[شيكيت]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الإعانة بدءاً وختماً وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً واسما
من القواعد المقررة عند أهل العلم أن الزمان يشرف بما وقع فيه من الحوادث وبمقدار هذه الحوادث يكون مقداره وفضله ، وكلما كان ارتباط الناس بهذه بالحوادث قوياً قوي ارتباطهم بأزمنتها التي وقعت فيها .
ولذا كان تنبيه الناس لأيام المناسبات الدينية كالمولد والإسراء والمعراج أو ليلة القدر أو النصف من شعبان ، إنما هو لنقل الناس لهذه للحوادث ليعيشوها ويدركوا ما فيها من الخير ويحسوا بذلك قلباً وعقلاً وعاطفة ويرتبطوا بالحقائق والحوادث التي تملأ ساحات هذه الأزمنة .
بل من سنته ربط كثير من العبادات بأزمنتها ، فهو يصوم عاشوراء ويحس الناس على ذلك شكراً لله تعالى على نجاة موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، ويصوم يوم الاثنين شكراً له سبحانه على أن أوجده رحمة للعالمين ، ويزيد من جوده في رمضان لمجيء سيدنا جبريل ليدارسه القرآن ، ويأمر بالإكثار من الصلاة عليه في ليلة الجمعة ويومها الذي خلق فيه سيدنا آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
أحداث دينية وقعت في شعبان
1/ تحويل القبلة :-
قال تعالى : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ) الآية(144) سورة البقرة .
فحقق الله تعالى مطلوب حبيبه صلى الله عليه وسلم الذي كان ينتظر ذلك برغبة قوية . ففي تفسير الطبري للآية 142 في المسألة الثالثة عن أبي حاتم البستي أن ذلك كان في النصف من شعبان .
2/ رفع الأعمال :
من مزايا شهر شعبان رفع الأعمال فيه وهو الرفع الأوسع ، ففي حديث سيدنا حمزة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال : ( ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) أورده الإمام أحمد في مسنده ، والحافظ المنذري في كتاب الترغيب والترهيب وعزاه للنسائي .
وهذا الرفع غير الرفع بالليل والنهار الذي ورد في صحيح مسلم وغير الرفع الفوري الذي في مسند الإمام أحمد والترمذي ، وغير الرفع الإسبوعي الذي في صحيح مسلم والترمذي فلا تعارض بينهما .
3/ تقدير الأعمار :
ففي شهر شعبان يظهر تقدير الأعمار التي في العام القادم كما في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان ؟ قال : (إن الله يكتب فيه على كل نفس ميتة تلك السنة ، وأحب أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي ) رواه الخطيب في التاريخ ، ونحوه عند أبي يعلى بإسناد حسن .
4/ شهر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :-
ذكر الإمام أحمد بن حجازي الفشني في كتابه (تحفة الإخوان) عن ابن الصيف اليمني أنه قيل : أن شهر شعبان شهر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأن آية : ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) آية (56) سورة الأحزاب ، نزلت فيه ، وقيل في ليلة الإسراء .
5/ شهر القرآن :
قراءة القرآن مطلوبة في كل زمان ومكان بشروطها ولكنها تتأكد في الأزمنة الفاضلة والأمكنة الفاضلة كرمضان ومكة المكرمة والروضة المشرفة ، ومنها شهر شعبان قال الشيخ ابن رجب الحنبلي في كتابه لطائف المعارف : كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف فقرأوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف على صيام رمضان ، وقال الحسن بن سهل : قال شعبان : يارب جعلتني بين شهرين عظيمين فما لي ؟ قال : جعلت فيك قراءة القرآن ، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء .