احتفال وحدة الاتحاديين
بقلم عمار محمد ادم
وكان المشهد مهيبا وجموع الاتحاديين الختمية تتدفق كشلالات بشرية من داخل جنينة السيد علي الميرغني بشارع النيل. وكانما رقرقات النهر العظيم تتجاوب مع خفاقات الذاكرين السودانيين الثوار وهم يحملون رايات الطريقة الختمية واعلام الاستقلال. وقد تغطت الشمس بالغيوم برهة من الزمان ولكنها مالبثت ان سفرت في دلال وكانها تتمثل قول المنشدين الختمية (سنشرق مثل شمس علي الانام) وكان الزمان عصرا والمكان مابين قاعة الصداقة وجنينة السيد علي الميرغني. والنيل والاشحار الوريفة والغمام والطبول والهتاف العالي والنشيد والاهازيج السماويات. . هم السودانيون الختمية الاتحاديون فخر هذه الارض ورمز عزة هذا الوطن العزيز. وكانما السيد علي يخرج من اكمام الماضي ومن اعماق التاريخ. وعبق الزمان والمكان كانما يخرج محييا ابناء الخليفة بركات والعمدة ود بليلو والرجال الشم البواسل من كل اصقاع الوطن العزيز.
وسيدي الشريف يوسف الهندي. ابشر بابي متلفحا ثوبه الانيق ومتأبطا عصاه. يطل من سراياه ببري الشريف قبالة نهر النيل الازرق العظيم. ومابين السيد علي الميرغني والشريف يوسف الهندي وصل واتصال العارفين. ليلقي ذلك بظلاله علي معية السيد جعفر الصادق مع الشريف الصديق الهندي لتتحقق الوحدة الاتحادية والجميع يرفعون اكفهم بالضراعة والدعاء الي الحق عز وجل ان يشفي مولانا الشيخ عبد الله ازرق طيبة سليل العركيين والقائم بالامر لسيادة شيخي ومولاي وسيدي الشيخ يوسف ابشرة في ابو حراز.. الله ما اجمل الزمان والمكان والحضور حيث لن توفيه هذه السطور والارض نور والند والبخور وكلمات كانهن يقطرن عسلا ويفضن حكمة وعلما وجمال وجلال من الشيخ الجليل والسادة السمانية لتكون طابت الشيخ عبد المحمود هي دائما منارة العلم والعلماء وبؤرة الحكم والحكماء وانشودة التصوف ومنارات العارفين.
وتحدث الرجل الوقور الحكيم طه علي البشير امين القطاع السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي وكانت كلماته بحق معبرة وضافية الا ان كلمة الشريف الصديق الهندي لم تتحرك شاردة وواردة الا احصتها الا اننا سمعنا من بعده من اشراقة زعيقا ونعيقا ولعبا بعواطف الجماهير وكذلك من بعض طلاب للسلطة والمتهافتين علي المناصب الذين فرضوا انفسهم علي المناسبة فرضا.
وحين يقف السيد جعفر ملوحا بكفيه في تهذيب وتواضع. فان القاعة تقف عن بكرة ابيها و تضج بمن فيها. . والسيد الذي يملؤه الوقار وتتنزل عليه السكينة يقرأ خطابه بعناية فائقة فان كل كلمة فيه ذات دلالات ومعني في مثل هذا الظرف التاريخي الدقيق. والامة في مفترق طرق وفي اوضاع مأسوية. كان صوته مشبع بالسكينة والوقار وسمته مهيبا جليلا جميلا سليل آل البيت الكرام هو واخوانه من الذين زينوا المكان بحضور نجلي السيد احمد ابن السيد محمد عثمان الميرغني ونجل شقيقه السيد الامين.
وعزفت الموسيقي وغنوا للوطن (صه ياكنار وضع يمينك في يدي) ( وانا سوداني انا) ونشيد مؤتمر الخريجيين ا(لي العلا)
وقالت مصر كلمتها ممثلة في كلمة القنصل العام لجمهورية مصر العربية وبحضور السيد نائب السفير فما بين مصر والاتحاديين والسودان عري ووشائج ووصل لاينقطع (فمصر يا اخت بلادي ياشقيقة) كما قال الشاعر تاج السر الحسن في اغنية (اسيا وافريقيا) والتي شدا بها الفنان العظيم عبد الكريم الكابلي ومابين مصر والسودان الماضي والحاضر والمشترك كذلك المستقبل وقد انسحب السفير الاماراتي من قبل بداية الاحتفال وكنت قد صافحته وعرفته بنفسي ولكنه لم يلبث قليلا بعد المصافحة حتي غادر المكان. وكان الحفل قد تأخر بسبب وعد حمدوك بالحضور ولكنه اعتذر في اللحظات الاخيرة متعللا باجتماع طارئ بخصوص سد النهضة وهذا ماذكره السيد جعفر. وحمدا لله انه لم يحضر اذن كان قد دنس المكان واطار ملائكة الرحمة التي كانت ترف اجنحتها علي اجتماع الصوفية والاتحاديين وقد ذكر السيد جعفر في كلمته ان حركتهم في الاصل حركة دينية بالاشارة الي الاتحاديين
كنا نمني انفسنا بحضور مولانا شيخنا تاج السر ود الفكي ابراهيم والذي تاخر عن الحضور بسبب سفره لوفاة شقيقه الرجل الولوف العفيف الشريف شيخنا ابراهيم الارحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة متقلبه ومثواه.