عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2010, 01:48 PM   #19
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


نكسة حزيران/يونية1967م بعد مضي 43 عاماً ...

خفايا وأسرار وأسباب الهزيمة.
كيف ضمدت حكمة قادة السودان جراحات العرب في قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاثة .
______________________

مذكرات توثيقية يكتبها : صلاح الباشا


مقدمة :

لاتزال أجيال عربية عديدة تهتم بالشأن القومي العربي وبالأمن الإستراتيجي العربي تتذكر تلك النكسة التي ضربت العرب وبقيادة مصر وقتذاك في مقتل ، إثر إنتهاء ما تسمي بحرب الأيام الست التي تمكنت فيها إسرائيل من إحداث هزيمة قاسية وقاضية ، إبتداءً من تاريخ 31 آيار / مايو 1967م وحتي صبيحة الخامس من حزيران / يونيو 1967م . بعد أن طلبت القيادة المصرية بزعامة رئيسها جمال عبدالناصر من الأمين العام للأمم المتحدة وقد كان يشغل المنصب وقتها ( المستر أوثانت ) وهو بورمي الجنسية من تلك الدولة المنسية – بورما - في جنوب شرق آسيا ، طلب أن تقوم الأمم المتحدة بسحب مراقبيها المتواجدين في مضائق ( تيران ) علي البحر الأحمر منذ حرب العدوان الثلاثي علي مصر في العام 1956م والذي قادته كل من إسرائيل وإنجلترا وفرنسا ، بسبب قرار عبدالناصر بتأميم قناة السويس حيث كانت القناة تتشكل من شراكة بين فرنسا وبريطانيا ومصر منذ أن تم حفرها بواسطة المهندسين الفرنسيين في العام 1868م إبان حكم الخديوي ابراهيم باشا في مصر ، وذلك لتسهيل الملاحة البحرية والربط بين البحر المتوسط والأحمر ، بعد أن كانت السفن التجارية تبحر لشهور عديدة مابين اوربا وآسيا عن طريق رأس الرجاء الصالح ( كيب تاون ) في جنوب أفريقيا .
وبعد رحيل قوات الأمم المتحدة من مضايق تيران في الثلاثين من مايو 1967م والتي كانت تحفظ السلام وتراقب الملاحة والحدود علي البحر الأحمر بين مصر وإسرائيل ، قامت مصر بشن هجومها العسكري منطلقة من صحراء سيناء المصرية برا تجاه إسرائيل عبر ميناء رفح ثم عبر قطاع غزة الذي كان مصريا فلسطينيا صرفا ... وبعدها بأيام حدثت الكارثة .
لقد قال المحللون والخبراء السياسيون والعسكريون وقتها ، أن مصر لم تكن جاهزة لمثل تلك الحرب ضد إسرائيل ، وذلك يعود لعدة أسباب يأتي من أهمها تورط مصر في حرب اليمن الأهلية والتي أخذت منها الكثير ، والتي سميت وقتذاك بالثورة اليمنية ( 23 سبتمبر 1963م ) ضد حكم الإمام البدر في اليمن الشمالي ، علما بأن اليمن اليمن الجنوبي – وعاصمته عدن - كان لايزال وقتذاك تحت الإحتلال الإنجليزي في جنوب جزيرة العرب .
وما يجدر ذكره ، أن هنالك العديد من العناصر السياسية اليمنية التي كانت تناهض حكم الإمام في اليمن ، تعيش في القاهرة ، إما للدراسة ، أو للدراسة والنضال معاً ، أو لتأسيس جبهة نضال تنطلق من القاهرة لإنهاء حكم الإمامية ، والذي كان عقبة تقف في طريق التنمية وإنتشار التعليم في اليمن في ذلك الزمان، آملين دعم ورعاية الثورة المصرية في مساعدتهم .
ومن العناصر اليمنية التي كانت ناشطة بالقاهرة يأتي إسم الدكتور عبدالرحمن البيضاني ، ومحسن العيني ، وأبناء مكي ، والقاضي الإيرياني ، وآخرون كثر ، مثلما كان فيها ثوار اليمن الجنوبي مثل قحطان الشعبي وعبدالقوي مكاوي ، حيث كان الرئيس الراحل أنور السادات والذي كان وقتها يترأس ما يسمي بالمؤتمر الآفريقي الآسيوي في زمان حكم عبداللناصر ، فضلا علي ترأس السادات لمجلس الأمة المصري ( البرلمان ) ، فكان السادات يمسك بملف اليمن ، بل ويحض الرئيس عبدالناصر علي أهمية التدخل العسكري في اليمن لمساندة الثورة اليمنية الوليدة ، وهذا ما خلق صراعا سياسياً بين مصر عبدالناصر ، و دول عربية عديدة كانت تري أن في ذلك تدخلا في شأن داخلي لتلك الشعوب ، فقد كان عبدالناصر يري في المناضل ( آرنستوتشي جيفارا) نموذجا ، لأن جيفارا كان من بوليفيا بامريكا اللاتينية وهو أصلا طبيب ، لكنه رحل إلي جزيرة كوبا لمساندة ثورتها بقيادة فيديل كاسترو لتحرير كوبا من حكم الديكتاتور ( باتيستا ) في العام 1962 ، لكن جيفارا بعد تحرير كوبا وقد أكرمه رفيق نضاله كاسترو بمنصب وزير الصحة ، إلا أن جيفارا غفل راجعا لتحرير بلاده بوليفيا من قبضة عملاء الأمريكان ، غير أنه قد تم إغتياله هناك داخل غابة مع خمسة عشر ثائرا مسلحا من رفقائه بعد أن نصبت لهم حكومة وطنهم بوليفيا كمينا بتتبع تام من المخابرات الأجنبية.

أما عن تورط مصر في حرب اليمن ، فقد تمثل في إرسال مئات آلاف من ضباط وجنود القوات المسلحة إليها عبر البحر الأحمر ، بما في ذلك إستخدام أطقم سلاح الطيران الحربي في ضرب مواقع قوات الإمام البدر اليمنية التي لجأت إلي حرب عصابات طويلة المدي ، وقد أرهق ذلك القوات المصرية كثيرا لدخولها في حرب لا تعرف معها تضاريس ذلك البلد الذي تكسوه الجبال والمرتفعات وتتخلله الوديان ، فضلا علي العمق الديني العقائدي الذي كان يغلب طابعه علي معظم شعب اليمن تجاه دعم حكم الإمام .
فالدول العربية جزيرة العرب وغيرها ، كانت تعتقد بأن دخول مصر لإنهاء حكم الإمام في اليمن يعتبر بمثابة تدخل مصري في شؤون دولة عربية أخري كما ذكرنا ، حيث كان عبدالناصر وهو في فورة شبابه يري جازماً بأن ثورة 23 يوليو 1952 م والتي نجحت في إنهاء حكم الملك فاروق بن فؤاد الأول في مصر ، سوف تتمدد بموجبها فكرة ثقافة القومية العربية ، والتي تحولت لاحقا إلي الناصرية ( نسبة إلي جمال عبدالناصر ) .
لكن ... مالم تضعه القيادة المصرية المتحسمة وقتذاك بزعامة عبدالناصر في بالها ، خاصة وقد أقصي عبدالناصر في العام 1954م رئيسه في الحكم اللواء محمد نجيب بما سميت بأزمة مارس 1954م في مصر ، وقد جلب اللواء نجيب الدعم والتعاطف الشعبي المصري للثورة الوليدة ، فتمدد صداها إلي كافة الدول العربية التي كانت تحت الإحتلال الإستعماري الغربي ، مثل السودان والجزائر والمغرب ، ما لم تضعه القيادة المصرية وهي تمدد نفوذها العسكري في اليمن ، هو الإرهاق المادي الذي سوف يصيب الإقتصاد المصري المحدود الموارد في مقتل بسبب الكلفة العالية للجيش المصري في اليمن ، بالإضافة إلي بعد المسافة بين مصر واليمن ، فضلا علي الخسائر العديدة التي تكبدتها القوات المسلحة المصرية في ذلك البلد البعيد الذي يقع في أقصي جنوب جزيرة العرب ، خاصة وأن قوات الإمام البدر الشعبية كانت شديدة المراس وقوية الثبات في بلاد تعرف هي طبيعتها الجغرافية وتجد الدعم اللوجستي والمادي من العديد من الدول وقتذاك وبلا تحفظ .
وفي ذات الوقت يقوم عبدالناصر بفتح جبهة حرب واسعة المدي ضد إسرائيل ، فكان لابد له من الإنسحاب من اليمن لدعم خطوط القتال الجديدة ضد إسرائيل . وهنا فقد عادت القوات المصرية من اليمن بالسفن وهي تعاني الإرهاق وإنعدام التدريب والتأهيل ، لتجد نفسها تدخل في حرب اخري غير معروفة نهاياتها . وكل ذلك وما كان يصاحبه من توتر نفساني لدي الضباط والجنود المصريين ساعد علي تراكم العديد من الأخطاء العسكرية التي صاحبت حرب مصر ضد إسرائيل في ذلك الزمان من العام 1967م.

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس