عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2018, 03:42 PM   #111
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته





ومما يدلك على أن ابن تيمية يتجاهل تماما العلماء والفقهاء حتى أئمة الحنابلة والذين ينتسب هو إليهم ننقل لك نصوص ثلاثة من علماء الحنابلة الأفذاذ وكلهم قبل ابن تيمية بزمان تدل على أن الدعاء قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هو الأمر الطبيعى والشائع، وهم ابن عقيل صاحب أكبر كتاب للحنابلة كتاب الفنون فى ثمانمائة مجلد. قال عنه الذهبى لم يؤلف فى الإسلام مثله وابن قدامة المقدسى صاحب كتاب المغنى وهو من أشهر كتب الحنابلة وأبو عبد الله السامرى صاحب كتاب المستوعب ولو حشدنا كل نصوص العلماء ما كان ليهتدى من فى قلبه ريب إلا أن يشاء الله.
قال ابن عقيل إمام الحنابلة فى زمنه - توفى قبل وفاة ابن تيمية ب 213 سنة- فى كتابه الفنون ( فى التذكرة المحفوظة بظاهرية دمشق تحت رقم 87 فى الفقه الحنبلى ).
" واجعل القبر تلقاء وجهك وقم مما يلى المنبر وقل السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخر ما تقوله فى التشهد الأخير ثم تقول اللهم أعط محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود الذى وعدته، اللهم صل على روحه فى الأرواح وجسده فى الأجساد كما بلغ رسالتك وتلا آياتك وصدع بأمرك حتى أتاه اليقين ، اللهم إنك قلت فى كتابك لنبيك صلى الله عليه وآله وسلّم
( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) (النساء 64)
وإنى قد أتيت النبى تائبا مستغفرا فأسألك أن توجب لى المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه فى حياته، اللهم إنى أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وآله وسلّم نبى الرحمة يا رسول الله إنى أتوجه بك إلى ربى ليغفر لى ذنوبى، اللهم إنى أسألك بحقه أن تغفر لى ذنوبى، اللهم اجعل محمدا أول الشافعين وأنجح السائلين وأكرم الأولين والآخرين،اللهم كما آمنا به ولم نره وصدقناه، ولم نلقه فأدخلنا مدخله واحشرنا فى زمرته وأوردنا حوضه واسقنا بكأسه مشربا صافيا رويا سائغا هنيا لا نظمأ بعده أبدا غير خزايا ولا ناكثين ولا مارقين ولا مغضوبا علينا ولا ضالين واجعلنا من أهل شفاعته. ثم تقدم عن يمينك فقل السلام عليك يا أبا بكر الصديق السلام عليك يا عمر الفاروق، اللهم اجزهما عن نبيهما وعن الإسلام خيرا ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)
(الحشر 10) ". اه

_________________وقال ابن قدامة فى المغنى (3/297 - 299) و السامرى فى المستوعب كلاماً قريباً يكاد يكون بحروفه مثل كلام ابن عقيل.
أما نصوص الشافعية فى استقبال قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عند الدعاء فهى أكثر من أن تحصى ونكتفى بنقل الإمام النووى ، المجمع على إمامته والذى لم يرم لا بتبديع ولا بتفسيق ولا أنه تكلم بكلام لم يتكلمه أحد من قبله مما اتفقت عليه الأمة، ولا سجن لأفكار غريبة عن الدين ولم يتهم بتنقيص الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه ولم يتهم بمعاداة أهل البيت ولم يرمه أحد بأن عنده ضغينة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
قال الإمام النووى فى المجموع (8/201 ، 202) ما نصه:
" واعلم أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم من أهم القربات وأنجح
المساعى، فإذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة استحب لهم استحبابا متأكدا أن يتوجهوا إلى المدينة لزيارته صلى الله عليه وآله وسلّم وينوى الزائر من الزيارة التقرب وشد الرحل إليه والصلاة فيه ...
وأن الذى شرفت به صلى الله عليه وآله وسلّم خير الخلائق وليكن من أول قدومه إلى أن يرجع مستشعرا لتعظيمه ممتلئ القلب من هيبته كأنه يراه ... فإذا وصل باب مسجده صلى الله عليه وآله وسلّم يأتى القبر الكريم فيستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر ويبعد من رأس القبر نحو أربع أذرع، ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردى والقاضى أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبى مستحسنين له قال: كنت جالسا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فجاء أعرابى فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وقد جئتك مستغفرا من ذنبى مستشفعا بك إلى ربى ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
أما الحنفية فطائفة تقول باستقبال القبلة - والله أعلم بدون استدبار وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كما وضحناه - وطائفة أخرى وهى جمهورهم يستقبلون القبر الشريف مثل الكمال بن الهمام وملا على القارى والطحطاوى وابن عابدين والتهانوى وغيرهم كثير.
أما المالكية فسوف ننقل مذهبهم فى النقطة التالية.

الادعاء الثالث: بأن مالكا من أعظم الأئمة كراهية للدعاء قبالة وجه النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال فى مجموع الفتاوى (26/145 - 147):
( ولا يدعو هناك مستقبل الحجرة فإن هذا كله منهى عنه باتفاق الأئمة ومالك من أعظم الأئمة كراهية لذلك والحكاية المروية عنه أنه أمر المنصور أن يستقبل الحجرة وقت الدعاء كذب على مالك ). اه
قلت:
قدمنا فى موضوع الدعاء عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن المنقول عن الإمام مالك رحمه الله استقبال القبر النبوى وقت الدعاء - رواية ابن وهب صاحب الإمام مالك قال: " وقال مالك إذا سلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة ويدنو ويسلم ولا يمس القبر بيده ". اه
ونقلنا نص ابن المواز الذى ولد قبل ميلاد ابن تيمية ب 481 سنة أى ما يقرب من خمسة قرون
" قال أشهب قيل لمالك فالذى يلتزم، أترى له أن يتعلق بأستار الكعبة عند الوداع، قال: لا، ولكن يقف ويدعو، قيل له: وكذلك عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، قال: نعم ". اه
وكذلك نقل الإمام النووى فى كتاب رءوس المسائل عن الحافظ أبى موسى الأصبهانى أنه روى عن مالك بن أنس الإمام رحمه الله أنه قال:
" إذا أراد الرجل أن يأتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فيستدبر القبلة ويستقبل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ويصلى عليه ويدعو ". اه
وما ورد فى كتب المالكية المعروفة كلها كفاية ، ومنها الموازية لابن المواز وهى من أشهر كتب المالكية القديمة وكتاب الشفا للقاضى عياض والمدخل لابن الحاج والقوانين الفقهية لابن جزى (1/95) ومواهب الجليل لأبى عبد الله المغربى (3/400) وشرح الزرقانى وما نقل عن عبد الحق الإشبيلى وأبى الحسن القابسى وأبى بكر بن عبد الرحمن والعلامة خليل فى منسكه وغيرهم ، وكذلك نقلهم قصة المنصور مع الإمام مالك على ما قدمنا فى المسألة السابقة.
هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل.

_________________



ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس