عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2015, 01:49 PM   #14
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: «داعش».. الأصل إخواني




لقد ثارت فى العراق تساؤلات كثيرة فى هذا الوقت حول حقيقة العلاقة بين أبوبكر البغدادى وأجهزة الاستخبارات الأمريكية التى كانت موجودة على أرض العراق، غير أن الشهادة التى أدلى بها «دوارد سندون»، الموظف السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكى، كشفت عن أن أبوبكر البغدادى تم تدريبه من قِبل ال«سى.آى.إيه» عندما كان معتقلاً فى عام 2004، حتى أصبح موظفاً فى وكالة الاستخبارات الأمريكية، وتلقى تدريبات خاصة جنباً إلى جنب مع عناصر أخرى من نفس التنظيم*. ويقول «سندون»، الهارب إلى روسيا: إن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل تعاونت معاً لخلق منظمة مسلحة قادرة على جذب المتطرفين من مختلف دول العالم إلى الالتقاء فى مكان واحد، حول استراتيجية يُطلَق عليها «عش الدبابير» من أجل حماية إسرائيل وخلق تنظيم «سنى» متطرف ومعادٍ لجميع الجهات الأخرى بالمنطقة. وكان يُنظر لهذا العمل، كما يرى «سندون»، على «أنه الحل الوحيد لحماية إسرائيل وخلق عدو خارج حدودها يستطيع مهاجمة الدول العربية المعادية لإسرائيل»!! وهو ما يفسر عدم وجود أى خطة لدى «داعش» للعداء أو القتال مع إسرائيل*.
كان أبومصعب الزرقاوى، أو «أحمد فاضل نزال الخلايلة» المولود بمدينة الزرقاء الأردنية، يُعَدُّ واحداً من أكثر الشخصيات التى أثرت فى فكر ومسيرة أبوبكر البغدادى. وفى عام 1989 سافر أحمد الخلايلة إلى أفغانستان، حيث شارك فى القتال ضد قوات الاتحاد السوفيتى، وأمضى هناك ثلاث سنوات، وهناك أطلق على نفسه اسم أبومصعب الزرقاوى. حيث كان قد انضم إلى جماعة «التوحيد والهجرة» السلفية المتطرفة، وتتلمذ على يد زعيمها أبومحمد المقدسى.
وعندما عاد إلى الأردن عام 1993، بعد أن قررت الجماعة الإرهابية نقل التجربة إليها، كان جهاز المخابرات العامة الأردنية يتابع خطواته وسعيه إلى بناء التنظيم والتحضير للقيام بعمليات عنف واسعة ضد منشآت أردنية وأجنبية فى البلاد، ونجح فى هذا الوقت فى تأسيس أول تنظيم جهادى سلفى فى الأردن عُرف إعلاميًّا باسم «بيعة الإمام»، أو «تيار الموحدين» وكان من أهدافه*: تكفير النظام الحاكم، والكفر بالمشاركة السياسية كوسيلة من وسائل التغيير، فتم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة عام 4991 حيث صدر ضده حكم بالسجن خمسة عشر عاماً، وصدرت أحكام أخرى ضد بعض المتطرفين الذين أُلقى القبض عليهم معه ومنهم أبومحمد المقدسى، وعصام البرقاوى وسميح زيدان وأبوقتيبة المجالى.
وداخل السجن حدثت خلافات فى سبل المواجهة مع الأنظمة الحاكمة بين محمد المقدسى وأبومصعب الزرقاوى، حيث كان الزرقاوى يرفض أية محاولات للتغيير السلمى، وكان يرى أن الحل فى العنف المسلح ومحاربة مَنْ كان يسميهم بالكفرة والمرتدين*. كان «الزرقاوى» يعلن أن برنامجه هو المجموع المفصل فى قول النبى صلى الله عليه وسلم*: «بُعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يُعبد الله وحده»، ويقول*: «لا نؤمن بالسياسة على الطريقة المعهودة عند بعض الجماعات ذات التوجه الحزبى التى ترفع الإسلام شعاراً لها، ثم تراها داخلة فى البرلمانات وتشارك الطغاة فى إشغال المناصب التى تحتكم لغير شرع الله، كما أن المشاريع السياسية لبعض الجماعات فيها متاهات مريرة ومخالفات كثيرة، ولهم تطبيقات منحرفة بعيدة كل البعد عن الدين». وبعد قضائه عدة سنوات فى السجون، كان «الزرقاوى» واحداً ممن شملهم قرار العضو الصادر من العاهل الأردنى الملك حسين فتم الإفراج عنه، ليغادر بعدها إلى منطقة «بيشاور» على الحدود بين باكستان وأفغانسان حيث تولى فى عام 2000 الإشراف على معسكر لتدريب «القاعدة*».
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دخل «الزرقاوى» العراق بشكل غير شرعى بعد الاحتلال الأمريكى للعراق، والتحق بمعسكر تدريب فى شمال العراق مع جماعة «أنصار الإسلام»، ثم شارك بعد ذلك فى تأسيس تنظيم «التوحيد والجهاد فى بلاد الرافدين» وفى أكتوبر عام 2004 بايع «الزرقاوى» أسامة بن لادن وبعدها بدأ فى تأسيس تنظيم «القاعدة فى بلاد الرافدين». ومنذ هذا الوقت بدأ «الزرقاوى» يظهر فى العديد من التسجيلات يعلن مسئوليته عن الهجمات والتفجيرات التى كان يقوم بها فى مناطق مختلفة من العراق*.
وفى العام 2004، ذبح أبومصعب الزرقاوى أحد الرهائن الأمريكيين فى العراق ويدعى «يوجين أرمسترونج»، وذلك بجزِّ عنقه بسكين فى فيديو مصور قامت جماعة التوحيد والجهاد بنشره على الإنترنت*.
وقد رصدت الولايات المتحدة مبلغ 10 ملايين دولار لمن يدلى بأية معلومات تقود إلى اعتقاله، ومن العراق أرسل «الزرقاوى» خلايا مسلحة تقوم بعمليات نوعية فى الأردن، ونجم عن ذلك ما سُمِّى بتفجيرات عمان 2005، التى استهدفت ثلاثة فنادق رئيسية، ومثلت أكبر تحدٍّ للمملكة*. سعى أبومصعب الزرقاوى إلى جمع فصائل التنظيمات الجهادية المتصارعة فى إطار إعلان ما سُمِّى ب«مجلس شورى المجاهدين» فى العراق الذى تم الإعلان عنه فى 15 يناير 2006، وفى هذا الوقت تم اختيار أبوعمر البغدادى أميراً للمجلس الذى ضم كلاًّ من تنظيمات قاعدة الجهاد فى بلاد الرافدين، وجيش الطائفة المنصورة، وسرايا أنصار التوحيد، وسرايا الجهاد الإسلامى، وسرايا بلاد الرافدين، وسرايا الغرباء، إضافة إلى كتائب الأهوال وجيش أهل السنة والجماعة*.. فى صباح 7 يونيو 2006، أعلن رئيس الحكومة العراقية فى هذا الوقت نورى المالكى عن مقتل أبومصعب الزرقاوى زعيم تنظيم «القاعدة فى بلاد الرافدين»، وفى هذا الوقت تم انتخاب أوحمزة المهاجر، الملقب ب«أبوأيوب المصرى» أميراً للتنظيم فى منتصف أكتوبر 2006.
أبوحمزة المهاجر
لم يأتِ اختيار أبوحمزة المهاجر أو «أبوأيوب المصرى» من فراغ، فالرجل له تاريخ إرهابى طويل يؤهله لقيادة التنظيم*. وفى الخامس عشر من شهر يونيو 2006، أعلن الجنرال ويليام كالدويل، المتحدث باسم الجيش الأمريكى فى العراق فى مؤتمر صحفى أن أبوأيوب المصرى هو فى الحقيقة «أبوحمزة المهاجر»، وأنه أصبح زعيماً لتنظيم القاعدة فى العراق بعد مقتل «أبومصعب الزرقاوى»، وعرض الجنرال «كالدويل» صورة لزعيم «القاعدة» الجديد، وقال «إن الجيش الأمريكى يلاحق هذا الرجل، وإنه تم رصد خمسة ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدى إلى القبض عليه». فى هذا الوقت وعقب نشر صورة «أبوأيوب المصرى» أعلنت مصادر أمنية مصرية أن صاحب هذه الصورة هو الإخوانى السابق والقيادى فى جماعة الجهاد «محمد فؤاد حسن السيد هزاع، الشهير بالشيخ شريف هزاع».
وكان من المثير للاهتمام أن تعلن الجهات الأمنية أن «هزاع» لا يزال نزيلاً فى سجن استقبال طرة منذ سبع سنوات ولم يخرج من السجن أصلاً حتى يذهب إلى العراق، وأن المعلومات الخاصة به تقول إنه من مواليد شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وإنه مسجون برقم قيد 4512 وفصيلة دمه (‬B) ويحمل بطاقة أحوال مدنية رقم 3716 المنوفية وصادرة بتاريخ 26 مايو 1990.
وقد أشارت المصادر الأمنية إلى أن محمد فؤاد حسن السيد هزاع، الشهير بشريف هزاع، كان عضواً فى تنظيم «الإخوان» ثم انتقل إلى التيار السلفى وبعدها انضم إلى التنظيمات الجهادية التى التقى بعدد من قياداتها فى أفغانستان، ثم عاد إلى مصر حتى تم القبض عليه فى أغسطس 1999، وتم توجيه الاتهام إليه بالانضمام إلى تنظيم «العائدين من ألبانيا» وتم تقديمه للمحاكمة العسكرية، حيث قضت المحكمة ببراءته، فصدر قرار باعتقاله، وظل يتنقل بين السجون المصرية إلى أن استقر به الحال فى سجن استقبال طرة. بعد نشر خبر مقتله فى العراق، ملحقاً بصورته الحقيقية، أرسلت زوجته «أم بلال» بياناً مكتوباً إلى الصحافة ووسائل الإعلام أبدت فيه دهشتها من الأنباء التى تقول إن زوجها قد قُتل فى العراق، وأكدت أنه لا يزال فى سجنه وأنه لا صحة للأنباء التى تقول إنه قُتل فى العراق وقد كان يقود تنظيماً إرهابياً فى العراق*.
تركيا وفرت كافة أنواع الدعم للتنظيم الإرهابى بهدف استعادة نفوذها فى المنطقة بعد فشل سياستها الخارجية فى مصر وسوريا
وقال «أم بلال» فى البيان المنسوب إليها، إن زوجها يعانى انسداداً فى شرايين القلب وارتفاعاً فى ضغط الدم والتهاباً فى الغضاريف بالعمود الفقرى، وهو لا يستطيع الحركة، وحالته حرجة للغاية*.
غير أن المفاجأة الخطيرة جاءت من اليمن، جاءت على لسان الزوجة اليمنية «حسناء*.‬ع.ح» التى اكتشفت أن زوجها «أبوأيوب المصرى» يحمل جواز سفر باسم محمد فؤاد حسن السيد هزاع، بالرغم من أنه تزوجها فى صنعاء عام 1998 بجواز سفر يحمل اسم «يوسف حداد لبيب».
إن الأغرب من كل ذلك أنه ليس محمد هزاع ولا يوسف لبيب، ولكن اتضح أن اسمه الحقيقى هو عبدالمنعم عزالدين على البدوى من مواليد محافظة سوهاج فى صعيد مصر عام 1968، وقد تدرج فى المواقع القيادية فى تنظيم الجهاد، ثم انضم إلى تنظيم القاعدة فى اليمن وأصبح من قيادات التنظيم فى العراق، ثم أميراً لمجلس شورى التنظيم، وتم اختياره خليفة لأبى مصعب الزرقاوى بالإجماع فى يوليو 2006.
وقد نجا أبوحمزة المهاجر أو «أبوأيوب المصرى» من محاولة لقتله، حيث تمكنت القوات الأمريكية والعراقية من قتل الشخص الذى كان مرافقاً ل«أبوحمزة المهاجر» وتمكن من الهرب، فى حين تم اعتقال زوجته اليمنية «حسناء»، وبعدها انتقل إلى الفلوجة لفترة قصيرة ثم إلى منطقة «زوبع» فى «أبوغريب».
بعد إعلان قيام «الدولة الإسلامية فى بلاد العراق» تحت رئاسة «أبوعمر البغدادى»، تم اختيار أبوحمزة المهاجر وزيراً للحرب ونائباً أول لرئيس دولة العراق الإسلامية، بعد أن سبق له أن أعلن مبايعته لعمر البغدادى، زعيم تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين، ليحدث بذلك اندماج كامل بين تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين مع التنظيم الذى يقوده أبوعمر البغدادى تحت اسم «الدولة الإسلامية فى العراق». وقد استطاع عمر البغدادى أن يعيد بناء قواعد التنظيم وأن ينشر دعوته فى العديد من مناطق العراق المختلفة، وقد ارتكب فى هذا الوقت مجازر إرهابية بشعة ضد معارضيه وفى مناطق أخرى متعددة فى العراق*.


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس