الموضوع
:
أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته
عرض مشاركة واحدة
04-22-2018, 03:53 PM
#
6
ود محجوب
المدير العام
رد: أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته
وعوداً على أصل المسألة نرد على ابن تيمية وأتباعه بالآتى :
1- من أين أتى ابن تيمية بجملة ( وكان قد ارتاب فى أمرها ) فالقارئ قد يظن أنها فى الصحيحين البخارى ومسلم، والجملة موضوعة كأنها فى الصحيحين وليس كذلك .
وللعلم فقد روى حادثة الإفك وأخرجها الإمام أحمد (6/196) والبخارى (4/1521، 1729، 1777) ومسلم (4/2135) والنسائى (5/298 ، 6/367) والطبرى فى تفسيره (18/92) وعبد الرزاق (5/417) وأبو يعلى (8/330،345) وإسحاق بن راهويه (2/522) وابن حبان (10/19) و (16/18) وابن حبان أيضاً فى الثقات (1/293) والطبرانى فى الكبير(23/ 54، 59، 64، 68 ،73، 77، 82، 86، 91، 100) والحاكم فى المستدرك (4/271) والبيهقى فى السنن الكبرى (10/153) و شعب الإيمان (5/384) ولا توجد جملة ( وكان قد ارتاب فى أمرها ) فى أى رواية من كتب الأحاديث الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم وغير ذلك من كتب الأحاديث، أو فى أى كتاب .
2- كيف يفهم من قوله صلى الله عليه وآله وسلّم : " فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بشيء فاستغفرى الله وتوبى إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه " أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قد ارتاب فى أمرها .
ألم يعلم أنه صلى الله عليه وآله وسلّم نبى قبل أن يكن زوجاً وأنه مسؤول عن أمة، وأنه لابد من اتخاذ إجراءات وخطوات – كما يقول القضاة : إجراءات التحقيق الواجب اتخاذها الغير استثنائية – وذلك تعليماً للأمة، كما قال الله عز وجل :
(وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ)
(المائدة 116) وعيسى عليه السلام لم يقل ذلك .
كذلك قال صلى الله عليه وآله وسلّم : " لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " والسيدة فاطمة رضى الله عنها بضعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وسيدة نساء أهل الجنة، وإحدى الكمل الأربعة من النساء لا يمكن التخيل أنها تسرق، ولكن ضرب بها النبى صلى الله عليه وآله وسلّم المثل لعدم الشفاعة فى الحدود .
3-ألم يقرأ ابن تيمية فى نص هذا الحديث قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم : " من يعذرنى من رجل بلغنى أذاه فى أهلى، فوالله ما علمت على أهلى إلا خيراً " والغريب أنه ناقض نفسه وساق فى كتابه دقائق التفسير (2/457) الرواية التى فى البخارى ومسلم والتى فيها " والله ما علمت على أهل بيتى إلا خيراً " .
فكلام النبى صلى الله عليه وآله وسلّم واضح وصريح، ونظر إليه ابن تيمية ونقله، فما الذى نخسه فقال ما قال .
وكذلك أورد ابن القيم – وهو التلميذ النجيب والمقرب لابن تيمية – هذه الرواية فى زاد المعاد (3/263) ( ولم يظن بها سوءاً قط وحاشاه ،وحاشاها، ولذلك لما استعذر من أهل الإفك قال " من يعذرنى فى رجل بلغنى أذاه فى أهلى، والله ما علمت على أهلى إلا خيراً " ) . اه
_________________
4-ألم يقرأ ابن تيمية فى كتب التفاسير التى كتبها علماء المسلمين أنه لم يذكر أحدهم قط أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ارتاب فى أمر السيدة عائشة رضى الله عنها لا فى كتب التفاسير قبل ابن تيمية – فى المائة الثامنة من الهجرة – ولا بعد ابن تيمية؟!
وانظر – هدانا الله وإياكم – إلى أدب الإمام القرطبى حيث قال فى تفسيره (12/202) : " قوله تعالى:
(لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا)
(النور 12)
هذا عتاب من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين فى ظنهم، حين قال أصحاب الإفك ما قالوا. قال ابن زيد: ظن المؤمنون أن المؤمن لا يفجر بأمه. قال المهدوى : ولولا بمعنى هلا. وقيل المعنى: أنه كان ينبغى أن يقيس فضلاء المؤمنين والمؤمنات الأمر على أنفسهم فإن كان ذلك يبعد فيهم فذلك فى عائشة وصفوان أبعد. وروى أن هذا النظر السديد وقع من أبى أيوب الأنصارى وامرأته، وذلك أنه دخل عليها فقالت له: يا أبا أيوب أسمعت ما قيل، فقال: نعم، وذلك الكذب، أكنت أنت يا أم أيوب تفعلين ذلك؟ قالت: لا والله، قال: فعائشة والله أفضل منك، قالت أم أيوب: نعم.
فهذا الفعل ونحوه هو الذى عاتب الله تعالى عليه المؤمنين، إذ لم يفعله جميعهم
الثامنة : قوله تعالى :
( بِأَنفُسِهِمْ)
(النور 12) قال النحاس : معنى بأنفسهم بإخوانهم فأوجب الله على المسلمين إذا سمعوا رجلاً يقذف أحداً ويذكره بقبيح لا يعرفونه به أن ينكروا عليه ويكذبوه، وتواعد من ترك ذلك ومن نقله ". اه
وقال الإمام القرطبى أيضاً (12/205–206) : "
قال تعالى
(وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
(النور 16-18)
عتاب لجميع المؤمنين أى كان ينبغى عليكم أن تنكروه ولا يتعاطاه بعضكم من بعض على جهة الحكاية والنقل، وأن تنزهوا الله تعالى عن أن يقع هذا من زوج نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن تحكموا على هذه المقالة بأنها بهتان، وحقيقة البهتان أن يقال فى الإنسان ما ليس فيه والغيبة أن يقال فى الإنسان ما فيه، وهذا المعنى قد جاء فى صحيح الحديث عن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ثم وعظهم الله تعالى فى العودة إلى مثل هذه الحالة، و أن مفعول من أجله بتقدير كراهية أن ونحوه ". اه
الخامسة عشرة : قوله تعالى :
( إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
(النور 17) توقيف وتوكيد كما تقول : ينبغى لك أن تفعل كذا وكذا إن كنت رجلاً .
السادسة عشرة : قوله تعالى :
(يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا)
(النور 17)
يعنى فى عائشة لأن مثله لا يكون له إلا نظير القول فى المقول بعينه أو فيمن كان فى مرتبة من أزواج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لما كان فى ذلك من إذاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فى عرضه وأهله ، وذلك كفر من فاعله .
السابعة عشرة : قال هشام بن عمار سمعت مالكا يقول: من سب أبا بكر وعمر أدب. ومن سب عائشة قتل؛ لأن الله تعالى يقول:
(يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
(النور 17)
فمن سب عائشة فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل.
قال ابن العربى قال أصحاب الشافعى : " من سب عائشة رضى الله عنها أدب كما فى سائر المؤمنين وليس قوله تعالى :
( إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
(النور 17)
فى عائشة لأن ذلك كفر، وإنما هو كما قال عليه السلام " لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " ولو كان سلب الإيمان فى سب من سب عائشة حقيقة لكان سلبه فى قوله " لايزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن " حقيقة. قلنا: ليس كما زعمتم فإن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله تعالى، فكل من سبها بما برأها الله منه مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر، فهذا طريق قول مالك وهى سبيل لائحة لأهل البصائر، ولو أن رجلاً سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب " . اه كلام الإمام القرطبى
قلت :
فانظر - رحمك الله - كيف ذم الله عز وجل أقواماً بإساءتهم الظن بأم المؤمنين وقال فيهم :
(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
(النور14)..و قال تعالى
( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)
(النور15،16).و قال تعالى
( لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)
(النور 12). فكيف يظن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه وقع فيما وقع فيه من ذمهم الله وتوعدهم.
وإذا قرأت أى تفسير للقرآن الكريم فلن تجد فيه ما ادعاه ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وللاستزادة فى ذلك راجع :
تفسير الطبرى (18/99) وأحكام القرآن للجصاص (5/163) تفسير القرطبى (12/202–206) وزاد المسير لابن الجوزى (6/20) تفسير ابن كثير (3/274-275) الدر المنثور للسيوطى (6/153، 160، 161) والإتقان (1/102) فتح القدير للشوكانى (4/14) تفسير النسفى (3/137، 139) وغيرهم .
وللاستفادة أيضاً انظر ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى (8/475، 476) – حيث رد على بعض ضعيفى الإيمان والمتشككين والذين لا يفهمون المقصود من كلام السيدة عائشة رضى الله عنها حينما قالت لأبيها: أجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيما قال رضى الله عنها قال: والله ما أدرى ما أقول - قال ابن حجر فى ذلك: " قيل إنما قالت عائشة لأبيها ذلك مع أن السؤال إنما وقع عما فى باطن الأمر وهو لا اطلاع له على ذلك، لكن قالته إشارة إلى أنها لم يقع منها شيء فى الباطن يخالف الظاهر الذى هو يطلع عليه، فكأنها قالت له برئنى بما شئت، وأنت على ثقة من الصدق فيما تقول، وإنما أجابها أبو بكر بقوله: لا أدرى، لأنه كان كثير الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، فأجاب بما يطابق السؤال فى المعنى، ولأنه وإن كان يتحقق براءتها لكنه كره أن يزكى ولده، وكذا الجواب عن قول أمها: لا أدرى
ووقع فى رواية هشام بن عروة الآتية فقال: ماذا أقول. وفى رواية أبى أويس: فقلت لأبى أجب، فقال: لا أفعل، هو رسول الله والوحى " . اه
_________________
5- ألم يعلم ابن تيمية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال فيما رواه الإمام البخارى (3/1415) ومسلم (4/1889) وغيرهما للسيدة عائشة " أريتك فى المنام ثلاث ليال جاءنى بك الملك فى سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هى ، فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه ".
وهذا الملك هو جبريل كما قال الحافظ ابن حجر فى مقدمة فتح البارى (1/322) وبالقطع هذه الرؤية كانت قبل زواج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وذكرها العلماء وأصحاب الحديث فى باب مناقب وفضائل السيدة عائشة .
تنبيه :
ومن زلات و تلبيسات ابن القيم التلميذ النجيب لابن تيمية وتطاوله على جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بدعوى التوحيد - والله أعلم بتوحيده ، فإن التوحيد لا يقتضى انتقاص النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما يفعل أكثر الخوارج والفئات الضالة الذين لا هم لهم إلا تنقيص جناب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم بدعوى حفظ جناب التوحيد – .
أقول: ادعى ابن القيم أن عبودية الصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها لا تتم إلا بيأسها من نصرة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، أو حصول الفرج بواسطته مع انقطاع رجائها منه صلى الله عليه وآله وسلّم ، وإلا فلن يبرئها الله. فقال فيما ادعاه أنه المستفاد من حادثة الإفك فى كتابه زاد المعاد ( 3 / 262 )
( ولتتم العبودية المرادة من الصديقة وأبويها، وتتم نعمة الله عليهم ولتشتد الفاقة والرغبة منها ومن أبويها، والافتقار إلى الله والذل له، وحسن الظن به، والرجاء له ولينقطع رجاؤها من المخلوقين - يعنى من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم انظر دليله بعد الجملة القادمة - وتيأس من حصول النصرة والفرج على يد أحد من الخلق - يعنى من النبى صلى الله عليه وآله وسلّم . وانظر دليله فى الجملة القادمة - ولهذا وفت هذا المقام حقه لما قال لها أبواها قومى إليه - صلى الله عليه وآله وسلّم - وقد أنزل الله عليه براءتها فقالت: والله لا أقوم إليه -صلى الله عليه وآله وسلّم ولا أحمد إلا الله، هو الذى أنزل براءتى ) .اه بحروفه .
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم
بالتسجيل من هنا
ود محجوب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ود محجوب
البحث عن كل مشاركات ود محجوب