تلاقت النظرات فى صمت ودار بين اصحاب النظرات حديث لم يعرفه اويسبر غوره احد سواهما ووقفت بعيدا عنهما ارقب لحديثهما الصامت .. وبعد ان اكتمل حديثهما والذى لم يستغرق سوى دقائق معدودة ودعنىاحدهما الا وهو الفقيد الراحل الدكتور عبد الوهاب الترابى ومضى مسرعا رغم الحاحى عليه لتناول بعض من المشروبات الساخنة او الباردة ..كان ذلك بمستشفى الخرطوم بحرى عندما حضر الراحل المقيم لزيارة والدنا مولانا الشيخ محمد محمد احمد وذلك قبل انتقال مولانا الى الدار الاخرى بايام قلائل ..وبما ان الزيارة كانت ممنوعة فقد تمت تلك المحادثة الصامتة من خلال نافذة الغرفة ...
ايضا كنت حضورى فى الاجازات صادفته اكثر من مرة فى منزلنا وذلك من خلال زياراته المتعددة لوالدنا فقد كان يحب والدنا ويقدره وكذلك كان له مكانة خاصة جدا عند والدنا رحمه الله ... وفى احداهما قدمه والدنا ليصلى بنا صلاة المغرب...تلك الصلاة التى تمنيت الا ينتهى ابدا منها من شدة جمال صوته وحسن تلاوته .. ولم يكتف بذلك اذ بعد الصلاة ..انشد فى حضرة والدنا قصيدتين ولوح براق حلق بنا من خلالهما الى عوالم اخرى ...
ايضا اذكر زيارتى له الاولى عندما حضرت لزيارة سيدى على وبعد انتهائى من الزيارة اصر على استضافتى بمكتبه بالقاعة الهاشمية رغم انه لم يكن يعرفنى وقتها .. وتجاذبنا اطراف حديث عمق المعرفة والمحبة بيننا ..
الا رحم الله الفقيد المقيم الدكتور عبد الوهاب الترابى فقد كان انتقاله مصاب جلل وحزن عظيم والذى حفلت حياته القصيرة بشتى ضروب الابداع الانسانى المتفرد والراقى ,. ولكن الحمد لله على كل حال والبركة فى اهله و رفقاء دربه واخوته ..
والشكر لكم اخى مصطفى على نقل هذه الذكرى العطرة للفقيد الغالى على قلوبنا جميعا ...