عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2010, 03:01 PM   #67
النحلان


الصورة الرمزية النحلان



النحلان is on a distinguished road

افتراضي رد: بالصور كسلا تخرج في كرنفالٍ بهيج لاستقبال أبو هاشم مُرشد الختمية وزعيم الإتحاديين


إن للتاريخ كلمة!



حينما حطت الطائرة ساد الجمع صمتٌ مهيب، تذكر الجمع في صمتهم هذا كل مرارات السنين و هيجوا كوامن التاريخ ومكونات الأمم!، ففاضت أحاسيس جوع الروح والشوق و الحنين، ارتعشت فيهم ذكريات الألم، القسوة، الجبر، التسلط، تذكروا أيام النضال حينما كانت الدنيا ضيقة وقاسية! وكانت الشكوى عزيزة ! حينما كان صوت خليفتهم يعلوا بالقرآن قائلاً [أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ] {البقرة:214}، سكتوا وتتنازعهتم مرارات و ذكريات بغيضة! ولكن برغم ذلك غشتهم بعض النفحات! وتجاذبتهم آلام وآمال، فكان مشهداً لا يجوز عنده سوى الصمت وم اذا عسى الكلام يقول وقد طارت القلوب ولما يسكن اضطرابها!، كانت لحظةً مهيبةً بكل ما تعنيه المفرده وبقدر ما تسعه من ظلال! فهي فاصلةٌ في تاريخ كسلا،(كسلا الميرغنية)، إي والله: إن لم تحط طائئرته في كسلا اب جلابية فأين ستحط! كسلا التي جاء منها نور الإمداد و الإرشاد (كسلا الميرغنية) الختمية الخالصة، كسلا التي يتوسل( براجلها) كل أهل السودان، يزورونه حباً فيه ولما رأوه منه، هو اللين البشوش سلطان العارفين و ممد الغارفين، ذي الأنوار،(اب جلابية)، كانوا يقفوان أمام باب الطائرة و أمام باب المطار وفي الشوارع والميادين، يستقبلون ماضيهم التليد، يستقبلون الأستاذ الختم و السيد الحسن! كثيرون قادتهم قلوبهم لم يخبرهم أحد و لكنهم يعلمون يقيناً أن مقامهم ينبغي أن يكون عند باب هذه الطائرة!، أن التاريخ يدفق فيهم نوراً لا يدرون من أين جاء، ولكنه يقودهم إلى باب هذه الطائرة، ساقتهم قلوبهم سوقاً إلى ذلك المقام، دعوها فإنهما مأمونة!، وما أن فُتح الباب، حتى وارتعشت كل الآمال وتنادت بالصوت العالي (عاش ابو هاشم عاش أبو هاشم)! وأبو هاشم –يا سادتي - اسم لا يخضع لشروط اللغات ولا يصح معه له غير الرفع في النحو، أبو هاشم تاريخ ضارب، حاضر واعي، مستقبل مضمون. تاربخ من المحبة الإلهية، مجد متسلسل من البطولات و أروع ضروب الوفاء، أبو هاشم محلٌ لتجليات الرحمة، باب من أبواب رحمة الله الواسعة، هو علمهم أن الدين سلام و الدين محبة والذكر الذكر شعار الليل والخلق الحسن دليل المؤمن! و أن الخلق عيال الله!، أبو هاشم هذا قصة أسطورة، شئ لا تحصره الكلمات، أبو هاشم هو حوض عشمهم بوطنهم الآمن السالم الذي يريدون، هو حلمهم بالأمان، هو حلمهم بسودان واحدة قوي معافى من الحروب، هم جربوه و خبروه وما خاب ظنهم يوماً، لم يحبوه اعتباطاً لم يعشقوه إلا عن وعي وإدراك عميق، بأنه رجل المبادئ والخصال النبيلة.
كانت جموع الناس هادرةٌ وصوتهم واحد، بايعناك يا عثمان، نحن معاك ياعثمان دنيا وأخرى نحن معاك، وهتافات جعلتنا جميعاً نطمئن لما قالوه لنا أشياخنا حينما نقلق (بأن ما كان لله يبقى)، فهذا الدرب درب لا يفنى و لايزيده الوعي إلا ثباتاً ومُضاء، المبادئ الأصيلة التي قامت ونهضت عن محبة واقتناع لا سبيل لتغييرها، إن الأستاذ الختم رضي الله عنه لم يمشي بين الناس بسلاح غير سلاح الهدى ليجبرهم على محبته، بل مضى بينهم بلسان الحق وبمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم وبطريقة واضحة الأركان أساسها أعرف شيخك وحب الكل، ولم يطغى مولانا السيد الحسن الميرغني (اب جلابية) رضي الله عنه ولم يجبر أحداً على أن يواليه، ولكن تواضعه و لين عريكته وحسن ارشاده وتجديده للحياة جذب اليه قلوب الملايين، فقد صاغ لهم أسساً لدينهم ودنياهم ومعاني خاطبت مشاكلهم و حوائجهم، ولم يطلب لقاء ذلك إلا تجديد دعوة جده صلى الله عليه وسلم المودة في القربى!، وعلى نهجه كل بنيه الطاهرين، إن الذي ألف قلوب أهل السودان (الصادقين) لمولانا الأستاذ الختم رضي الله عنه، و جذبهم لإبنه السيد الحسن نور الله ضريحه، هو ذاته الذي ساق هذه الجموع لتقف أمام مولانا السيد محمد عثمان الميرغني حفظه الله ورعاه، إن قلوب أهل التاكا مأمونة، وقد قالت كلمتها، في أنها أصل في الحزب الإتحادي الأصل، وأنها ركن من أركان مولانا الميرغني، و لا تغيير و لا تبديل.
كسلا ليست وحيدة، ولن تستأثر بتفردها بهذا الحب لهذه المبادئ، بارا موضع الميلاد ستكون أقوى وآكد وأسمى وستسمعون ذات الهتاف، وكذلك عطبرة ومروي و الجزيرة الخضراء و جوبا –نعم جوبا- فإن الأستاذ الختم حينما زار السودان لأول مرة لقي مثل هذا الإستقبال وأكثر، السودان كله سيقف خلف هذه السماحة وهذه الطيبة. بل كل مقام يقف فيه هذا (الإمام المرشد) بهذه المبادئ والمعاني وبهذا التاريخ سيلقى ذات الترحاب، إن احتفاؤنا بمولانا الميرغني بهذا الزخم، لا ينبع عن فراغ بل جاء –بعد إيماننا العميق به- لتأكيد أن إعادة أزكاء مكونات المحتمع الأساسية ضرورة وطنية خالصة للحد من قرون العنصرية و التطرف، فإن طريقة مثل الطريقة الختمية كانت صمام امان للسودان الكبير، فإن أهلنا كانوا يعتكفون في بارا أياماً ثم يذهبون إلى كسلا ويعتكفون فيها أياماً أخرى و يعودون لحلة خوجلي بعد طواف بسنكات و الشرق العامر!، كانت هذه الزيارات تمتن العلاقات وتقويها فالدارفوري يجمعه الطريق إلى الله والمحبة باهله في الشرق، والمكون الثاني هو الاحزاب السياسية، فبظهورها وانتظام الناس فيها كانت الشكاوى والمطالب تنال قدراً من المناقشة والمناصحة، بلا بروز لحركات تتعنصر لعنصر قبلي أو جهة بعينها، فإحياؤهما أحد سبل الخروج من الأزمة السودانية.
نواصل

النحلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس