لقد نشرت مواقع أمريكية عديدة قصة هذا الطفل الذى وُلد مشوهاً لأسباب جينية وصحية مختلفة، إلا أن* «داعش» راحت تبث الذعر بين الشباب وتطالبهم بسرعة اللحاق بقطار الآخرة قبل فوات الأوان*.
ويقوم التنظيم بالترويج لحلم الخلافة على أوسع نطاق إعلامى، محاولاًَ* بذلك إعادة إنتاج التاريخ بأحداثه ووقائعه، بل حتى عندما أصدر صحيفة* «دابق» فقد كان يهدف إلى نسبتها لمعركة* «مرج دابق»، التى انتصر فيها السلطان سليم الأول على قنصوة الغورى بالقرب من حلب وبموجبها فُتحت الشام*.
لقد استطاع* «داعش» استقطاب الشباب والنساء من أصحاب نزعات العنف والتطرف ليكونوا فاعلين أصليين فى لعبة الدم والموت التى باتت تجذب البعض من الساخطين والمرضى النفسيين والباحثين عن العيش داخل مجتمعات* تمنحهم الحق فى الخروج عن المألوف والسعى إلى بناء عالم آخر مختلف عن صورة الحياة التى عاشوها فى مجتمعاتهم*.
إن مثال الضابط السابق بالشرطة* «أحمد الدروى» الذى كان مرشحاً لعضوية البرلمان المصرى، هو خير دليل على هذا النمط من السلوك النشاز الذى يدفع هؤلاء إلى المضى قُدماً نحو طريق العنف والدم بلا هوادة*.
لقد فشل* «الدروى» فى الحصول على عضوية البرلمان المصرى عام* 0102، رغم الأموال الضخمة التى قام بصرفها على دعايته الانتخابية، ثم اكتشف فى وقت لاحق أنه مصاب بمرض صداع مزمن أدى إلى مضاعفات صحية خطيرة، فسافر إلى أمريكا لإجراء عملية جراحية ومنها إلى تركيا، ثم إلى سوريا حيث تولى منصب القائد العسكرى لجماعة جند الخلافة الإرهابية باللاذقية*. وبعدها بفترة من الوقت بايع* «الدروى» أبوبكر البغدادى وانضم إلى «داعش»، وقُتل فى عملية انتحارية، بعد أن عيَّنه البغدادى قائداً عسكرياً للتنظيم فى تكريت*. وعندما نشر* «أبومصعب المصرى» القيادى فى تنظيم* «داعش» خبر مقتل الدروى فى شهر أكتوبر الماضى، كانت الصدمة كبيرة لكل من عرفوه، ولم يظن أحد منهم ولو للحظة أن هذا الرجل* «الهادئ الصامت دائماً» يمكن أن يتحول إلى مشروع* «انتحارى وإرهابى» يقتل بلا رحمة ودون وازع من دين أو ضمير*. إن نفس الظاهرة تمتد أيضاً إلى النساء الغربيات اللاتى يتدفقن إلى ساحة القتال ويعلنَّ* انضمامهن ل«داعش»، رغم كافة الظروف القمعية التى تعانيها النساء فى دولة* «داعش».
جاءت* «داعش» لتشكل عنوان هذا الحلم، فقد وُلدت فى ظروف* غامضة، ونجحت فجأة فى اقتطاع مساحة من الأرض من جغرافية سوريا والعراق بطريقة وسرعة أثارت الشكوك، وطرحت علامات الاستفهام، فقد نجحت بمقتضى ذلك فى تأسيس ما أسمته «الدولة الإسلامية فى العراق»، ثم تطور المشروع إلى «الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام»، ثم إلى «الدولة الإسلامية»، ومُنحت البيعة من عناصر التنظيم لأبى بكر البغدادى خليفة* «للمسلمين»!! إن نشأة* «داعش» وتطورها السريع وامتلاكها لآليات الحرب المتقدمة، كانت ولا تزال محل جدل شديد، ومثار اهتمام كبير لدى أجهزة الاستخبارات، التى أدركت أن صناعة هذا التنظيم مرتبطة بأجندات إقليمية ودولية*.