وأضاف نعيم، أن «(الإخوان) لا يختلفون عن (داعش) فكريا»، مشيرا إلى أنهم أصل العنف في العالم، وجميع المنظمات الإسلامية الإرهابية خرجت من رحمها.
ويرى مراقبون أن رفع أنصار جماعة الإخوان رايات تنظيم داعش السوداء، وهتفوا له في حي المطرية الشعبي (شرق القاهرة)، أثناء مظاهرات نظموها يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ضمن فعاليات دعا إليها تحالف يقوده «الإخوان» تحت شعار «قوة في وحدتنا».. لهو خير دليل على أن فكرهم واحد وهو العنف والتخريب.
وصنفت الحكومة المصرية «الإخوان» كجماعة إرهابية، وتشير المعلومات إلى تحول قطاع عريض من شباب جماعة الإخوان والتيار الإسلامي الرافض لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى تبني العنف، وهاجر العشرات من أعضاء جماعة الإخوان إلى سوريا أثناء حكم مرسي، وانضموا إلى تنظيم جبهة النصرة، ثم تحولوا إلى «داعش» لاحقا، وشغلوا مواقع قيادية في التنظيم.
بدوره، فسر الشيخ رسمي عجلان، من علماء الأزهر، العلاقة بين «داعش» وجماعة الإخوان المسلمين، قائلا: «يلتقي (داعش) وجماعة الإخوان في طلبهما بعودة الخلافة الإسلامية، واستخدامهما للعنف وإراقة الدماء والتطرف الفكري»، لافتا إلى أن طلبهما بعودة الخلافة الإسلامية ليس بجديد، وهي ورقة قديمة في الفكر الإخواني، لأنهم يعلمون أن هذه العبارة تجذب العوام والسذج من المسلمين ويغريهم بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لعودة الأمة الإسلامية قوية، فتصبح الدول الإسلامية يد واحدة في وجه التكتلات الدولية الغربية الحديثة، مشيرا إلى أن «هذا كلام لا وجود له على أرض الواقع، فهم يلعبون بمشاعر الناس ويعتمدون في التأثير عليهم على الصورة الجميلة للخلافة الإسلامية في ذاكرة التاريخ والناس، وقديما قال أحد قيادات «الإخوان» لا مانع من أن يحكم مصر - قلب الأمة العربية – وإلى بنغلاديش الجنسية أو باكستانيا، لأن الخلافة قادمة، وسواء كانت عاصمة الخلافة بغداد أو دمشق أو القاهرة.. فهذه هي المصيبة الكبرى أنهم لا يقرأون فقه الواقع وفقه الأولويات ولا حتى ما يدور حولهم من تغيرات سياسية والاقتصادية واجتماعية وتكنولوجية.
وأضاف الشيخ عجلان، وهو عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وله الكثير من الدراسات الخاصة بكيفية مواجهة التطرف والعنف، ل«الشرق الأوسط»: «يلتقي كل من (داعش) وجماعة الإخوان في فكر العنف وإراقة الدماء، والسبب يرجع للتطرف الفكري عند (داعش) وجماعة الإخوان»، لافتا إلى أن «هذا ليس افتراء عليهم، فتاريخ الاغتيالات الإخوانية معروف ومشهور للجميع، وما قاموا به من تفجيرات وقتل وسفك للدماء البريئة في السنوات الثلاث الماضية، لهو أكبر شاهد وأعظم دليل.. وهم عندهم من يفتي بإباحة هذه الأعمال الإجرامية، لأنهم يعتبرون من لا يحكم بكتاب الله فهو كافر، ولأن المجتمع لم يخرج عليه فهو كافر، وقتال الكفار واجب ديني».