كتب الأُستاذ صلاح الدين سر الختم ناعياً الخليفة عبد المحمود حُسين:
إلى جوار صاحب المقام المحمود ..والدنا الخليفة عبد المحمود
الليل يعلن إنسحابه ليطل فجر يوم جديد في مدينة الخرطوم بحري وقبل أن ينطلق النداء القدسي من منارة مسجد مولانا السيد علي الميرغني الجامع داعياً المؤمنين حيّ على الصلاة ، دعا داعي الحضرة القدسية روح والدنا الخليفة عبد المحمود ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ) على بعد خطوات من ضريح شيخه و مربيه بمستشفى الخرطوم بحر...ي .
فطارت تلك النسمة المباركة بأجنحة الشوق إلى الرحاب القدسية وهي تنادي : اليوم ألقى الأحبة ؛ محمداً وحزبه .
ونعاه الناعي بعيد صلاة الفجر وتناقلت الأسافير النبأ العظيم وهي تدعو المحبين لوداعه وأداء الصلاة على روحه الطاهرة بمسجد مولانا السيد علي الميرغني ذلك المسجد الذي عرفه و ألفه وعلا صوته الشجي من مناراته السوامق مؤذناً و مادحاً و ذاكراً .
وتتقاطر الجموع الزاخرة و الدموع الطاهرة ترسم لوحة الوفاء لرجل كان رمزاً للوفاء و الصفاء ، بل هو الوفاء و الصفاء يمشيان على قدمين ، و يتقدّم الحسيب النسيب السيد محمد أمين الميرغني الصفوف يؤم المحبين و المريدين في صلاة الجنازة ، ويوجه الخليفة عبد العزيز كلمة تفيض بالصدق و تنطق بالحق في شأن من كان الصدق ديدنه و الحق معدنه ، وتتقدّم رايات الطريقة موكب التشييع والأصوات الضارعة إلى بارئها تناجيه بأسمائه الحسنى تعانق السماء . و كأن النعش الطاهر وهو محمول على أعناق الصادقين يزف فارساً في يوم عرسه البهيج .
واستقبلته روضة السيد عبد الله المحجوب استقبال أم رؤوم لفلذة كبد آب من بعد طول غيبة وتسفار .
ويأتي صوت مرشدنا و شيخنا مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وملؤه الحكمة والرحمة عبر الهاتف معزياً و ناعياً وداعياً فيخفف المصاب و يكفكف الدموع و يؤاسي الجراح .
إليك والدي و شيخي في أول ليلة لك في جوار ربك و نبيك وآل بيته أرفع كليماتي القاصرات علك تقابلها بما عهدناك عليه من سماحة وقبول ( أذكرنا عند ربك ولنكن منك على بال ) وسلام عليك في الخالدين .