الموضوع
:
أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته
عرض مشاركة واحدة
05-05-2018, 10:40 PM
#
67
ود محجوب
المدير العام
رد: أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته
31 - تنقيص ابن تيمية
للإمام جعفر الصادق رضى الله عنه
كعادة ابن تيمية فى تنقيص أهل البيت ، وإن شئت قلت : تنقيص أى أحد تقدره وتحبه الأمة بفطرتها .
قال ابن تيمية فى منهاجه ( 7 / 533 - 534 )
( وبالجملة فهؤلاء الأئمة الأربعة ليس فيهم من أخذ عن جعفر شيئاً من قواعد الفقه ، لكن رووا عنه أحاديث كما رووا عن غيره ، وأحاديث غيره أضعاف أحاديثه، وليس بين حديث الزهرى وحديثه نسبة، لا فى القوة ولا فى الكثرة. وقد استراب البخارى فى بعض حديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام فلم يخرج له ، ولم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته ). اه
_________________
قلت :
فى كلام ابن تيمية ثلاث نقاط انتقص بها الإمام جعفر الصادق :
النقطة الأولى:
قوله ( فهؤلاء الأئمة الأربعة ليس فيهم من أخذ عن جعفر شيئاً من قواعد الفقه ) فهذه مكابرة وتنقيص لجعفر الصادق ولأهل البيت، ولم يقل أحد قبل ابن تيمية إن الأئمة لم يأخذوا من بعض مثل أحمد من الشافعى والشافعى من مالك وهكذا، ولم يقل أحد أن الأئمة لم يأخذوا عن جعفر شيئاً من قواعد الفقه.
فقد قال حسن بن زياد - فيما ذكره الذهبى فى السير (6/257) " سمعت أبا حنيفة وسُئِل من أفقه من رأيت ؟ قال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد".اه
وفى ترجمة بهلول بن عمر الصيرفى المعروف بالمجنون - عند الحافظ ابن حجر فى التعجيل (1/56)
" قال حدث عنه أبو حنيفة أنه لقيه يأكل فى السوق فقال له تجالس مثل جعفر الصادق وتأكل وأنت تمشى ". اه
فانظر إلى نظرة الإمام أبى حنيفة إلى الإمام جعفر الصادق بقوله " تجالس مثل جعفر الصادق وتأكل وأنت تمشى "
وقال أبو حنيفة - فيما ذكره الذهبى فى السير (6/258)
" لما أقدمه المنصور الحيرة - يعنى جعفر الصادق - : بعث إلى فقال يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيىء له من مسائلك الصعاب ، فهيأت له أربعين مسألة ، ثم أتيت أبا جعفر وجعفر ، جالس عن يمينه فلما بصرت بهما دخلنى لجعفر من الهيبة ما لا يدخلنى لأبى جعفر - يعنى الخليفة المنصور - ثم قال أبو حنيفة : فابتدأت أسأله فكان يقول فى المسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا ، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا ، ونحن نقول كذا وكذا ، فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة ، وربما خالفنا جميعاً حتى أتيت على أربعين مسألة . ما أخرم منها مسألة ثم قال أبو حنيفة : أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس " . اه
قلت :
فانظر هدانا الله وإياكم وصف أبى حنيفة للإمام جعفر الصادق بقوله " أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس ". اه ، وانظر إلى أدب الإمام أبى حنيفة - فيما أورده صاحب طبقات الحنفية (1/463) عن أبى يوسف " أن الإمام كان يفتى فى المسجد الحرام إذ وقف عليه الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر رضى الله عنهما وعن آبائهما الكرام ففطن الإمام فقام فقال يا ابن رسول الله لو علمت أول ما وقفت لما قعدت وأنت قائم ، فقال : اجلس وأفت الناس على هذا أدركت آبائى ".اه
وأما الإمام مالك – فأورد الحافظ فى تهذيب التهذيب (2/88)
" فقد قال اختلفت – أى ترددت - إليه زماناً فما وجدته إلا على ثلاث خصال ، إما مصل وإما صائم وإما يقرأ القرآن وما رأيته يحدث إلا على طهارة ".
قلت : فلماذا تردد عليه الإمام مالك هذا الزمان
أما الإمام الشافعى – فأورد أبو نعيم فى الحلية (9/152 – 153) عنه – أنه قد عابه بعض الناس لفرط ميله إلى أهل البيت وشدة محبته لهم ، إلى أن نسبه إلى الرفض فأنشأ الشافعى فى ذلك يقول :
قف بالمحصب من منى فاهتف بها .
واهتف بقاعد خيفها والناهض .
إن كان رفضاً حب آل محمد
فليشهد الثقلان أنى رافضي
وقال الربيع بن سليمان – فيما نقله الذهبى فى السير (10/58) -
" قال حججنا مع الشافعى فما ارتقى شرفاً ولا هبط وادياً إلا وهو يبكى وينشد
يا راكباً قف بالمحصب من منى .
واهتف بقاعد خيفها والناهض .
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى .
فيضاً كملتطم الفرات الفائض .
إن كان رفضاً حب آل محمد
فليشهد الثقلان أنى رافضى" .
ومن المعروف أن الإمام الشافعى كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فى أول الفاتحة ، بينما بقية الأئمة يرون قراءتها سراً . كذلك كان الإمام الشافعى يقنت فى صلاة الفجر خلافاً لبقية الأئمة أخذ ذلك - الجهر والقنوت وغير ذلك - من مذهب أهل البيت ، فلهذا السبب ولشدة ولعه فى حب أهل البيت ومدحه لهم اتهم بأنه من الشيعة لذا أنشد ما سبق .
وسؤالات الإمام سفيان الثورى للإمام جعفر الصادق مبثوثة فى كتب المسلمين ، انظر إلى قول سفيان الثورى فيما رواه أبو نعيم - كما ذكر الذهبى فى السير (6/261 - 262) - " قال سفيان : دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز أيدجانى ، فجعلت أنظر إليه تعجباً فقال : ما لك يا ثورى ؟ قلت : يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك ، فقال : كان ذاك زماناً مقتراً وكانوا يعملون على قدر إقتاره وإفقاره ، وهذا زمان قد أسبل كل شيء فيه ، عز إليه ، ثم حسر عن ردن جبته فإذا فيها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل ، وقال : لبسنا هذا لله وهذا لكم ، فما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه " . اه
وأورد أيضا الذهبى فى السير (6/264 - 266)
" أن الخليل بن أحمد قال : سمعت سفيان الثورى ، يقول قدمت مكة فإذا أنا بأبى عبد الله جعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح فقلت : يا ابن رسول الله لم جعل الموقف من وراء ، ولم يصير فى المشعر الحرام الحرم ، فقال : الكعبة بيت الله والحرم حدابه والموقف بابه ، فلما قصده الوافدون أوقفهم بالباب يتضرعون ، فلما أذن لهم فى الدخول أدناهم من الباب الثانى وهو المزدلفة ، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم ، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التى كانت حجاباً بينه وبينهم أمرهم بزيارة بيته على طهارة . قال: فلم كره الصوم أيام التشريق ؟ قال : لأنهم فى ضيافة الله ، ولا يجب على الضيف أن يصوم عند من أضافه. قلت : جعلت فداك فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهى خرق لا تنفع شيئا ؟ قال : ذاك مثل رجل بينه وبين رجل جرم، فهو يتعلق به ويطوف حوله رجاء أن يهب له ذلك ذاك الجرم .
وأما الإمام أحمد فلم يكن فى زمنه رضى الله عنه ، فقد توفى الإمام جعفر الصادق سنة 148 ه " . اه
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم
بالتسجيل من هنا
ود محجوب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ود محجوب
البحث عن كل مشاركات ود محجوب