من مولد الاسرار الربانية لسيدى الامام الختم رضى الله عنه وأرضاه :
وَعِنْدَ حَلِيمَةَ مَعَ أَخِيهِ كَانَ يَرْعَى غَنَمَهُمُ الْمَسْمِيَّة ٭ فَكَانَ يُظِلُّهُ الْغَمَامُ وَقَدْ صَحَّ ذلِكَ فِي غَيْر مَكَان ٭ وَجَآءَهُ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ يَرْعَى الْغَنَمَ عُصْبَةٌ مَلَكِيَّة ٭ قِيلَ ثَلَاثَةٌ وَقَالَ بَعْضهُمْ بَلِ اثْنَان ٭ وَفىِ يَدِ أَحَدِهِمْ طِسْتٌ مِنَ الْألْوَانِ الذَّهَبِيَّة ٭ وَهُوَ مَمْلُوٌء ثَلْجاً بِغَيِر زَيْغٍ وَلَا بُهْتَان ٭ فَشَقَا صَدْرَهُ الشَّرِيفَ وَاسْتَخْرَجَا مِنهُ الْمُضْغَةَ القَلْبِيَّة ٭ ثُمَّ شَقَّا قَلْبَهُ فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً سَوْدَآءَ فَطَرَحَاهَا مِنْ ثَمَّ لِيُطَهّرَان ٭ ثُمَّ غَسَلَا بَطْنَهُ بِذلِكَ الثَّلْجِ حَتَّى تَرَكَا تِلْكَ المُضْغَةَ مَنْقِيَّة ٭ فَخَتَماهَا بِخَاتَمِ النُّورِ فَمَلَاهَا حِكْمَةً و إِيَمان ٭ ثُمَّ قَالَ جِبْرِيلُ قَلْبٌ وَكِيعٌ شَهَادَةً مِنْهُ حَقِّيَّة ٭ أَيْ شَدِيدٌ وَفِيهِ يَا بُنَى عَيْنَانِ تُبْصِرَان ٭ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَلَّيَا عَنْهُ فَصَارَ يَرَى الْأَمْرَ مُعَاينَةً عِيَانِيَّة ٭ وَكَانَ لَهُ كَمَا صَحَّ أُذْنَانِ لِلوَقَائِعِ تَسْمَعَان ٭ ثُمَّ قَالَ لَهُ زِنْهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَتِهِ الْخَيْرِيَّة ٭ فَوَزَنَهُ فَرَجَحَ بِهِمْ وَهَيْهَاتَ أَنْ يَزِنَهُ الْكَوْنَان ٭ ثُمَّ قَالَ لَهُ زِنْهُ بِمَائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ الْأُخْرِويَّة ٭ فَوَزَنَهُ فَرَجَحَ بِهِمْ كَمَا صَحَحَهَ الْحبْرَان ٭ ثُمَّ قَالَ زِنْهُ بِأَلْفٍ مِنْهُمْ لِيَتِمَّ مِنَ اللهِ وَالْخَلْقِ الشَّهَادَةُ الْعَدْلِيَّة ٭ فَوَزَنَهُ فَرَجَحَ فَقَالَ لِصَاحِبِه لَوْ وَزَنْتَهُ بِأُمَّتِهِ لَوَزَنَهَا مُرَجَّحَ الْمِيزَان ٭ ثُمَّ ضَمُّوهُ إِلى صُدُورِهِمْ وَقَبَّلُوا رَأْسَهُ وَقَالُوا لَنْ تُرِاعَ يَا سَيِّدَ جَمَاعَةِ النُّبُوَّةِ وَالرُّسْلِيَّة ٭ فَلَوْ تَدْرِى مَا يرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ وَالْهَدَيَان ٭ فَوَحَقِّكَ عَلَى اللهِ لَقَرَّتْ عَينَاكَ الْجَمِيلَةُ الْحُسْنِيَّة ٭ وَكَانْ الْأَمْرُ فِيهِ الْجُودَ السَّارِيَ إِلى سَائِرِ الْعَالَمَان ٭ وَقَالَا لَهُ مَا أَكْرَمَكَ عَلَى اللهِ يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْأَرْضَ الْفَتْقِيَّة ٭ إِنَّ اللهَ معكَ وَمَلَائِكَتَهُ فَمَا عَلَيْكَ مِنْ خَوْفٍ بَعْدَ هذَا العِصْمَان ٭ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ هكَذَا وَهُوَ يَكْبُرُ وَدُعِىَ الْأَمِينَ لِأمَانَتِهِ الْقَرِيحِيَّة ٭ وَتَزَوَّجَ بِخَدِيجَةَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعشْرِينَ الْحَائِزةِ الْقَصْرَان ٭ وَسَافَرَ الشَّامَ فِي تِجَارَة وَكَانَتْ تُظَلِّلُ عَلَيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمَعْصُومِيَّة ٭ وَرَأَت خَدِيجَةُ مَعَ نِسَآءٍ حِينَ قُدُومِه يُظِلَّانِه مَلَكَان ٭ فَذَكَرَتْ ذلِكَ لمِيَسْرَةَ فَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ رَأَى ذلِكَ مِنْ مُنْذُ خَرَج مَعَهُ فِي السَّفَرِيَّة ٭ فَيَا عَظِيمَ شَأْنِك يَا رَسُولَ الْمَلِكِ الدَّيَّان ٭
(اللَّهُمَّ صَلَّ وَسَلِمُ عَلَى الذَّاتِ المُحَمَدِيَّة وَاغفِر لَنَا مَا يَكُونُ وَمَا قَدْ كَانْ)
تربى يتيما خير من وطئ الثرى ومع ذاك محمود السجايا كما ترى
من القصص المشهورة الغر من قرا لآي الضحى يعلم مقام علا العرى
فبالله في صغر وكبر له العز
أتته فتاة في الفتوة حظها عظيم حليمة جاء حلم لاسمها
ومن آل سعد أسعدت بان فوزها بإسم وإسم الجد عظم قسمها
بإرضاعها للنور بالنور ينهز
أتته من الأملاك إثنان وجمعا لديها من الأعوام أربع متبعا
فشقا لصدر بالفائل ساطعا وللمضغة السوداء أخرج نافعا
وردوه بعد الختم بالسر مرتز
ومن بعد ذا ردته للأهل لم تكد تجود به لكن أرادوه فاعتضد
برب العلا ونشا كريما ومرتشد إلي أن أظلته الغمامة فارتصد
لوحي وجاء الفيض يبدو له نز
رأته خديجة والتقى فيه معلن فرامت زواجا بالذكاء المبين
فنالت مراما جاء جبريل محسن ببيت لها وجرى المقال المعين
فصلى عليه الرب ما العرش مهتز
اللهم صلى وسلم على حبيب الله