يذكر جده عبد الرحمن ود النصيح بأنه كان في غاية الورع حتي انه يمسك عن لبن اغنامه ان علم تعديها علي علف أو نبات من الغير وعندما حضرته الوفاة قال لمن حوله : الحمد لله انني لم اطعم حراما وخوفي فقط من اغنامي ان تكون اكلت من الغير دون علمي ،، ظل مولانا في دروسه يتكلم عن الورع وقصص الصالحين في هذا الجانب ونذكر علي سبيل المثال قصة المرأة التي كانت في مجلس الامام الشافعي رحمه الله وسألته : يا امام أنغزل ومشاعل الظلمة تمر علينا ؟ وهي تعني هل تغزل وتستفيد من ضؤ العسكر الذين يضيئون الطر...قات بمشاعلهم و يدخل ضؤ مصابيحهم الي غرفتها ، أم تتوقف عن الغزل ، دهش الامام الشافعي وسكت برهة ثم قال والله لقد إقشعر بدني من سؤال تلك المرأة ، ثم سألها من انت يا أمة الله ؟ قال أخت بشر الحافي وأجابها حقا ان من بيتكم يخرج المدد الصافي لا تغزلي بارك الله فيك ،،
كان قد رأي جده ود النصيح قبل ان ينتقل الي رحمة مولاه ، وذات مساء لدغته عقرب في البيت ، فزعت والدته واسرعت لاخبار بعض من اهله من الشيوخ ، وكان قد بدا في غيبوبة اذ رأي في غيبوبته جده عبد الرحمن ود النصيح وكان قد انتقل قبل سنوات ، رآه وقد جاء من بعيد متوكئا علي عصاه الطويله وانتهر الحاضرين لائما لهم عدم تمكنهم من الرقية ، ثم امسك مكان اللدغة حتي فاق ، فرح الحاضرون بافاقته ولكنه قال لهم انتم لم ترقو لي بل جدي ود النصيح هو من رقي لي . ) ضحك الحاضرون وظنوه يهزأ . بدا تعليمه في الخلوة علي يد الشيخ محمد عمر الفكي ابراهيم الذي كان معلما فذا مهاب الجانب ، في عينيه إحمرار دائم صارم القسمات ، قوي العبارة ، جهوري الصوت ، شديد الاعتزاز بطلابه وباجادتهم للقران ، اذا غضب كانت الفرائص ترتعد ، وذلك اذا تفقد (العمار) وهو الحبر الذي يكتب به علي اللوح ، وكان شديد الاعتزاز بطلابه وحسن حفظهم وتجويدهم للقران ، والشيخ محمد عمر ذكره الشيخ السعيد سيد احمد في قصيدته الاستغاثية التي توسل فيها بالصالحين لارجاع اراضي أخذت منهم ظلما في ايام الحكم الانجليزي للسودان ، حيث قال :
(وين ود عمر اب بحرا حمر : ينادي ابواتو بقية الكمل ) ، كان الشيخ ود عمر يحب تلميذه كثيرا رغم انه كان يكثر من النوم في الخلوة وذات يوم وشي به زملائه الي الشيخ بانه نائم ، فطلب منه الشيخ ان يقرأ السورة التي كانوا يدرسونها فأسمعها له عن ظهر قلب ، قال لهم الشيخ قولته الشهيرة : اتركوه ، السعيد يحضر زمانه .
( 4 )