عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2015, 01:53 PM   #3
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: «داعش».. الأصل إخواني



فى عام 2007 انتقل أبوحمزة المهاجر «أبوأيوب المصرى» إلى منطقة الثرثار الصحراوية التى تقع على مسافة لا تزيد على عشرة كيلومترات من تكريت، وظل يتنقل فى أكثر من منزل إلى أن رصدته المخابرات الأمريكية وكان يختبئ فى أحد المنازل مع «أبوعمر البغدادى» فقامت بشن عملية مشتركة مع القوات العراقية يوم الاثنين 10 أبريل 2010، وبعد اشتباكات عنيفة واستدعاء للطائرات تم قصف المنزل، وأسفرت المعركة عن مقتل «أبوعمر البغدادى» زعيم «الدولة الإسلامية فى العراق» ومعه أبوحمزة المهاجر «أبوأيوب المصرى»، وبعد عرض صورهما صدر بيان من الجيش الأمريكى قال فيه*: «إن مقتل هذين الإرهابيين قد يشكل ضربة قاصمة للقاعدة فى العراق»*.
فى هذا الوقت قامت السلطات العراقية باعتقال «حسناء اليمنية» زوجة أبوحمزة المهاجر، وأولاده الثلاثة «محمد ومريم وفاطمة»، ثم أفرجت عن الأبناء، إلا أن الحكومة رفضت الإفراج عن «حسناء» اليمنية، إلا بعد تدخل الخارجية اليمنية والعديد من المنظمات الحقوقية، بعد أن أثبتت أن «حسناء» لم تكن تعرف حتى مجرد الاسم الحقيقى للرجل الذى تزوجها بوثائق مزورة وأنجبت منه أطفالاً نسبتهم إلى أب يعيش باسم وهمى. لقد قُتل أبوحمزة المهاجر ولكن ظل سره مثار علامات استفهام فى هذا الوقت، كيف تحول عبدالمنعم بدوى إلى يوسف حداد لبيب المدرس فى صنعاء ثم إلى محمد فؤاد حسن السيد هزاع الشهير بالشيخ يوسف هزاع وتنقل بين عدة دول بهذا الاسم، ليصل به الأمر بعد ذلك إلى قيادة تنظيم القاعدة فى العراق تحت اسم أبوحمزة المهاجر «أبوأيوب المصرى»،!
لقد جاءت الإجابة على لسان «إبراهيم محمد صالح البناء» القيادى البارز بتنظيم القاعدة فى اليمن، الذى كشف الحقيقة كاملة فى التحقيقات التى أجرتها معه السلطات اليمنية فى يوم الأربعاء 25 أغسطس 2010 فى أعقاب القبض عليه مباشرة*.
لقد اعترف إبراهيم صالح بأنه استقبل عبدالمنعم بدوى فى اليمن، بعد أن وصل إليها هارباً من مصر بجواز سفر باسم «يوسف حداد لبيب»، وكان مسئولاً عن تدريبه، وهو من رشحه لقيادة تنظيم القاعدة فى العراق بحكم قربه من الرجل الثانى فى التنظيم العالمى أيمن الظواهرى فى هذا الوقت*.
وقد تولى عبدالمنعم البدوى بعد ذلك تدريب الوافدين، واشترك مع إبراهيم البناء فى تأسيس جناح مخابرات الجماعة، وقال «البناء» فى التحقيقات «إنه استطاع مع عبدالمنعم بدوى أن يعدا جيشاً قوياً، خاصة فصيل المخابرات الذى ظل يقود إلى أن تولى قيادة التنظيم فالعراق خلفاً لأبومصعب الزرقاوى.
وعندما سأله المحقق عن عبدالمنعم بدوى وهل هو أبوأيوب المصرى قائد تنظيم القاعدة فى العراق، قال إبراهيم البنَّاء*: نعم اسمه الأصلى كان عبدالمنعم عزالدين على البدوى وكنيته الحقيقية أبوالدرداء، وقبل أن يسافر إلى أفغانستان عام 2000+ قمت بتزوير جواز سفر له باسم «أبوأيوب المصرى» الحقيقى.. وقد انتحل عبدالمنعم اسمه وكنيته أيضاً*.
وقال*: «فى عام 6991 عندما تكاسل أحمد النجار عن قيادة الجماعة، ولم يحقق النتائج المرجوة، قام أيمن الظواهرى بإقصائه وأمر بترحيله إلى «تيرانا فى ألبانيا» وأقام بمنطقة «روبابرزول»، وأسند قيادة التنظيم لى، ووقتها أعددت له جواز سفر باسم أحمد رجب محمد فودة وسافر ومعه عدد من الشباب، وقمت أيضاً بتزوير جوازات سفرهم وانضموا جميعاً إلى الجماعة فى ألبانيا*.
سأله المحقق*.. وماذا فعلت بعد أن توليت قيادة الجماعة فى اليمن؟
فأجاب*: «اتحدنا أنا وعبدالمنعم وأسسنا الجماعة على نهج منظم جدًّا، وبدأنا فى التغلغل بين القبائل فى اليمن، وكوَّنا شبكة علاقات لا بأس بها بمشايخ القبائل البدوية، خاصة الحوثيين، وكنا نبيع لهم السلاح ونستعين بهم فى تدبير المأوى لأفراد الجماعة، ثم التنظيم حتى وقت قريب، وأيضاً تمكَّنَّا من ضم عدد كبير جدًّا من أبناء القبائل اليمنية والمجاهدين الهاربين من سلطات الأمن».
وكشف إبراهيم البنَّاء أن عبدالمنعم غادر اليمن ومعه محمد الظواهرى، واستقرا فى أفغانستان قبل أن يغادرا إلى العراق، وقال*: «إن عبدالمنعم هو المرجع المعلوماتى عن التنظيم وإن أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى كانا يستقيان معلوماتهما من عبدالمنعم بدوى ومحمد الظواهرى، وإن عبدالمنعم كان مديراً للفصيل المخابراتى لجميع فروع التنظيم فى العالم، وإنه لهذا السبب رشحه ودعمه لدى أيمن الظواهرى لتولى قيادة التنظيم خلفاً للزرقاوى.
بعد الإعلان رسميًّا عن مقتل أبوعمر البغدادى، تم فى 16 مايو 2010 توجيه الدعوة على الفور إلى مجلس شورى الدولة الإسلامية فى العراق لانتخاب قيادة جديدة، فجرى انتخاب «أبوبكر البغدادى» عضو مجلس شورى التنظيم أميراً والناصر لدين الله سليمان وزيراً للحرب*.
لقد كانت مهمة أبوبكر البغدادى قبل أن يتولى موقعه الجديد هى تسهيل انضمام العناصر الإرهابية المتطرفة إلى التنظيم، خاصة العناصر المقبلة من سوريا والمملكة العربية السعودية*.
وكان «البغدادى» يتولى بنفسه الإشراف على عمليات خطف الأفراد والمجموعات المخالفة لأفكار التنظيم، وكان يُخضعهم للمحاكمة أمام «المحكمة الإسلامية» أو «المحكمة الشرعية» التى كانت فى أغلب الأحيان تُصدر أحكامها بالإعدام فيأمر «البغدادى» بتنفيذها علناً؛ لبث الخوف بين المواطنين*.
وبعد أن سطع نجمه فى عام 2010 وقام بعمليات إرهابية كان لها تأثيرها الكبير على الأرض فى العراق، لفت الأنظار وأصبح يُنظر إليه على أنه يشكل خطراً كبيراً على الأوضاع*.
فى نهاية عام 2011، كانت حركات التمرد ضد الرئيس السورى بشار الأسد قد بدأت تشهد تطوراً غير مسبوق، وبدا أن المؤامرة تهدف إلى إسقاط النظام وإسقاط الدولة السورية وتقسيمها إلى دويلات طائفية وعرقية*.
فى هذا الوقت كانت ما سُمِّيت «الثورة السورية» قد حظيت باهتمام واسع فى أوساط مقاتلى «الدولة الإسلامية فى العراق»، وبدأت أعداد من السوريين تهرب فى الخفاء وتمضى إلى سوريا للانضمام لحركات التمرد*.
كان العقيد حجى بكر وهو من ضباط الجيش العراقى فى زمن صدام حسين هو اليد اليمنى لأبوبكر البغدادى فى هذا الوقت وقبل أن يلقى مصرعه فى يناير 2014 فى سوريا*.
لقد نصح «أبوبلال» وهذه هى كنيته «أبوبكر البغدادى» بأن يتخذ إجراءات حاسمة تحول دون تسرب المقاتلين الواحد تلو الآخر إلى سوريا، مما يهدد استمرار «الدولة الإسلامية فى العراق» بكامل قوتها*.
وقد أصدر أبوبكر البغدادى فى هذا الوقت قراراً يقضى بأن أى شخص يغادر إلى سوريا يُعتبر منشقاً وخارجاً على نظام الدولة*.
ومع تزايد حدة العنف فى سوريا، ازداد الغليان داخل مقاتلى «الدولة الإسلامية فى العراق»، فنصح العقيد حجى بكر أمير الدولة «أبوبكر البغدادى» بأن يلجأ إلى فكرة تشكيل مجموعة من غير العراقيين تشارك فى الحرب ضد نظام بشار الأسد*.
وقد تم اختيار «محمد الجولانى»، أحد كبار مساعدى «أبوبكر البغدادى»، ليتولى قيادة هذه المجموعة، خاصة أنه سورى الجنسية*.
وبالفعل سافر محمد الجولانى إلى سوريا وبدأ تشكيل «جبهة النصرة لأهل الشام» بستة أفراد من المقاتلين، ثم بدأ الكثيرون ينضمون إليها مع بداية الإعلان، وقد أثار ذلك قلق «أبوبكر البغدادى»، خاصة بعد أن راح اسم «محمد الجولانى» يزاحم اسمه، وبدأ المقاتلون من السعودية وليبيا وتونس والجزائر والمغرب واليمن والخليج يتدفقون للانضمام إلى صفوف الجبهة*.
فى هذا الوقت قدَّم العقيد حجى بكر نصيحة أخرى إلى «أبوبكر البغدادى» طالبه فيها بوضع حد لتسرب المقاتلين إلى داخل الحدود السورية والانضمام إلى «جبهة النصرة»، وقبل أن يُصدر البغدادى قراره بحل «جبهة النصرة» وإعلان قيام «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» بثلاثة أسابيع، بعث بالعقيد حجى بكر إلى سوريا للبدء فى تشكيل فصيل مناوئ لتوجهات ومواقف «محمد الجولانى» يكون مستعداً لمواجهته حال رفضه الانصياع لتعليمات «أبوبكر البغدادى».
وقد نجح العقيد حجى بكر، خلال أيام معدودة، فى جذب قادة تحت سلطتهم نحو قرابة ألف مقاتل وأخبرهم سرًّا بوقت إعلان حل «جبهة النصرة» حتى يكونوا مستعدين للمواجهة*. وأبلغ العقيد حجى بكر بقية قادة جبهة النصرة بوجود الأمير أبوبكر البغدادى فى سوريا حتى يهيئهم لتقبُّل قرار الحل والمبايعة*.
وفى التاسع من أبريل 2013 بثَّت شبكة «شموخ الإسلام» رسالة صوتية من «أبوبكر البغدادى» يعلن فيها دمج «جبهة النصرة» مع «دولة العراق الإسلامية فى العراق والشام» تحت اسم «داعش».
كان الخبر صادماً لمحمد الجولانى أمير «جبهة النصرة» والمقربين منه، فثاروا وأعربوا عن غضبتهم ورفضهم لهذا القرار الذى قيل إن «البغدادى» اتخذه دون التشاور معهم*.


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس