فى عهد الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين يتسابقون لفعل الخير ومساعدة المحتاج ونصرة المظلوم وكان سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما من أشد المتنافسين على هذه الأعمال العظيمه التي يلقى صاحبها الخير الكبير والثواب الكثير في الدنيا والآخرة ..
وقعت أحداث هذه القصة فى عهد خلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعندها كان سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يراقب ما يفعله سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه ويأتى بضعف ما يفعل حتى ينال الخير ويسبقه إلى أعلى مراتب الجنة ..
في أحد الأيام كان سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يراقب سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه في وقت الفجر وشد انتباهه أن سيدنا أبا بكر الصديق رضى الله عنه يخرج الى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمر بكوخ صغير ويدخل به لساعات ثم ينصرف لبيته ... وهو لا يعلم ما بداخل البيت ولا يدري ما يفعلة سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه داخل هذا البيت لأن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يعرف كل ما يفعله سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه من خير إلا ما كان من أمر هذا البيت الذى لا يعلم عمر سره !!
مرت الايام ومازال خليفة المؤمنين سيدنا أبابكر الصديق رضى الله عنه يزور هذا البيت ومازال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله إلى أن قرر سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه دخول البيت بعد خروج سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه منه ليشاهد بعينه ما بداخله وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق رضي الله عنه بعد صلاة الفجر !!
حينما دخل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه في هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحراك كما أنها عمياء العينين ولم يجد شيئاً آخر في هذا البيت فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد؟؟!! وأراد أن يعرف ما سر علاقة سيدنا الصديق رضى الله عنه بهذه العجوز العمياء ؟!؟
سأل عمر العجوز : ماذا يفعل هذا الرجل عندكم ؟ (يقصد سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه)
فأجابت العجوز وقالت : والله لا أعلم يا بنى فهذا الرجل يأتى كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه ومن ثم يعد لى الطعام وينصرف دون أن يكلمنى !!؟؟
جثم سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه على ركبتيه واجهشت عيناه بالدموع وقال عبارته المشهورة :
(لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر)