عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2015, 01:54 PM   #16
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: «داعش».. الأصل إخواني




كانت مدينة الرقة السورية قد سقطت منذ فترة تحت حكم العديد من الفصائل السورية المسلحة، حيث وجودت على أرضها «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» وفصائل أخرى.
وبعد الإعلان عن الدولة الإسلامية بايع القسم الأكبر من «جبهة النصرة» أبوبكر البغدادى، وشكلوا على الفور النواة الأساسية لتنظيم «داعش» فى هذه المنطقة، ومع بداية شهر يوليو 2013 بدأ التنظيم بمواجهات عسكرية مع بقية الفصائل وسعى إلى تفكيكها والقضاء عليها*.
وفى الأول من أغسطس 2013، استطاع التنظيم أن ينتصر على «لواء أحفاد الرسول» فى معركة استمرت 13 يوماً، وبتاريخ 13 أغسطس، نجح التنظيم فى تفجير سيارة مفخخة داخل مقر اللواء أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، مما دفع العديد من التنظيمات الأخرى إلى الهجرة والانسحاب من الرقة، التى سيطر عليها تنظيم «داعش» وفرض سطوته عليها واتخذها عاصمة للدولة الإسلامية بعد أن طهَّرها تماماً من جميع القوى الأخرى فى 12 يناير 2014.
بعد ذلك قامت «داعش» بإعدام الآلاف من السكان والمقاتلين، كما قام التنظيم باعتقال أكثر من 1200 من أبناء المدينة*.
وبعد أن انحاز أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة إلى موقف «جبهة النصرة» ورفض قرار أبوبكر البغدادى بضم الجبهة إلى «الدولة الإسلامية فى العراق» وإضافة اسم الشام إلى الدولة، كان رد البغدادى حاسماً وقوياً، إذ أذاع رسالة صوتية تم بثها فى مايو 2013 اتهم فيها أيمن الظواهرى بارتكاب مخالفات شرعية، وقال فى رسالته «إنى خُيِّرت بين حكم ربى وحكم الظواهرى فاخترت حكم ربى».
وفى يونيو 2013 بثَّت مواقع التواصل الاجتماعى رسالة للظواهرى طالب فيها بأن يعمل كل تنظيم فى مقر نشأته، وأن يتوقف الخلاف الناشب بين التنظيمين فى العراق وسوريا*.
كما أصدر بياناً أذاعته قناة «الجزيرة» فى 8 نوفمبر 2013 دعا فيه إلى إلغاء قيام «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» وقصرها على العراق فقط، كما أكد دعمه ل«جبهة النصرة» بزعامة محمد الجولانى، وقال إن الجبهة لا تزال فرعاً لتنظيم القاعدة فى سوريا، وليست فرعا للدولة الإسلامية «داعش».
وقد تضمن التسجيل الصوتى لأيمن الظواهرى قوله*: «تُلغى دولة العراق والشام الإسلامية ويستمر العمل باسم دولة العراق الإسلامية»، كما قال*: «إن جبهة النصرة لأهل الشام تُعَدُّ فرعاً مستقلاً لجماعة قاعدة الجهاد تتبع القيادة العامة»، وقال*: «إن الولاية المكانية لدولة العراق الإسلامية هى العراق، والولاية لجبهة النصرة لأهل الشام هى سوريا».
لقد أعلن «الظواهرى» عن غضبه الشديد وقال*: «لقد أخطأ الشيخ أبوبكر البغدادى بإعلان دولة العراق والشام الإسلامية دون أن يستأمرنا أو يستشيرنا، بل دون إخطارنا، كما أخطأ الشيخ محمد الجولانى بإعلانه رفض دولة العراق والشام الإسلامية وإظهار علاقته بالقاعدة دون أن يستأمرنا أو يستشيرنا، ودون إخطارنا».
لقد أراد «الظواهرى» من وراء رسالته تحريض قواعد التنظيم ضد أبوبكر البغدادى، وهو أمر ترك آثاراً سلبية لدى «البغدادى» وقيادات «داعش»، مما دفعه إلى الرد على بيان «الظواهرى» فى اليوم نفسه، الثامن من نوفمبر 2013.
لقد قال أبوبكر البغدادى، فى بيانه، متحدياً «الظواهرى»: «الدولة الإسلامية فى العراق والشام باقية ولن نساوم عليها أو نتنازل عنها».
كانت الرسالة واضحة ومختصرة ومحددة، وكان ذلك يعنى نقلاً للصراع مع «القاعدة» ومع تنظيم النصرة إلى العلن، خاصة أن «البغدادى» سبق أن أعلن، فى رسالة صوتية بُثت فى أبريل من نفس العام، أن «جبهة النصرة هى امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها»، معلناً «إلغاء اسم دولة العراق الإسلامية وإلغاء اسم جبهة النصرة وجمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش*)‬».
لقد قال «أبوبكر البغدادى» وقتها إنه «استشار أهل الحِلَّ والعقد فى دمج التنظيمين وإنهم باركوا هذه الخطوة»، إلا أن محمد الجولانى، زعيم تنظيم النصرة، كذَّب «البغدادى» وقال إنه «لم يُستشر فى هذا الأمر، بل إن كبار علماء النصرة لم يُبلغوا بخبر الدمج إلا عبر وسائل الإعلام».
كان طبيعياً أن ينعكس الصراع الحاد على قواعد التنظيم فى سوريا تحديداً، مما أحدث انقساماً بين مقاتلى الجبهة على الأرض السورية، وزاد من حدة الانقسام إعلان «الجولانى» تجديد بيعته للظواهرى، معتبراً أن بيعته السابقة ل«البغدادى» كانت بصفته ممثلاً للظواهرى فى العراق*!!‬
أصر أبوبكر البغدادى على رفض الانصياع لنصيحة «الظواهرى» وقرر تعزيز وجود «داعش» فى سوريا، فبدأت «داعش» السورية فى تصعيدحربها ضد جبهة النصرة أولاً، ثم ضد بقية فصائل المعارضة ثانياً، مما أثار قائد جبهة النصرة، الذى وصف ما تقوم به «داعش» على الأرض السورية بأنها أفعال إجرامية وكافرة، وقد اضطُرت «داعش» إلى الرد على لسان الناطق باسمها بالتهديد «بسحق كل مَنْ يختلف معها»، وعرضت جائزة مالية لكل مَنْ «يقطع رأس مقاتل من جبهة النصرة».
ومع تزايد الخلافات بين التنظيمين، دعا أيمن الظواهرى، فى يناير 2014، إلى إقامة مجلس لحل الخلافات، استناداً إلى مبادئ الشريعة والفقه الإسلامى لتوحيد جهود الحرب ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، إلا أن أبوبكر البغدادى رفض دعوة «الظواهرى» وأصر على المضى فى طريق إقامة «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» كما رفض طلب الظواهرى والجولانى بتأجيل البت فى هذا القرار إلى ما بعد سقوط نظام «الأسد»، مما اضطر القيادة العامة لتنظيم القاعدة إلى إصدار بيان فى فبراير 2014 نفت فيه أى علاقة لها بتنظيم* (‬داعش*)‬، وأعلنت فى بيان موقَّع باسم «جماعة قاعدة الجهاد» بوقف العمل والتواصل مع هذا التنظيم*.
وقال البيان*: إن تنظيم «داعش» ليس فرعاً من «القاعدة» ولا تربطه بها علاقة تنظيمية، وإن التنظيم قطع علاقته مع «داعش»، عقب عصيانه للأوامر الصادرة من زعيم التنظيم أيمن الظواهرى.
ومنذ هذا الوقت أصبح الصراع مفتوحاً بين ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وبين تنظيم القاعدة وجبهة النصرة فى سوريا، ومع تزايد حدة الصراع ونجاح «داعش» فى اجتياح العديد من مواقع جبهة النصرة فى سوريا، بدأت العديد من فروع «القاعدة» فى بلدان العالم العربى والإسلامى تعلن ولاءها لتنظيم «داعش» وتبايع أبوبكر البغدادى (‬خليفة للمسلمين*)‬، حتى وصل الأمر إلى ما سمى تنظيم «أنصار بيت المقدس» فى مصر وبعض المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية*!!‬


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس