من كلام الكِبار...
يحرمون بالتوهمات، ويستدلون بما لا دليل فيه، ويشيعون هذا المنهج العبثي في الاستدلال، فيشب عليه الغلام ، ويشيخ عليه الشاب، فلا يشكون أنهم على الحق .
وتتراكم المحرمات فوق المحرمات ، والشكوك على الشكوك ، حتى تجعل حياة المسلم وكأنها حرب مع الحياة، وكأن واقعه هو أخطر عدو له.
وحديث : "حُفت الجنة بالمكاره والنار بالشهوات" فهموه خطأ ، فحفوا الدنيا بالمكاره (لا الجنة)، وجعلوا الحياة هي النار المحفوفة بالشهوات، ونسوا أن الله تعالى يقول (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) ويقول تعالى (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ). وغفلوا عن أن المكاره التي حُفت بها الجنة هي مكاره تصلح الدنيا وتسعد الإنسان فيها.. قبل الآخرة ، فهي مكاره الجد والإصلاح والإعمار، لا مكاره التضييق والإتعاس. وغفلوا عن أن الشهوات التي حُفت بها النار هي شهوات الإجرام التي تعتدي على الحقوق وتُتعس الإنسان في الدنيا قبل الآخرة، وليست هي شهوات الزينة التي أباحها الله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)...
.
.
.
# الدكتور الشريف حاتم العوني