حاج الماحي
الاسم ،،،
الماحي بن محمد بن الشيخ بن احمد بن عبد الله .
المولد ،،، والوفاة ،،،
1194ه وفي رواية 1204 ه بقرية الكاسنجر بيمين النيل من مدينة كريمة على بضعة اميال ، وتوفي بها عام سنة 1287 ه 1871 م ..
الاولاد،،،
رزق من الذكور.. احمد والمجذوب ومحمد وعبد الله وحمزة .. ومن الاناث ..زينب وسكينة ..
وقد ذكر اولاده الذكور في قصيدته (احمد عظيم الشان ):
احفظ لي بناتي وولدي من خسران..
عبد الله واحمد يرزقوا القران ..
حمزة يكون مبارك ربي يا حنان ..
اعطهم المدد في طاعة الرحمن ..
وقد توفى ابنه المجذوب صغيرا، فرثاه بقصيدة ( طالبات النبي المحبوب ) ..
يقول فيها ...
استغفر اليك واتوب ... لا تكتب علي ذنوب
تعظم اجري في المجذوب
........
ينحدر اصله من احدى بطون الجعليين- فرع المسلماب بالعقيدة – قرب الكتياب . وهاجر اجداده الى مناطق الشايقية ..
وقد اثرت طبيعة منطقة الكاسنجر الساحرة بالوحي والالهام فالكاسنجر منطقة زراعية خصبة خضراء تحيط بها سلسلة من الجيال من جانب ومجموعة من الجزر الجميلة من الجانب الآخر وهي فوق هذا وذاك ترقد هادئة مطمئنة على صدر النيل ..وامام هذه الطبيعة يمكننا القول اننا امام صور من الابداع صامتة ، تنادي من يملك اداة التعبير ودقة المشاعر ليرسمها ويصورها لنا فناً اصيلاً ..
و اثر البيت الذي نشأ فيه حاج الماحي ساعد ايضاً على في تكوينه الفني ، فوالده كان زميلاً لشاعر الشايقية الشهير .. علي ود حليب .. اول من عرف من مداح تلك المنطقة .. فالماحي تربي اذاً في محيط يتضوع باريج موسيقى الطار وجمال الصوت والتنغيم ، وفي جو التدين بين والد اتخذ من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسيرته منهجاً وقبساً ، ووالدة تسير على طريق زوجها في مسلك الدين. ولكننا بالرغم من ذلك كله نراه قد خالف خط ابويه في بادئ الامر ، واختط طريقا لنفسه فهو طرق باب الاغاني الغزلية ..
وفي تحوله من الغناء المدائح تحكى قصص وروايات .. لكن اكثرها شيوعا .. تلك التي تتحدث عن الرجل الصالح الذي اتى الى والدته في فجر يوم من الايام فوجدها تخش – تهز – لبناً ... اتاها هذا الرجل في ملابس بيضاء وعليه نور – في التفكير الشعبي هذا الرجل هو نبي الله الخضر – وطلب هذا الرجل من والدة حاج الماحي ان تعطيه من اللبن ، فرجته ان ينتظر حتى تمده بقليل من كسرة القمح فألح عليها في طلبه الاول ولم تجد الى ان تلبي رغبة الرجل .. فشرب قليلا منه وطلب منها ان تعطي ما تبقى من اللبن للماحي مع تفاحات بلح – اي : بلحاً رطباً – كان يحملها معه .. ويقال ما ان شرب الماحي اللبن وتذوق البلح .. وكان قد اتى من حفل عرس .. حتى شعر برعشة تهز كيانه ووجدانه ، و فلم يتمالك نفسه وكسر طنبوره وحلق شعر رأسه .. فسرت الام لهذا الانقلاب الذي طرأ على حياة ابنها ، لانها كثيرا ما انبته على مسلكه .. ويقال ان والدته اخذته الى الشيخ ../.. ابراهيم الرشيد .. مؤسس الطريقة الاحمدية بناحية الكرو ..فحبسه 3 ايام بعدها بدأ حاج الماحي في شعر المدائح .. هذه القصة تستمد شيوعها من مطابقتها لقصيدة " عيب شباب الما سرح " ..
وقد تاثر حاج الماحي بود حليب وتتلمذ عليه دون ان يعاصره واتخذه شيخا له في المديح كما صرح بذلك في شعره ..ووالد الماحي نفسه كان زميلا لي ود حليب ..وبحكم هذه الزمالة الروحية حفظ اشعاره ونقلها ورددها بين اهله .. مما جعل حاج الماحي متأثرا فيما بعد بمدائح هذا الشيخ .. شعرا ولحناً .. ولعل ذلك من الاسباب التي جعلت مدائح حاج الماحي تتميز بفن المربع .. وهو في عرف المادحين يعتد اساسا على الموسيقى الهادئة .. والشطرات المربوعة .. ويفتتح به حفل المدائح النبوية .. والناس عادة جلوس وذلك لتهيئة الجو النفسي للمستمع .. ثم الانتقال بهم الى نغمات اخرى اخف .. ثم الى حماس والناس قد وقفوا ورقصوا على موسيقى الطار ..
ففي قصائد حاج الماحي : .. وا شوقي عليك يا احمد عظيم الشان .. وطريت الماحي وحييت ليلى .. ويا اخوي حليل الدرجوا .. مجاراة لقصائد ود حليب .. وا شوقى على الحجرة ام زباداً بن .. وحليل الماحي وحليل زمنو .. ويا اخوي حليل الدرمسوا ..
كما تأثر بحاج العاقب وود تميم وغيرهم .. وقد ذكر فضل هؤلاء المادحين في قصيدة " صلوا يا حبور " ...
وكان لحاج الماحي زملاء من ذوي الاصوات الجميلة .. يشاركونه في مشاعره الدينية ..ويساعدونه في ترديد مدائحه معه ، وهم كثر وقد اشاد بهم في قصائد مختلفة راجيا لهم الفضل والشفاعة الكبرى من الرسول (ص) ..
رحمه الله ..