عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2010, 09:19 PM   #3
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
الصورة الرمزية مصطفى علي



مصطفى علي is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى علي
افتراضي رد: الذكرى السنوية للسيد محمد الحسن الميرغني أبوجلابية رضي الله عنه .





وأما مولده رضى الله عنه فقد ولد بقرية مباركة يقال لها باره من الديار الغربية ، سنة خمس وثلاثين بعد الألف والمائتين من هجرة رسول الله ، لاثني عشر جمادى الأول أو رجب الفرد على خلافٍ في الواقعة المروية ، ونشأ بمكة المشرفة وهاجر المدينة المنورة وقرأ القرءان بها على الشيخ محمد شيخ الدلائل رجل من أهل الله ، ورجع الى مكة المشرفة مع والده وأدركه البلوغ بها ونفث الله في روعة الشوق إلى مشارب الطائفة الصوفية ، وتعلقت همته بالأذكار ولزم العزلة وجمعه الله بأبي العباس الخضر عليه السلام فاكتنفه وتولاه ، وألقى نفسه في انواط الرياضة وتخليصها من الأغراض العادية ، الى أن اشرقت عليه سواطع الفتوحات وامطرت عليه سحائب البركات من فيض سناه ، وقال له رجل من أهل الله بمكة المشرفة ذكر أن والده أخبره انه بلغ الرتبة الوتدية ، فقال له ذلك الولي جدك رسول الله يناديك بالمدينة المنورة فلابد لك من إجابة نداه فبعد قليل من الأيام قام بخاطره التوجه إلى المدينة المنورة بقوة قهرية وتوجه راجلاً حافياً متجرداً لا رفيق له الا الله ، فما وصل المدينة إلا بعد أشهر عديدة لسياحته وإقامته بالعربان البدوانية ، وفيها حصلت له مشاهدة ذاته الكاملة صلى الله عليه وسلم واختصه الله بها واصطفاه وفيه قلت شعراً :

رضوانك الله في الآباد والقدم *** على قدامة أهل الله كلهم

قطب له سائر الأكوان كالخدم *** وعزه ثابت من حضرة القدم

دارت بأنفاسه الأفلاك وانتظمت *** له عقود الثنا خير منتظم

مستغرقاً أبداً في ذكر خالقه *** تنهلّ منه علوم السر والحكم

مشكاته وسعت كنه التجلي فكل *** الكون في جنبه في حيز العدم

يبدو باسماء رب العرش كيف يشا *** لان رتبته ذاتية العظم

تجلى عليه سرابيل الكمال وتيجان *** الجلال فيجلوا داجن الظلم

سماؤه بنجوم العلم زاهرة *** وفيضة للورى ينهلُّ كالديم

وشمس رتبته في الأفق ساطعة *** فما تماثل في إشراقها العَمِمِ

حطت رحال الأماني حول ساحته *** فأغرق الفضل منها ساير الأمم

وكم له من وراء العقل من رتب *** لا يُبتَغي مجدها العالي ولا يُرَم

قد حاز من قدم المختار ذروته *** والكل مندرج في ذلك القدم

كأنه هو في سرٍ وفي علنٍ *** وفي بهاء وفي خلق وفي شيم

ما زال في دهره دوما يبشره *** بما تقصر عنه غاية الهمم

كماله في سويدا القلب مختزن *** فحاز من جده جوامع الكلم

كم قال يا قرة العينين أنت لنا *** ونحن أيضا لكم في شأننا الضخم

طبتم وطابت بكم كل الدهور كما *** طابت بنا قبلكم ياروضة النعم

وجه العلي لكم حظًا فيا لكم *** من قسمة مالها مثل من القِسَم

الأمر أمركم والملك ملككم *** من رحمة الله في بدء ومختتم

ربا بكم ديننا السامي ودان لكم *** كل الوجود بحكم الواحد الحكم

كم غنت الخطبا في منبر القدس *** الأعلى بمدحكم في المشهد الوسم

وأطرب الكون ذاك المدح وانتظمت *** لكم عقود الثنا في خير منتظم

وأمطرت منكم مزن الفيوض على *** كل المريدين في ميدان صدقهم

وهيئت خلع التاييد وارتقمت *** علوم منشورها الأعلى بلوحهم

وشرفت بكم الأزمان منه كما *** قد شرفت ظاهراً بالأشهر الحرم

وطاف كل أولي التقوى بكعبتكم *** كما سموا بكم في الحل والحرم

فيا جميع الورى هيا هلم إلى *** حضور موعد بحر الجود والكرم

لتغرفوا منه أشتات الفضائل والآلاء *** دنيا وأخرى يا ذوي الهمم

وتصدروا منه بالأجر الجزيل وبال *** فيض الجميل وبالخيرات والنعم

وتدخلوا في رحاب القدس قاطبة *** وتسلموا من جميع الضر والندم

لأنه روضة المختار أحمدنا*** من أجليت من سناه ظلمة العدم

صلى عليه إله العرش ما سبقت *** حقاً نبوته في حضرة القدم

أو ما اجتلت ذاته بالذات واتصلت *** أو نوّر الله منه داجن الظلم

ربي بحقهم عفواً ومغفرة *** تعم جملتنا يا واسع الكرم

وامنح لرقهم سرا يحققه*** بذات أحمد في مكنون غيبهم

عليه رضوانه الذاتي من أزل *** ما أشرق الكون من ياقوته العظم

وعم كل الورى من فيض رحمته *** فيضاً يؤمنهم من ساير النقم

ما قام بالله كل الأمر منه له *** أو ما اطمأن أولو التقوى بذكرهم





قدس اللهم سره الأسنى بنور ذات أسمائك الحسنى



مصطفى علي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى علي ; 07-27-2010 الساعة 10:13 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس