الموضوع
:
تحسن العلاقات الاثيوبية الاريترية بشارة للسودان
عرض مشاركة واحدة
07-19-2018, 12:30 PM
#
4
ABDEL GADIR SULIMAN
Re: تحسن العلاقات الاثيوبية الاريترية بشارة للسودان
ماذا يَعنِي أن تَحُط أوّل طائِرة إثيوبيّة في مطار أسمرة للمَرَّةِ الأُولى بعد قَطيعةٍ استمرَّت 20 عامًا؟ ولماذا نَتمنَّى أكثر من “آبي أحمد” عربي لحَل الأزَمات في الخَليج واليمن والجزائر وسورية والمغرب وحتّى في إيران؟
July 18, 2018
بعد هُبوط طائِرة إثيوبيّة في مَطار أسمرة الدَّولي للمَرَّةِ الأولى بعد 20 عامًا من القَطيعة، نَتمنَّى أن يُتابِع الزُّعَماء العَرب، في المَشرِق والمَغرِب، هذا الحَدث التَّاريخيّ العَظيم، وما يَعكِسه من رُوحٍ تصالحيّةٍ جَديدةٍ ستَنعكِس رَخاءً اقتصاديًّا على البَلدين المَعنيين، أي إثيوبيا وأريتريا، وتَحقِن دِماء شَعبيهِما.
الفَضل في هذا التَّحوُّل المُفاجِئ، وغير المُتوقَّع، يعود إلى السيد آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي الإصلاحي الشاب (42 عامًا)، الذي فَجَّر مُفاجأةً قبل أسابيع بإعلانِه قُبول تسوية النِّزاع الحُدوديّ الذي يَعود إلى عام 2002، وأدَّى إلى نُشوبٍ عِدَّة حُروبٍ وصِداماتٍ بين البَلدين، وتَلى ذلك بالقِيام بزِيارة إلى أسمرة، وتوجيه دعوة إلى الرئيس الأريتري أسياس أفورقي لزِيارة أديس أبابا، وهذا ما حَدث الأُسبوع الماضي حيث أعاد فتح سفارة بِلادِه فيها.
السيد آبي أحمد الرئيس الإصلاحي الذي أدخل إصلاحاتٍ اقتصاديّة مُهِمَّة في بِلاده، وأطلَق سراح المُعتَقلين السِّياسيين جميعًا، وطارَ إلى القاهرة لطَمئَنة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتَبديد مخاوفه حَول سد النهضة، وأقسَم على القُرآن، وهو مُسلِم، بأنّه لن يُلحِق أيَّ ضَررٍ بمِصر وأمنِها المائِيّ.
فَوائِد هذه المُصالحة الأريتريّة الإثيوبيّة لشَعبيّ البَلدين لا يُمكِن حصرها، بالنَّظر إلى زيادة التَّبادُل التِّجاري، والمَشاريع الاستثماريّة المُشتَركة التي ستَوفِّر الوَظائِف للعاطِلين عن العمل في البلدين، والأهَم من ذلك فتح ميناء مصوع الأريتري على البَحر الأحمر أمام الصَّادِرات والوارِدات الإثيوبيّة، مِثلما كان عليه الحال في الماضي.
نَتمنّى أن نَجِد أكثر من آبي أحمد في الوَطن العربي، خاصَّةً في المغرب أو الجزائر، ليُنهِي الخِلاف المُزمِن بين البَلدين، مِثلما نَتمنَّى أن نراه في الخليج، في قطر أو السعوديّة أو الإمارات، ليُحدِث انفراجةً ومُصالحةً تُؤدِّي إلى حل الأزمة التي دخَلت عامها الثاني، وفي السعوديّة وإيران أيضًا، والقائِمة تَطول.
خسارة بعض الكيلومترات المُربّعة هُنا أو هُناك، وتقديم “تنازلٍ ما” لهذا الشَّقيق أو ذاك، سيَحقِن الدِّماء ويعود بالفوائِد الجمّة على الجميع، ويُنهِي تَوتُّرًا كَلَّف استمراره عَشَرات مِليارات الدُّولارات.
قد يتَّهِمنا البعض بالسَّذاجة، والإغراق في أحلامِ اليَقَظة، وليَكُن، فهل كان السيد آبي ساذَجًا، وهَل كان نيلسون مانديلا العظيم غَبيًّا عِندما حَقَّق المُصالحة التاريخيّة مع البيض، وأنهى بذلك النِّظام العُنصِري الأبيض في بِلادِه؟ القائِمة تطول، ولا يتَّسِع المجال لذِكر أمثلة عديدة مُشَرِّفة في هذا المِضمار.. والحُلُم في هذا المِضمار ليس عيبًا بل هو قِمَّة الفضيلة، وحُب الخَير للفُقَراء والمُعدَمين الذين يَدفعون ثَمن الخِلافات والحُروب من دِمائِهم وأرواحِهم وقُوت أطفالِهم.
“رأي اليوم”
ABDEL GADIR SULIMAN
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ABDEL GADIR SULIMAN
البحث عن كل مشاركات ABDEL GADIR SULIMAN