عرض مشاركة واحدة
قديم 06-18-2018, 04:04 PM   #143
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته




خامساً : فعل أمة الإسلام خلال القرون المتتابعة
1- فعل ثلاثة من حفاظ الحديث وعلمائه وهم : أبو القاسم الطبرانى والحافظ أبو عبد الله ابن المقرئ والحافظ أبو الشيخ الأصبهانى - صاحب كتاب العظمة وغيره - فقد أورد القيسرانى فى تذكرة الحفاظ (3 / 973، 974) والذهبى فى السير (16/400 ،401) ما نصه :
" كان ابن المقرئ (285 - 381ه ) يقول : كنت أنا والطبرانى وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم ، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت يا رسول الله الجوع فقال لى الطبرانى اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت فقمت أنا وأبو الشيخ فحضر الباب علوى ففتحنا له فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير ، وقال : شكوتمونى إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم رأيته فى النوم فأمرنى بحمل شىء إليكم " . اه
قلت :
والأمر واضح بقول هذا الحافظ " يا رسول الله الجوع " .. وانظر هداك الله إلى سرعة أمر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم للعلوى بإغاثة الحفاظ الثلاثة ، وكيف أورد القيسرانى والذهبى ذلك فى كراماتهم .


2- أبو جعفر الكتانى
قد أورد الحافظ أبو نعيم فى حلية الأولياء (10/343) فى ترجمة أبى جعفر الكتانى - الذى رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى المنام ما يقرب من ثمانمائة مرة - قال (كسرت رجله ومنعته علته عن زيارة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم فى تلك السنة، فخرج بعض أصحابه زائراً فدفع إليه رقعة وأمره أن يلقيها فى القبر، فافتقد صاحبه الرقعة من جيبه، فرأى من ليلته النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى نومه فقال " يا أبا جعفر وصلت الرقعة وقد عذرناك " ) . اه
3- أبو الخير التيناتى
ففى تاريخ دمشق لابن عساكر ( 66 / 161 )
وصفوة الصفوة لابن الجوزى (4 / 282 ، 283 ) أن أبا الخير التيناتى قال: "دخلت مدينة الرسول وأنا بفاقة ، فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقاً ، فقدمت إلى القبر وسلمت على النبى وعلى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما وقلت : أنا ضيفك الليلة يا رسول الله وتنحيت ونمت خلف المنبر ، فرأيت فى المنام النبى وأبو بكر عن يمينه وعمرعن يساره وعلى بن أبى طالب بين يديه ، فحركنى على وقال لى : قم قد جاء رسول الله قال فقمت إليه وقبلت بين عينيه ، فدفع إلى رغيفاً فأكلت نصفه فانتبهت فإذا فى يدى نصف رغيف " . اه
قلت : يا ليت المحجوبين ينتبهون .


4- قال ابن الجوزى فى المنتظم ( 9 / 74 ، 75 )
" وكان هبة الله بن عبد الوارث - وكان حافظاً متقناً ثقة صالحاً خيراً ورعاً حسن السيرة كثير العبادة مشتغلا بنفسه وخرج التخاريج وصنف وانتفع جماعة من طلاب الحديث بصحبته - يحكى عن والدته فاطمة بنت على قالت : سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد المعروف بابن أبى زرعة الطبرى قال : سافرت مع أبى إلى مكة فأصابتنا فاقة شديدة ، فدخلنا مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وبتنا طاويين ، وكنت دون البالغ فكنت أجيء إلى أبى وأقول : أنا جائع فأتى بى أبى إلى الحضرة وقال: يا رسول الله أنا ضيفك الليلة وجلس ، فلما كان بعد ساعة رفع رأسه وجعل يبكى ساعة ويضحك ساعة ، فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فوضع فى يدى دراهم ، ففتح يده فغدا فيها دراهم وبارك فيها إلى أن رجعنا إلى شيراز وكنا ننفق منها .
توفى هبة الله فى هذه السنة بمرو وكانت علته البطن فقام فى ليلة وفاته سبعين مرة أو نحوها فى كل مرة يغتسل فى النهر إلى أن توفى على طهارة سنة 485 ه".اه
قلت :
فهل كفر ابن الجوزى صاحب كتاب المنتظم وراوى هذه القصة ، وهل كفر الحافظ هبة الله بن عبد الوارث ، وأبو زرعة الطبرى .



5- فعل السلطان نور الدين محمود بالبرنس الذى استهزأ بمن يتوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم
ومما هو معلوم أن أحد البرنسات - الأمراء - ويسمى البرنس أرناط، غدر بالمسلمين وقال لهم: قولوا لمحمدكم يخلصكم، وبلغ ذلك السلطان نور الدين محمود فحمله الدين والحمية على أنه نذر إن ظفر به قتله، فلما فتح الله عليه بالنصر والظفر جلس فى دهليز الخيمة واستحضر البرنس أرناط وأوقفه على ما قال، وقال له: ها أنا أنتصر لمحمد، ثم عرض عليه الإسلام فلم يفعل فقتله، وقال: لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك، وأما هذا فإنه جاوز حده، وبات الناس تلك الليلة على أتم سرور، ترتفع أصواتهم بالحمد لله والشكر له، والتكبير والتهليل"اه .( من كتاب الروضتين فى أخبار الدولتين (3/296 ، 297)
قلت : ها هو أحد قادة المسلمين العظام لم يقل : الله هو الذى يخلص ، بل أنه بعدما قتل البرنس أرناط قال : ها أنا انتصر لمحمد . ونور الدين محمود - كما هو معروف - من أشد ملوك المسلمين فى حروبهم ضد الصليبيين ، وكان شديد المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لذا كان كثير الرؤية له .
وله قصة عجيبة خلاصتها : أنه رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يحذره من أمر ما يحدث فى مسجده ، فبعث نور الدين سراً من يتحقق فى الأمر ، فوجد رجلين من اليهود المغاربة يدعيان الإسلام ، وقد اشتريا داراً قرب قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فحفرا سرداباً تحت الأرض حتى يصلا إلى جسد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى قبره فيأخذاه فقبض عليهما .. ( راجع التحفة اللطيفة للحافظ السخاوى )

_________________


6- أبو شجاع الوزير – وقد عدوا من مناقبه ذهابه إلى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم -
قال ابن الجوزى فى المنتظم ( 9 / 93) وابن الأثير فى الكامل ( 8 / 506 ) وابن خلكان فى وفيات الأعيان ( 5 / 136 ) وابن كثير فى البداية والنهاية ( 12 / 150 ، 151 ) :
" وجاور بالمدينة ثم مرض فلما ثقل فى المرض جاء إلى الحجرة النبوية فقال : يا رسول الله ، قال الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وها أنا قد جئتك أستغفر الله من ذنوبى وأرجو شفاعتك يوم القيامة ، ثم مات من يومه ذلك رحمه الله تعالى ودفن فى البقيع ." اه
- وذكره الحافظ ابن السمعانى فى الذيل -
وانظر ما قاله ابن كثير فى البداية والنهاية ( 12 / 150 ، 151 ) فى ترجمته :
" كان من خيار الوزراء كثير الصدقة والإحسان إلى العلماء والفقهاء، وسمع الحديث من الشيخ أبى إسحاق الشيرازى وغيره، وصنف كتبا منها كتابه الذى ذيله على تجارب الأمم، ووزر للخليفة المقتدى، وكان يملك ستمائة ألف دينار فأنفقها فى سبيل الخيرات والصدقات، ووقف الوقوف الحسنة، وبنى المشاهد وأكثر الإنعام على الأرامل والأيتام. قال له رجل: إلى جانبنا أرملة لها أربعة أولاد وهم عراة وجياع، فبعث إليهم مع رجل من خاصته نفقة وكسوة وطعاما، ونزع عنه ثيابه فى البرد الشديد ، وقال والله لا ألبسها حتى ترجع إلى بخبرهم " . اه


7- قال ابن كثير فى البداية والنهاية ( 13 / 188 – 192 )
" قال أبو شامة : فظهر فى أول جمعة من جمادى الاخرة سنة أربع وخمسين وستمائة ووقع فى شرقى المدينة المشرفة نار عظيمة - وفيها - ثم ظهرت عندنا بالحرة وراء قريظة على طريق السوارقية بالمقاعد مسيرة من الصبح إلى الظهر نار عظيمة تنفجر من الأرض فارتاع لها الناس روعة عظيمة ،
ثم ظهر لها دخان عظيم فى السماء ينعقد حتى يبقى كالسحاب الأبيض فيصل إلى قبل مغيب الشمس من يوم الجمعة ،
ثم ظهرت النار لها ألسن تصعد فى الهواء إلى السماء حمراء كأنها القلعة وعظمت

وفزع الناس إلى المسجد النبوى وإلى الحجرة الشريفة
واستجار الناس بها ،
وأحاطوا بالحجرة وكشفوا رؤوسهم ،
وأقروا بذنوبهم ،
وابتهلوا إلى الله تعالى ،
واستجاروا بنبيه عليه الصلاة والسلام " . اه

والكلام لا يحتاج إلى تعليق ، فالأمة كلها – قبل ابن تيمية – على التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
وفى هذا القدر كفاية .





ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس