خدْمتُه بمديحٍ استقيلُ به ذنوبَ **** عمرٍ مضى في الشعر والخِدَمِ
إذْ قلّدانيَ ما تُخْشي عواقبُه **** كأنَّني بهما هدْيٌ من النَّعَمِ
أطعتُ غيَّ الصبا في الحالتين وما **** حصلتُ إلاّ على الآثام والندمِ
فياخسارةَ نفسٍ في تجارتها **** لم تشترِ الدين بالدنيا ولم تَسُمِ
ومن يبعْ آجلاً منه بعاجلهِ **** يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي سَلمِ
إنْ آتِ ذنباً فما عهدي بمنتقض **** من النبي ولا حبلي بمنصرمِ
فإنّ لي ذمةً منه بتسميتي **** محمداً وهو أوفى الخلق بالذِممِ
إن لّم يكن في معادي آخذاً بيدى **** فضلاً وإلا فقلْ يا زلةَ القدمِ
حاشاه أن يحرمَ الراجي مكارمَه **** أو يرجعَ الجارُ منه غير محترمِ
ومنذُ ألزمتُ أفكاري مدائحه **** وجدتُهُ لخلاصي خيرَ مُلتزِمِ
ولن يفوتَ الغنى منه يداً تَرِبتْ **** إنّ الحيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأكَمِ
ولمْ أردْ زهرةَ الدنيا التي اقتطفتْ **** يدا زُهيرٍ بما أثنى على هَرمِ