي مظاهرات؟
- أول مرة طلعت فيها مظاهرات كانت في الأربعينات مع الحاجة
“العازة محمد أحمد” زوجة البطل “علي عبد اللطيف” رحمهما الله
وهي أول امرأة سودانية تقوم تطلع الرجال في صفوف المظاهرات
معاي وخالدة زاهر الطالبة حينها في كلية الطب.
* ما هي العبارات التي كنتم تهتفون بها في تلك المظاهرات؟
كنا بنحفظ هتافات كثيرة.. لكن الزمن طال لكن أذكر فيها “لا استعمار
بعد اليوم، الاستقلال واجب وطني.. وكنت بسمع الناس بتقول كلام
وبجي البيت أحفظ الشعارات دي وأحولها إلى هتافات وبعد داك
أمشي في المظاهرات حافظة كل الشعارات والهتافات دي.
* هل سبق أن أصبت أو اعتقلت في إحدى تلك المظاهرات؟
- قبل الاستقلال أنا كنت بطلع كثير في المظاهرات ويعتقلوني، مرة
انضربت بالرصاص من الإنجليزي “هيو” والرصاصة جات في أعلى
الصدر وأسفل العنق والرصاصة التانية في الرجل ودخلوني سجن
كوبر وبعد ما قرروا الإفراج عني قاموا حلقوا لي شعر راسي لحدي
ما بكيت بدموع حارة لكن داك كلو يهون من أجل الوطن والمهم في
الوقت داك كان الاستقلال والحمد لله تم زي ما نحنا عايزين.
* أحكي لينا عن قصة ثوبك بتاع علم السودان؟
- لما السودان اتحرر في 19 ديسمبر 1955م والزعيم الأزهري قرر
ينزل العلم البريطاني والمصري ويرفع علم السودان القديم وكانت
ألوانه ثلاث “أزرق، أصفر، أخضر” ناس رابطة المرأة بقيادة زوجة
الأزهري قرروا يشاركوا في المناسبة دي بالثوب الأبيض وينسجوا
“زيق” صغير في الثوب بلون العلم والكلام دا كان يوم الجمعة ورفع
العلم كان يوم الاثنين، والوقت كان ضَيَّق قاموا لغوا الفكرة دي وقالوا
يلبسوا الثوب الأبيض السادة.
لكن أنا مشيت السوق واشتريت ثلاثة قطع ملونة واحدة زرقاء وواحدة
صفراء وواحدة خضراء بنفس ألوان العلم القديم شلتهم من سوق
أم درمان الحي ما مات دا ومشيت البيت وخيطها بيدي مع بعض
في شكل العلم وختيت الثوب في كيس وقعدت ولما جاء يوم الاثنين
والناس لبست الأبيض لبست معاهم وجيت شارع النيل الساعة
تسعة صباحاً وفي الإذاعة ذاعوا رفع العلم وجاء أبو عاقلة يوسف
بالسينما المتجولة زمان مافي تصوير زي الأيام دي وأول ما شفت
الأزهري جاء لبست ثوبي حق العلم قبل رفع العلم في السارية
وترك الأزهري واتصورت معاهو وصورت جبارة جاد الله بالسينما
وعلقوا صورتي بالثوب العلم القديم في البرلمان.
وغنيت في اليوم العلم للأزهري الزعيم برز رفع العلم السوداني
ونزول العلم البريطاني كيف نتخلى عنك تاني.
* رأيك شنو في مشاركة المطربين اليوم في أعياد الاستقلال؟
- زمان كان كل الفنانين يشاركوا في المناسبات الوطنية أمثال أحمد
المصطفى وعثمان الشفيع كانوا يغنوا للسودان والكاشف لكن في
زَمَنَّا دا انشغل الفنانين بأغاني المناسبات الخاصة والحفلات أكثر
من الفن للوطن لكن هنالك بعض الفنانات أمثال ندى القلعة
وسميرة دنيا وبهاء عبد الكريم أدوا دور في الغناء الوطني لكن
ليس بصورة مكثفة زي زمان كان شغلنا الشاغل السودان والغناء
ليهوا في أي مناسبة والفن كان عنده رسالة وكان زي السلاح.
* ذكرى تمر بخيالك كما جاء الاستقلال؟
- بيت الأزهري لأنه كان استعدادي ليوم الاحتفال بأعياد الاستقلال
يبدأ ببيت الأزهري ومازالت أداوم على هذه العادة في كل عيد استقلال.
* دور الفنان في عكس اهتمامه بالوطن؟
- لازم يمجِّد بلده ويمجِّد رئيسه ويرفع علمه ويغني ليه.
* في رأيك هل انتهى الشعر الوطني؟
- الشعراء زمان موجودين ناس عمر البنا وناس عتيق والتنقاوي وكانو
ا يكتبوا للوطن والاحتفالات وبعد ما ماتوا قلَّ الشعر والغناء الوطني
لكن ربنا يخلي الباقي. مثل التجاني حاج موسى والحلنقي ، ود
كسلا وغيرهم.
وأغاني الاستقلال كلها قديمة لأن ما في ناس جابوا جديد وإلا كان
غنوه وأنا بقول لازم كل الشعراء يرجعوا يكتبوا للوطن وللسودان
لأنه بلد جميل وما في زيُّهُ مثيل في البلدان.
في الختام أتمنى للسودان السلام وحل المشاكل
والسودانيبقى في عمار ولازم نكون وحدة واحدة