عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2018, 12:01 PM   #86
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته





43- ذكر أقوال من استدل بالآية الشريفة على جواز
- إن لم يكن استحباب -
إتيان الزائر قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وطلبه استغفار النبى صلى الله عليه وآله وسلّم
فمن ذلك الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالساً عند قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فجاء أعرابى فقال السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) وقد جئتك مستغفرا لذنبى مستشفعا بك إلى ربى ، ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه .
فطاب من طيبهن القاع والأكم .
نفسى الفداء لقبر أنت ساكنه .
فيه العفاف وفيه الجود والكرم .
ثم انصرف الأعرابى، فغلبتنى عينى فرأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى النوم فقال " يا عتبى إلحق الأعرابى فبشره أن الله قد غفر له " .
قلت : العتبى يعتبر من شيوخ الإمام الشافعى، فهو من السلف الصالح
وقد استدل بهذه القصة جمهور الأمة قديماً وحديثاً ، ونذكر الآن طوائف أهل العلم ممن ذكر الآية على سبيل الإحتجاج.
المفسرون:
-القرطبى فى تفسيره ( 5 / 265 ، 266 )
-والثعالبى ( 1 / 386 )
-وابن كثير ( 1 / 520 - 521 )
-والنسفى ( 1 / 230 ، 231 )

الفقهاء:
الحنفية
-الكمال بن الهمام فى شرح فتح القدير ( 3 / 179 - 181 )
-والشرنبلالى فى نور الإيضاح ( 1 / 155)
المالكية
-القاضى عياض فى الشفاء
-والشهاب القرافى فى الذخيرة ( 3 / 375 ، 376 )
-والزرقانى و القسطلانى فى المواهب اللدنية
الشافعية
-شيخ الشافعية فى زمنه أبو منصور الصباغ فى كتابه الشامل
-والبيهقى فى شعب الإيمان (3 / 495 )
-والإمام النووى فى المجموع ( 8 / 202 ) - ونقله عن القاضى الماوردى والقاضى أبى الطيب
-والسبكى فى شفاء السقام
-وابن الملقن فى غاية السول فى خصائص الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ( ص 183 )
-والسيوطى فى الدر المنثور ( 1 / 570 ، 23 )
-وابن حجر الهيتمى فى الجوهر المنظم
-والحصنى فى دفع شبه من شبه وتمرد( ص 115 )
-والجاوى فى نهاية الزين ( 1 / 220 ، 221 )
الحنابلة
-ابن عقيل الحنبلى فى تذكرته
-وعبد القادر الجيلانى ( 561 ه ) فى كتاب الغنية
-وابن الجوزى فى المنتظم ( 9 / 93 )
-وابن قدامة المقدسى فى المغنى ( 3 / 297 – 299 )
-وأبو عبد الله محمد بن عبد الله السامرى فى المستوعب
-وابن مفلح فى المبدع ( 3 / 259 )
-والبهوتى فى كشاف القناع ( 2 / 516 )
المؤرخون
-ابن الأثير فى الكامل ( 8 / 506)
-وابن خلكان فى وفيات الأعيان ( 5 / 136 )
-وابن كثير فى البداية والنهاية ( 12 / 150 - 151 )

إذا وعيت ما قدمناه علمت خطأ ابن تيمية فى قوله فى مجموع فتاويه (1/159)
( ومنهم من يتأول قوله تعالى :
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(النساء 64) ويقولون إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة ، ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين ، فإن أحداً منهم لم يطلب من النبى بعد موته أن يشفع له ، ولا سأله شيئاً ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين فى كتبهم ) . اه
وقوله ( فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفى مغيبهم وخطاب تماثيلهم هو من أعظم أنواع الشرك الموجود فى المشركين من غير أهل الكتاب وفى مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله تعالى ) . اه
وقوله أيضا فى الرد على البكرى ( 1 / 146 )
( المرتبة الثالثة : أن يسأل صاحب القبر أن يسأل الله له ، وهذا بدعة باتفاق أئمة المسلمين ، وقد أخبر الله عن أخوة يوسف أنهم خروا له سجدا ، وكذلك سجد له أبواه ، وهذا السجود ليس مشروعاً لنا ، فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد ). اه
وقوله فى مجموع فتاويه ( 24 / 327 )
( وأما الزيارة البدعية وهى زيارة أهل الشرك من جنس زيارة النصارى الذين يقصدون دعاء الميت والاستعانة به وطلب الحوائج عنده ، فيصلون عند قبره ويدعون به، فهذا ونحوه لم يفعله أحد من الصحابة ولا أمر به رسول الله ولا استحبه أحد من سلف الأمة وأئمتها ) . اه


قلت: هذه هى تهاويل ابن تيمية، وقدمنا الرد عليه، ونستكمل بقية الرد الآن، لكن نُذكِّر القارئ بالآثار التى تُكذِّب ابن تيمية فى تهويله ممن خاطب الأنبياء فى مغيبهم.
فعندما انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى الرفيق الأعلى قالت السيدة فاطمة: يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا، على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم التراب.
وجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقبله وقال : بأبى أنت وأمى طبت حيا وميتا ، والذى نفسى بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا
وعن قيس بن أبى حازم : قال خطب عمر بن الخطاب الناس ذات يوم على منبر المدينة فقال فى خطبته : إن فى جنات عدن قصراً له خمسمائة باب ، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين لا يدخله إلا نبى ، ثم التفت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقال : هنيئا لك يا صاحب هذا القبر ، ثم قال : أو صديق ثم التفت إلى قبر أبى بكر فقال : هنيئا لك يا أبا بكر ، ثم قال أو شهيد ثم أقبل على نفسه فقال وأنى لك الشهادة يا عمر ثم قال : إن الذى أخرجنى من مكة إلى هجرة المدينة قادر أن يسوق إلى الشهادة . قال ابن مسعود: فساقها الله إليه على يد شر خلقه عبد مملوك للمغيرة
وفى هذا دليل واضح على مخاطبتهم بالغيب أو بعد الموت.
وسوف نذكر قول الأمة فى تشهدها " السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ". مسألة خاصة. ومما يدلك على ذلك أيضاً ما سنستكمله فى الأدلة من سنة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم .
والآن بعد عرض نقول علماء الأمة واحتجاجهم بقصة العتبى ورؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم نورد لك رأى ابن تيمية فى هذه القصة التى خالف فيها جمهور الأمة.

ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس