عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2015, 04:32 PM   #4
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: سعدُ إن جئتَ ثنيّاتِ اللُوَيْ




الأديبة الأريبة الصوفية
عائشة الباعونية عاشت قبل 500 سنة

هي من قرية باعون في محافظة عجلون، عاشت معظم حياتها في دمشق، وتلقت العلم والتصوف فيها، ثم رحلت إلى مصر القاهرة، ونالت حظاً وافراً من العلم الشافعية، الصوفية، لها نفحات صوفية وجدانية، صاحبة شرف ونسب.
وهي من عائلة عريقة بالعلم؛ فجدها قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن ناصر بن خليفة الباعوني، وأبوها القاضي يوسف الباعوني؛ كذا قال ابن العماد الحنبلي (شذرات الذهب 4/ 330.).
كانت عائشة الباعونية امرأة فاضلة، أديبة، لبيبة، عاقلة، شاعرة مجيدة، صالحة متصوفة، تعرف بالشيخة أم عبد الوهاب، وفقيهة أجيزت في الإفتاء والتدريس، قالت زينب العاملي في الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص 293: (كان على وجهها من الجمال لمحة جمَّلها الأدب، وحلَّتها بلاغة العرب، فجعلتها بغية ومنية الراغبين).
وقد وصفت نفسها فقالتنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة كان مما أنعم الله به عليّ أنني- بحمده- لم أزل أتقلب في أطوار الإيجاد، في رفاهية لطائف البَر الجواد، إلى أن خرجت إلى هذا العالم المشحون بمظاهر تجلياته، الطافح بعجائب قدرته وبدائع آياته، المشوب موارده بالأقذار والأكدار، الموضوع بكمال القدرة والحكمة للابتلاء والاختبار، دار ممر لا بقاء لها إلى دار القرار، فربّاني اللطف الرباني في مشهد النعمة والسلامة، وغذاني بلبان مدد التوفيق لسلوك سبيل الاستقامة، وفي بلوغ درجة التمييز أهلني الحقُّ لقراءة كتابه العزيز، ومنّ عليّ بحفظه على التمام، وليَ من العمر حينئذ ثمانية أعوام، ثم لم أزل في كنف ملاطفات اللطيف، حتى بلغت درجة التكليف)، كذا نقل كلامها عن نفسها نجم الدين الغزي في الكواكب السائرة 1/288، ووصفها الغزي فقال: (الشيخة، الأريبة، العالمة العاملة، أم عبد الوهاب، الصوفية، الدمشقية- لأنها سكنت دمشق- بنت الباعوني، أحد أفراد الدهر، ونوادر الزمان؛ فضلاً، وعلماً، وأدبا،ً وشعراً، وديانةً، وصيانة) انتهى.
وقال ابن العماد شذرات الذهب 8/ 111: (نالت من العلوم حظاً وافراً، وأجيزت بالإفتاء والتدريس) انتهى.
تُعدّ من الشعراء العثمانيين، وقد بلغت في الشعر مبلغاً عظيماً، حتى عدّ العارفون بالأدب عائشة بين المحدثين من الشعراء والأدباء تزيد عن الخنساء بين الجاهليين، ومن شعرها في مدح النبي :
ولعمري كل حسن في الورى قاصر عن حسن جدّ الحسني
صاحب الجاه الذي لا يحتمى بسواه يوم تطوى الأرض طي
ومن شعرها في الرسول  أيضاً:
فلا خوف وأنت أمان قلبي ولا سقم وأنت ليّ الطبيب
ولا حزن وأنت سرور قلبي ولا سؤل وأنت لي الحبيب
وأجمل قصائدها البديعية، التي سارت بذكرها الركبان، وفاقت بمعانيها على سائر أهل البديع وذوي العرفان، قالت فيها: (الحمد لله، محلي جياد الأفهام بعقود مدح الشفيع، ومجلي سلامة الأذواق بمكرر ذكره الرفيع..... الخ)، وهي 131 بيتاً، مطبوعة مع شرحها المسمّى الفتح المبين في مدح الأمين.
مؤلفاتها: كانت تعد من الخطاطات المبدعات، فقد كتبت بخطها مؤلفاتها، وذكرها عمر كحالة معجم المؤلفين 2/ 29؛ ومنها: ديوان شعر بديع في المدائح النبوية كله لطائف. مولد جليل للنبي e اشتمل على فرائد النظم والنثر. الملامح الشريفة في الآثار اللطيفة، يشتمل على إنشادات صوفية ومعارف ذوقية. الفتح المبين في مدح الأمين، يشتمل على كلمات لدنية ومعانٍ سنية. فتوح الحق في مدح سيد الخلق. القول الصحيح بتخميس بردة المديح. لوامع الفتوح في أشرف ممدوح. نفائس الغرر في مدح سيد البشر.
وفاتها: توفيت في القرن العاشر الهجري، سنة 922 هجرية الموافقة 1516 للميلاد، ذكره الغزي في الكواكب السائرة 1/ 292 ،رحمها الله رحمة واسعة



ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس