عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2018, 12:41 PM   #154
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته





72 - أصحاب ابن تيمية يدعون أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره لا يدرى
من أمره شيئاً وأنه لا يسمع وقد انقطع عمله

قد ابتلى الله الأمة فى هذه الآونة بمن لا يزور خير خلق الله ويأمر الناس بعدم الزيارة متجرئاً بأن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم – ونستغفر الله من هذا القول – لا يدرى من أمره شيئاً فكيف يدرى لأمته ؟!

وأقول:

والله إن هذا القول لا يخرج إلا من زنديق، أو منافق يبطن العداء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ويتمنى أن يراه فى صورة الضعيف العاجز، وهذا القول لا يخرج إلا ممن يُكذِّب بحديث الإسراء والمعراج فى باطنه، ولا يستطيع التفوه به وتجد من يقول هذا القول ينقب فى كتب المسلمين حتى يبحث عن دليل وإن كان واهياً.
وأخيراً ظفر مبتدعة هذا الزمان بما يظنونه دليلاً وهو الحديث الذى يقول فيه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : " أصحابى أصحابى ، فيقال إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك " ولم نرَ من علماء الأمة من استدل بهذا الحديث فى نفى علم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره إلا فى هذا العصر الحديث.
هذا الحديث لا نشكك فيه من حيث السند، ولكنه حديث مشكل كما نص عليه غير واحد من الأئمة والحفاظ، كما أنه معارض بأدلة هى أقوى وأكثر منه. وإليك بعض هذه الأدلة:
1- الآيات التى وردت فى أن الصحابة كلهم عدول:
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ)
(الفتح 29)
وقوله تعالى: (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
(التوبة 100) والآيات المماثلة لذلك. وقد أجمعت الأمة على أن الصحابة كلهم عدول بنص القرآن الكريم.
2- أخرج البزار بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال: " إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتى السلام " قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :" حياتى خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتى خير لكم تُعرض على أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم "
3- ومما يدلك على صحة هذا الحديث ويدخل تحت هذا الباب ما رواه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائى ، وابن ماجه وغيرهم من طرق: ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا على من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على " قالوا وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمت فقال: " إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " ).اه

_________________


4- وعرض الأعمال قضية مشهورة عند الصحابة ، والتابعين رضى الله عنهم ، حتى إن الصحابة كانوا يعلمون الناس أن أعمالهم تُعرض على موتاهم وأقاربهم ، ولا تعجب من ذلك فقد قال ابن كثير فى تفسيره (3/440) فى تعليقه على عرض أعمال الأحياء على الأموات ما نصه :
" وهذا باب فيه آثار كثيرة عن الصحابة وكان بعض الأنصار من أقارب عبد الله بن رواحة يقول: اللهم إنى أعوذ بك من عمل أخزى به عند عبد الله بن رواحة " . اه .
حتى إن ابن تيمية نفسه يقول بعرض أعمال الأحياء على الأموات .
ففى مجموع الفتاوى ( 24 / 368 ) قال:
( ولما كانت أعمال الأحياء تعرض على الموتى كان أبو الدرداء يقول: اللهم إنى أعوذ بك أن أعمل عملاً أخزى به عند عبد الله بن رواحة ) . اه
قلت :
سبحان الله ! يثبت التيميون ومن على شاكلتهم عرض أعمال الأحياء على الأموات وينكرون عرض الأعمال على نبى هذه الأمة .
واعلم أنه قد وردت أحاديث وآثار فى عرض أعمال الأحياء على الأموات من عدة طرق منها :
- حديث قيلة بنت مخرمة :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم :" أيغلب أحدكم أن يصاحب صويحبه فى الدنيا معروفا وإذا مات استرجع ، فوالذى نفس محمد بيده إن أحدكم ليبكى فيستعبر إليه صويحبه ، فيا عباد الله تعذبوا موتاكم ".
- حديث النعمان بن بشير:
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: " ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور فى جوها فالله الله فى إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم".
- حديث أبى أيوب الأنصارى :
وعن أبى أيوب الأنصارى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال " وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم فإن كان خيرا فرحوا واستبشروا وقالوا اللهم هذا فضلك ورحمتك فأتمم نعمتك عليه وأمته عليها ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولون اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى به عنه وتقربه إليك "

5- أخرج الطبرانى وغيره عن محمد بن فضالة الظفرى - وكان ممن صحب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أتاهم فى مسجد بنى ظفر - والحاصل على الصخرة التى فى مسجد بنى ظفر اليوم - ومعه عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأناس من أصحابه وأمر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قارئاً فقرأ حتى أتى على هذه ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا)
(النساء 41) فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حتى اضطرب لحياه فقال " أى رب شهدت على من أنا بين ظهرانيه ، فكيف بمن لم أر"
قلت :
وهو واضح من طلب الإعانة حتى يشهد على من لم يره .ويدلك على ذلك أيضاً ما قاله الإمام البغوى فى تفسيره (1/429) "( وَجِئْنَا بِكَ)
(النساء 41) يا محمد ( عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا)
(النساء 41) شاهداً يشهد على جميع الأمة على من رآه ومن لم يره ". أه وقال بنفس المعنى الطبرى فى تفسيره (5/92) والنسفى (1/223) وقال ابن الجوزى فى زاد المسير( 2 / 85 ، 86 )" (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا)
(النساء 41)
وبماذا يشهد؟ فيه أربعة أقوال: أحدها بأنه قد بلغ أمته قاله ابن مسعود وابن جريج والسدى ومقاتل، والثانى بإيمانهم قاله أبو العالية، والثالث بأعمالهم قاله مجاهد وقتادة، والرابع يشهد لهم وعليهم قاله الزجاج.قوله تعالى: (وَجِئْنَا بِكَ)
(النساء 41)
يعنى نبينا صلى الله عليه وآله وسلّم وفي(هَٰؤُلَاءِ)
(النساء 41) ثلاثة أقوال :
أحدها : أنهم جميع أمته ثم فيه قولان أحدهما أنه يشهد عليهم ، والثانى يشهد لهم فتكون على بمعنى اللام
والثانى : أنهم الكفار يشهد عليهم بتبليغ الرسالة قاله مقاتل
والثالث: اليهود والنصارى ذكره الماوردى ( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا)
(النساء 42) " . اه


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس