عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2018, 03:33 PM   #45
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله وأهل بيته




17 - خطورة أفكار ابن تيمية فى الفصل بين الأمة ونبيها صلى الله عليه وآله وسلّم
ابن تيمية ينفى أن يكون إيمان السيدة خديجة رضى الله عنها كاملاً

قال ابن تيمية فى منهاجه ( 4 / 303-304 )
( وهؤلاء يقولون قوله لخديجة " ما أبدلنى الله بخير منها " إن صح معناه ما أبدلنى بخير لى منها ، لأن خديجة نفعته فى أول الإسلام نفعاً لم يقم غيرها فيه مقامها فكانت خيراً له من هذا الوجه لكونها نفعته وقت الحاجة ، لكن عائشة صحبته فى آخر النبوة وكمال الدين ،
(1) فحصل لها من العلم والإيمان ما لم يحصل لمن لم يدرك إلا أول زمن النبوة .
(2) فكانت أفضل بهذه الزيادة ، فإن الأمة انتفعت بها أكثر مما انتفعت بغيرها ، وبلغت من العلم والسنة ما لم يبلغه غيرها .
(3) فخديجة كان خيرها مقصوراً على نفس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لم تبلغ عنه شيئاً ، ولم تنتفع بها الأمة كما انتفعوا بعائشة .
(4) ولا كان الدين قد كمل حتى تعلمه ويحصل لها من كمال الإيمان به ما حصل لمن علمه وآمن به بعد كماله .
(5) ومعلوم أن من اجتمع همه على شيء واحد كان أبلغ فيه ممن تفرق همه فى أعمال متنوعة، فخديجة رضى الله تعالى عنها خير له من هذا الوجه، ولكن أنواع البر لم تنحصر فى ذلك، ألا ترى أن من كان من الصحابة أعظم إيماناً وأكثر جهاداً بنفسه وماله كحمزة وعلى وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير وغيرهم، هم أفضل ممن كان يخدم النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وينفعه فى نفسه أكثر منهم كأبى رافع وأنس بن مالك وغيرهما ) انتهى بحروفه .
قلت : بغض النظر عن أن موضوع خصائص النبى صلى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته أمسى وأصبح هم وشغل نفسية ابن تيمية وأتباعه فإنا لا نتناول الآن مسألة التفضيل بين أزواج النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، فكلهن أزواجه وهن معه فى الجنة .
ولكن نتناول المسألة من منطلق تنقيص ابن تيمية للسيدة خديجة رضى الله عنها وللأسف تقليل قدر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى صدر ابن تيمية وبث ابن تيمية ذلك فى الأمة .
مشكلة ابن تيمية أنه لا يدرى من هو النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وما منزلته عند ربه ، أو لا يريد أن يعطيه قدره ، أو لا يدرى أن محبة النبى وتوقيره ليست شركاً .
وابن تيمية يعلم ما رواه الإمام مسلم (1/154) عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قال فى ليلة الإسراء " فأتيت بإنائين فى أحدهما لبن وفى الآخر خمر، فقيل لى خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته فقال: هديت الفطرة، أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك " ففعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم قد أََثَّر فى هداية الأمة كلها.
وانظر أيضاً إلى حادثة تحديد عدد الصلوات بخمس من خمسين ففى آخرها لما قال له موسى " ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فقلت: قد رجعت إلى ربى حتى استحييت منه "
فبفعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أصبحت خمس صلوات ، وكان من الممكن بفعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن تكون أربعا أو ثلاثا.
المقصود أن فعل النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أََثَّر ويؤثر فى الأمة كلها، وقد أشار النبى صلى الله عليه وآله وسلّم إلى ذلك بقوله لعلى رضى الله عنه حينما أمره ومن قبله أبا بكر وعمر رضى الله عنهما بقتل أحد الخوارج " أقتلته " قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم " لو قتل ما اختلف رجلان من أمتى حتى يخرج الدجال " ففعل فرد قد يؤثر فى أمة
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
(النحل 120)
ولا تنس قول النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى يوم بدر " اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض " فما بالكم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .



إذا علمت هذا ووعيته تبينت فساد وبطلان منطق ومنطلق ابن تيمية بقوله (فخديجة كان خيرها مقصوراً على نفس النبى صلى الله عليه وآله وسلّم لم تبلغ عنه شيئاً، ولم تنتفع بها الأمة كما انتفعوا بعائشة) . اه، وكذلك منطقه فى تفضيل ليلة القدر على ليلة الإسراء، فليلة القدر عنده أهم للأمة، أما ليلة الإسراء فهى أهم عنده بالنسبة للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، وبذلك فصل بين الأمة ونبيها صلى الله عليه وآله وسلّم .
ففى ليلة الإسراء كانت الأمة كلها ستغوى لو شرب النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من الخمر ، والأمة كلها كانت ستفتن لو شرب الماء .
فأيهما أفيد للأمة ليلة الإسراء أم ليلة القدر؟ ثم أين شفاعة النبى صلى الله عليه وآله وسلّم من فضل ليلة القدر .. فإن الله خير النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أن يدخل نصف أمته الجنة أو الشفاعة فاختار الشفاعة .. فنحن تبع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ولسنا تبعا لأعمالنا، جعلنا الله ممن لا يشرك بأعماله .

ثم هل جعل ابن تيمية النبى صلى الله عليه وآله وسلّم فى طريق، وأمته فى طريق آخر ؟
اعلم أنه ما كان فيه خيرية للنبى صلى الله عليه وآله وسلّم ففيه خيرية لأمته تبعاً له.. فخير ليلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم هى خير ليلة لأمته، ولا نعلم أنه حدث أو سيحدث استفتاء عن خير ليلة.. فمن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وتابعاً له فقد فاز فوزاً عظيماً، ومن فصل نفسه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وجعله فى جانب وأمته فى جانب، فقد خسر خسراناً مبيناً .

________________

ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس