عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2019, 02:15 PM   #18
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: قالُوا... عن السيد علي الميرغني...


بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني
مرشد الختمية و رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
بمناسبة الذكرى الحادية و الخمسين لمولانا السيّد علي الميرغني
و الحادية عشرة لنجله السيّد أحمد الميرغني
مسجد مولانا السيد علي الميرغني الجامع – الخرطوم بحري
الخميس : 29 ذو القعدة 1440 ه - 1 أغسطس 2019 م
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا أنّ الله يحولُ بين المرء و قلبه وأنّه إليه تحشرون * و اتقوا فتنةً لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة و اعلموا أنّ الله شديدُ العقاب * و اذكروا إذ أنتم قليلٌ مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم النّاسُ فآواكم و أيّدكم بنصره و رزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ) صدق الله العظيم
الحضور الكريم :
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ،،،
ويسرّنا أن نرحب بمقدمكم الكريم إلى هذا السوح الجامع ، سوح أبي الجميع ، و معلّم النّاس الخير ، و حادي الأمة إلى سبيل الرشاد ، و رافع لواء الحرية و الوطنية ، مستودع الحكمة و منبع العرفان ، مولانا السيد علي الميرغني – طيّب الله ثراه - لننهل من معين ذكراه الحادية بعد الخمسين ، و ذكرى نجله طيب الذكر و السيرة السيد أحمد الميرغني الحادية عشرة .
و قد تزامنت هذه الذكرى بتقدير العزيز العليم مع موسم الحج إلى بيت الله الحرام، و زيارة نبيّه عليه أفضل الصلاة و السلام ، وهو موسم تعظيم شعائر الله ، و إظهار وحدة المسلمين و قوتهم ، و إشاعة المحبة و السلام فيما بينهم ، و بذل المعروف و كف الأذى عنهم و عن غيرهم ، و إن هذه المقاصد السامية و المبادئ العالية لهي ذات البواعث التي نجتمع من أجلها في هذه المناسبة الكريمة ، بل هي عين رسالة صاحبي الذكرى و منهجهما ، والتى هي في حقيقتها و جوهرها خلاصة رسالة الإسلام في سماحته و يسره .
الجمع الكريم :
تمرّ علينا هذه الذكرى العطرة و بلادنا الحبيبة تستشرف عهداً جديداً تسوده الحرية و الديمقراطية ، بعد أن أمهر الشرفاء من ابناء الوطن هذه الثورة الظافرة ، دماءهم الزكية و أرواحهم الغالية ، فلنترحّم على أرواح الذين رقوا في مدارج الشهداء من أجل حرية الوطن و كرامة المواطن ، و لندعوا بعاجل الشفاء للذين أصابهم قرح أو جرح في سبيل الحرية و السلام و العدالة . و نجدد المطالبة العادلة بالتحقيق الشفاف و القصاص للشهداء و الانتصار للجرحى و المكلومين و المفقودين في غمار فترة النضال و الكفاح . إحقاقاً للحقّ و إشاعةً للعدل و بسطاً للحرية و الكرامة .
كما أننا و في ذات الوقت الذي ننشد فيه الحقوق المشروعة لمواطنينا الشرفاء ، فإننا و بذات القدر من المسئولية الدينية و الأخلاقية ندعوا الجميع – حكاماً و محكومين .. قيادةً و قاعدة - للإلتزام بواجباتهم المقدسة تجاه الدين و الوطن ، و أن يكون الإنصاف هو رائد الجميع في الأخذ و الردّ ، و أن تكون العدالة هي الحاكمة على الكلّ دونما تحيّز أو تميّز .
المواطنون الشرفاء :
إن عبقرية الشعب السوداني و أصالة معدنه و حسن تربيته ، في محاضن القوم أهل الله في مساجدهم و مسايدهم و معاهدهم ، على تعاقب الأجيال و توالي الحقب ، هي العصمة له من الإنزلاق نحو التدمير، أو الإنجراف نحو التخريب - على النحو المشاهد في غير هذا البلد الطيب- و ذلك سر نجاح هذه الثورة و ما سبقها من ثورات ، حتى غدا الشعب السوداني الأبيّ معلّم الشعوب و حادي الأمم في نضاله و كفاحه المجيد . و إننا نريد بذات الروح السامية أن يستكمل شعبنا الراشد مسيرة بناء دولة القانون و المؤسسات ، و أن تأتلف مؤسساته المدنية و العسكرية معاً ، على قلب رجل واحد ، و أن تتوحد جهود ابنائه و تتلاقح أفكارهم و تتعاضد سواعدهم و تتراصّ مناكبهم ، تحت راية الوطن الواحد ، من أجل أن يعبر السودان هذه المرحلة الإنتقالية بسلام و أمان و وفاق .
و أننا إذ ندعوا ابناء شعبنا الأبرار إلى هذه الغاية السامية إنما ندعوهم من منطلق الوطنية المجردة و القومية النبيلة ، لا تحركنا إلى ذلك رغبة ، و لا ثنينا عنه رهبة ، و إننا قد بيّنا موقفنا الواضح الذي لا لبس فيه و لا مواربة ، بعدم رغبتنا في محاصصة الحكم خلال الفترة الإنتقالية المرتقبة ، و أننا سنقف موقف الناصح الأمين و الحادب الشفوق من جميع مكونات حكومة الفترة الإنتقالية ، و لن نبخل على وطننا و لا مواطنينا بأي جهد أو وسع ، و لن ندخر في سبيله نفساً و لا نفيساً ، فالوطن فوق الجميع .
جماهيرنا الأوفياء :
و لذات الأهداف الوطنية النبيلة فإننا في إطار حزب الحركة الوطنية ، الإتحادي الديمقراطي ، لا بدّ لنا من ترتيب بيتنا من الداخل ، و تنظيم صفوفنا ، و توحيد جهودنا ، و إصلاح ذات بيننا ، لأن الغالبية العظمى من ابناء شعبنا الكريم هم أهل النمط الأوسط ، وحزب الإستقلال و الحرية و الديمقراطية و السلام هو صمام أمان و رمانة إتزان الحركة السياسية في السودان ، وهو الذي ظلّ يحمل هذه الراية و ينادي بها من غير إفراط ولا تفريط ، و في إصلاحه إصلاح الوطن و أمان المواطن . و المرحلة القادمة تفرض على القيادة قبل القاعدة ، إعلاء هذه الراية حتى الوصول بها إلى غاياتها ، إرتكازاً على إرثنا المجيد ، و استلهاماً لواقعنا المبشّر، و استشرافاً لمستقبلنا الزاهر بعون الله و توفيقه .
و من هذا المنبر فإننا ندعوا جميع الإتحاديين ، في داخل الوطن و خارجه ، و في كل المواقع ، إلى العمل الموحد و الجهد المشترك ، من أجل إعادة حزبهم إلى موقع الصدارة و الريادة للعمل الوطني ، و أخصّ بهذا النداء البيوت العريقة و المراكز القوية التي كان لها قصب السبق في تأسيس هذا الحزب العملاق ، من ساسة و مفكرين و مشايخ طرق صوفية و رجال إدارة أهلية ، كما أتوجه بهذا النداء إلى الجيل الراشد من شباب و طلاب و قطاعات نسوية ، أثبت الواقع أنهم هم قلب الحياة و شريانها النابض .
إليهم جميعاً نوجه هذا النداء ليس من أجل كسب حزبي بمنظور ضيق ، و إنما من أجل إستعادة العافية و المعافاة للساحة السياسية السودانية ،مما أصابها من الاستهداف و الاستقطاب و الفرقة و الشتات ، و التي أضرت بالبلاد و العباد , و أوصلتنا إلى ما نحن فيه من واقع لا يشبه تطلعات أمتنا الكريمة و لا يرضي طموحها .
ختاماً
فلنضرع إلى الله تعالى و هو السميع القريب ، أن يصلح البلاد و العباد ، و أن يهيئ لنا من كل ضيق فرجاً ، و من كل هم و بلاء مخرجاً ، و أن يبرم لنا خطة رشد تُحقن بها الدماء، و تصان الأعراض، و تحفظ بها الحقوق ، و ترد بها المظالم ، و تحقق بها الغايات .
و نسأله أن يجزي عنا صاحب الذكرى مولانا السيد علي الميرغني و نجله السيد أحمد الميرغني جوازي الخير كلها ما علمنا منها و ما لم نعلم ، و أن يمطر عليهما شآبيب رحمته و رضوانه ، و أن يبارك لنا فيما خلفاه من إرث مبارك ، و أن يوفقنا جميعاً أن نعمل صالحاً يرضاه ، إنه وليّ ذلك و القادر عليه . و الله الموفق و هو المستعان .
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ،،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس