عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2018, 12:53 AM   #109
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته





ولنا هنا تساؤل وهو:
هل ورد عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بعد أن يقول السلام على فلان أنه كان يستقبل القبلة ويعطى ظهره للمتوفى ثم يقول: أستغفرُ الله لنا ولكم ؟
أين هذا فى كتاب الله أو فى سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلّم أو فى فعل صحابته المرضيين ؟

وهل نَقل صحابته نصا صحيحا فيما ادعاه ابن تيمية، وإذا كان الصحابة نقلوا تغيير النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لردائه أثناء الاستسقاء أفلا ينقلون أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يستقبل القبر للسلام ثم يستدبره للدعاء ؟!

أما دعاء الصحابة عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما وأنس بن مالك رضى الله عنه.

فأما ما ورد عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فقد روى البيهقى بإسناد حسن - سبق تخريجه من قبل فى الدعاء عند النبى -صلى الله عليه وآله وسلّم وعن عبد الله ن دينار أنه قال " رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ثم يسلم على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ويدعو ثم يدعو لأبى بكر وعمر رضى الله عنهما " . اه

كما أخرج الحافظ أبو نعيم فى حلية الأولياء بإسناد جيد (1/308،309) من رواية نافع مولى بن عمر قوله كان عبد الله إذا قدم المدينة أتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فاستقبل وجهه وصلى عليه ودعا له ثم أقبل على أبى بكر فاستقبل وجهه فصلى عليه ودعا له ثم أقبل على عمر فاستقبل وجهه وصلى عليه ودعا له ويقول يا أبتاه يا أبتاه يا أبتاه. رواه حماد بن زيد عن أيوب مثله.

وأما ما ورد عن أنس بن مالك رضى الله عنه فقد رواه البيهقى فى شعب الإيمان بإسناد حسن أيضاً - سبق تخريجه من قبل فى الدعاء عند النبى صلى الله عليه وآله وسلّم - عن عبد الله بن منيب بن عبد الله بن أبى أمامة عن أبيه قال " رأيت أنس بن مالك أتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فوقف فرفع يديه حتى ظننت أنه افتتح على النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ثم انصرف ". اه ، فها هو الصحابى الجليل خادم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يدعو عند قبر حبيبه صلى الله عليه وآله وسلّم ويرفع يده بالدعاء أمامه.

قال الإمام القرطبى فى تفسيره (20/171):
" وإذا وصل إلى قبر ميته الذى يعرفه سلم عليه أيضا وأتاه من تلقاء وجهه لأنه فى زيارته كمخاطبته حيا ولو خاطبه حيا لكان الأدب استقباله بوجهه فكذلك ها هنا " . اه
فانظر إلى أدب الإمام القرطبى رحمه الله وتعلم .
ونرد وبالله التوفيق الآن على ادعاءاته الثلاثة فنقول:
الادعاء الأول: بأن الصحابة كرهوا استقبال القبر عند الدعاء، فقد قال فى مجموع الفتاوى (27/166 - 167):
( أن يدعو الله مستقبل القبلة ولا يدعو مستقبل الحجرة والحكاية التى تروى فى خلاف ذلك عن مالك مع المنصور باطلة لا أصل لها ولم أعلم الأئمة تنازعوا فى أن السنة استقبال القبلة وقت الدعاء لا استقبال القبر النبوى فإذا كان الدعاء فى مسجد رسول الله أمر الأئمة فيه باستقبال القبلة كما روى عن الصحابة وكرهوا استقبال القبر فما الظن بقبر غيره ) . اه

قلت :
هذه دعوى من أعظم الدعاوى للآتى:
1 - ورد ما يفيد دعاء ابن عمر وأنس بن مالك ووجههم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم على ما بيناه.
2- هلا سمى لنا ابن تيمية صحابياً واحداً فقط قال بذلك.
نقول لأتباع ابن تيمية : نتحداكم بفضل الله أن تأتوا بدليل أن الصحابة كانوا يكرهون استقبال القبر الشريف عند الدعاء.
ثم نقول لكم : أتظنون أن ابن تيمية يعلم أن أحدا من الصحابة روى عنه ذلك ثم لا يذكر اسمه ولا أين روى هذا الأثر عنه .. أتظنون ؟ ولماذا إذن لم يذكر اسمه ؟

_________________
3 - ( قوله فإذا كان الدعاء فى مسجد رسول الله أمر الأئمة فيه باستقبال القبلة ) إن كان يقصد به أن من كان فى المسجد النبوى وأراد أن يدعو فى أى بقعة من المسجد فيجب عليه استقبال القبلة بأمر الأئمة . نقول له هذا كلام كله تدليس وتمويه وخداع لسببين:
أولهما: أن الكلام أصلا على من دعا عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم عند زيارته وبعد السلام عليه وليس الكلام فى الدعاء سواء فى مسجد النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أو فى أى مسجد من مساجد المسلمين ، فلماذا يدخل ابن تيمية الكلام بعضه فى بعض.
ثانيهما: استقبال القبلة عند الدعاء مستحب فقط وليس هناك أمر بذلك كما هو معروف حتى عند أنصاف المتعلمين.

قال الإمام القرطبى فى تفسيره (7/225):
"والدعاء حسن كيفما تيسر وهو المطلوب من الإنسان لإظهاره موضع الفقر والحاجة إلى الله عز وجل والتذلل له والخضوع، فإن شاء استقبل القبلة ورفع يديه فحسن وإن شاء فلا ، فقد فعل ذلك النبى صلى الله عليه وآله وسلّم حسبما ورد فى الأحاديث وقد قال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ)
(الأعراف 55)

ولم يرد صفة، من رفع يدين وغيرها، قال الذين يذكرون الله قياما وقعودا فمدحهم ولم يشترط حالة غير ما ذكر وقد دعا النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى خطبته يوم الجمعة وهو غير مستقبل القبلة ". اه

فأين إذن أمر الأئمة الذى ادعاه ابن تيمية الذى يجيد دائما التهويل والمبالغة والادعاء بغير حق.

_________________


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس