بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
كلمةُ السيد جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني
نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل
بمناسبة توقيع إعلان جوبا لوحدة السودان
بين الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال
الأربعاء: 29 يناير 2020
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الإعانة بدءا وختما والصلاة والسلام على سيدنا محمد ذاتا ووصفا واسما
الأخ القائد عبدالعزيز الحلو قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان
الأشقاء في الحزبين، السيدات والسادة، الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجهُ في بدايِة خطابي بالشُكرِ الجزيلِ للأخ القائد، ولدولةِ جَنوبِ السودانِ الشقيقة، على دعوتِهم لنا لهذه الزيارة. في هذا البلد الكريم، والبلدة الطيبة.
وأعرِب عن سعادتنا جميعًا بهذا الاتفاقِ الكبير الذي يَحمِل ذاتَ الفُرصة: التي حَمَلَها اتفاقُ (الميرغني-قرنق) ١٩٨٨، ونأمل أن يَقتَنِصُها الجميعُ هذه المرة... ويَسمَحُوا لنا أن نَعملَ على الوحدةِ بعقلٍ منفتح لاستعادةِ آمالَ شعبِنا في مستقبلٍ طموحٍ... يليق به.
الأخ القائد؛
لقد عمل حكم الجبهة في النظام السابِق؛ كما عملت أنظمةُ الحكمِ الشموليةِ والأيديولوجيةِ كلها، على تدميرِ بلادِنا، بوعيِّ أو بدونه، ولجأت إلى تحطيمِ الأحزابِ الكبيرةِ وشرذمتها، ومحاربة الطرقِ الصوفيّةِ، التي كانت توحِّد المجتمعات، في أوعيتها. وأضافَ ذلك النظام، إلى تلك الممارسات، فرضَ رؤىً متطرفةٍ على الجميع!،.... متناسياً أن الله حَبَا بلادنا بنعمة التعدد والإسلام الصوفي المتسامح وكل هذه الثقافات المتعددة..... لقد تناسى هؤلاء: إن أوّل واجباتنا : هي الاحتفاء بهذا التنوع، لا قَمعَه، ومحاولة طمسه.
يبدأُ العِلاج بالاستماع لبعضنا البعض، ومن هنا كان: سعينا لتشكيل نقاشٍ دائم للحوار البناء. ولكننا ارتأينا؛ أن يكون هذا السعي مرتبطًا بميراث حواراتنا السابقة. فقد وحدتنا التحديات في العقود الماضية، جَمّعَتَنا لاستعادة الديمقراطية في تجمعٍ وطنيٍ ديمقراطي، غرضه الأوّل والأخير: بناء مستقبل السودان. بدون ضغائن.
وأذكر أن الراحل قرنق، قال لمولانا الميرغني، إنني أريد أن أترشح في الانتخابات في الحاج يوسف، فقال له مولانا الميرغني بل تترشح في ام ضوًا بان، بلد القرآن، ويفوّزك الخليفة ود بدر بإذن الله.
إننا نأمل أن نتجاوز تحديات الانتقال الهش في بلادنا، وأن يتحول الحوار إلى حوار بين جميع المكونات، تعرض فيه الرؤى والأفكار، التي تراعي مستقبل بلادنا. وتتجنب تحوله لدولة فاشلة.
أختم بالشكر الجزيل للأخ القائد، على حفاوة الاستقبال، وأتمنى أن يكون لقاؤنا التالي، في كاودا السودانية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله الموفق وهو المستعان