يا خير من يمّم العافون ساحتَه سعياً وفوق متون الأينُق الرُّسُمِ
ومنْ هو الآيةُ الكبرى لمعتبرٍ ومنْ هو النعمةُ العظمى لمغتنمِ
سَريْتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ
وبتَّ ترقى إلى أن نلت منزلةً من قاب قوسين لم تُدركْ ولم تُرَمِ
وقدمتْكَ جميعُ الأنبياء بها والرسلِ تقديمَ مخدومٍ على خدمِ
وأنت تخترقُ السبعَ الطباقَ بهم في موكب كنت فيه صاحب العلمِ
حتى إذا لم تدعْ شأواً لمستبقٍ من الدنوِّ ولا مرقىً لمُسْتَنمِ
خَفضْتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ نوديت بالرفْع مثل المفردِ العلمِ
كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ عن العيون وسرٍ أيِّ مكتتمِ
فحزتَ كل فخارٍ غير مشتركٍ وجُزْتَ كل مقامٍ غير مزدَحَمِ
وجلَّ مقدارُ ما وُلّيتَ من رُتبٍ وعزَّ إدراكُ ما أوليتَ من نِعَمِ
بشرى لنا معشرَ الإسلام إنّ لنا من العناية ركناً غير منهدمِ
لما دعا اللهُ داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأممِ