عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2014, 08:31 PM   #13
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: Re: أعلام من مكة... السيد محمد عثمان الميرغني الختم الحسيني المكي 1208-1268ه


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العوضابي [ مشاهدة المشاركة ]
ما شاء , ما شاء الله , جزيت خيرا كثيرا يا أخ أبو الحسين , أديت , ووفيت , بارك الله فيك , وسدد خطاك , وكما يعلم الجميع فقد تخللت الزيارة الأولى لسيدنا وحبيبنا الامام الختم رضى الله عنه وأرضاه , التى شرف بها بلدنا الحبيب السودان , كرامات عدة , يا حبذا لو أتيت عليها سريعا لزيادة وتعميم الفائدة .



في ذكر بعض كراماته

فأما كراماته رضي الله عنه فليس يحصرها إلا من لها أبدع ، فلنتبرك بذكر نذر منها ليشنف بها السمع ، هو في معرفة الضمائر قل من يساويه ، بل نقطع بعدم من يقاربه فيها أو يجاريه . فمما له وقع في جزيرة سنار في قرية مملكتهم ، أنه لما قدمها هرع إليه جميع عظمائهم وسفلتهم ، وتلقى منه جل علمائهم وجهلتهم ، وكان فيها رجل يشارإليه بالأصابع ، وجميع أهل السلطة وأهل الدين له محب وتابع ، منتهية له الرياسة في تلك القرى لوسع عمله ، فصار في أعينهم مثله لا يصح أن يرى. فلما سمع هذا العالم بقدوم الأستاذ ، وما وقع له من أولئك من المحبة والتعلق والانقياد أخذته الغيرة أخذا شافيا ، وأرسل إليهم أن كفوا عنه حتى أكون له موافيا ، ولم يفد ذلك منهم شيئا لما رأوه وعاينوا ، فقدم بنفسه إليهم لما رآهم نبذوه وباينوا ، وكان دخوله المشئوم يوم الأربعاء ، فبمجرد وصوله أرسل للأستاذ مشيعا، إنا على محبتكم منطوون ، فغدا إن شاء الله بكم مجتمعون ، ومراده بذلك المناقشة والمناظرة ، لظنه أن ليس أحد مثله في العلوم يصادره ، فجاءت الأحباب للأستاذ يخبرونه بفساد طويته ، وهو أعرف بخبث قصده في سره وعلانيته ، فما بالي به وحياتك حتى ولا اكترث ، ولسان حاله يقول : عما قليل يتحول عماره رث ، فقامت ريح شديدة يوم الخميس منعته القدوم والخروج والتدريس ، فما جاء عليه الظهر إلا وأعلام الحمام عليه بانت ، وأصابته حمة للحمه عن عظامه أبانت ، فأرسل رسوله للأستاذ يعتذر إليه من خلف وعده بالزيارة ، وأمر بوابه خوف الشماتة أن يغلق عليه في الحين داره ، فو الله ما فرغ الناس من صلاة الجمعة في الغد إلا وقد نودي في الناس بطلوع روحه ، فارتعد لذلك كل واحد فانقلب قصده على الضد مما رامه ، وجعل الناس يذمونه ويصفونه بالملامة ، وما درى المسكين أن المحارب لأجله القوى القادر ، وغفل عن من آذى وليا فأنا لمحاربته متصادر،لكن سبقت سوابق الأقدار،وهذا كان سبب لرفع المقدار ، فلا تجد بعد ذلك أحدا من النساء والصبيان ، إلا وألسنتهم دائما تلوذ : بشيء لله ياميرغني محمد عثمان.
ومنها : ما وقع له مع أمير بلد عظيم يقال لها كردفان ، احتوت ولاته على أنواع الظلم والطغيان ، فحل به يدعو إلي الله بالسر والإعلان ، حتى تعلق به وأخذ عنه جميع ما به من رجال ونساء وصبيان ، وخلف بهذا البلد وفي قراه ما ينوف عن المائتين ، كل منهم يدعو بدعاية لله رب العالمين ، فحسده في ذلك البلد من كان قبله منتهية إليه رياستها ، وأغرى عليه وعلى أتباعه السلطنة وقال : عما قليل ستكون عند هذه الرجل مملكتها ، فقام عند ذلك أمير البلدة ينهي الناس عن الاجتماع به ، ويتوعدهم بقتله ونهبه ، وما زادهم ذلك إلا ملازمة وحضروا ، وصاروا حوله صافين عشية وبكورا. فلما رأى الأمير عصيان رعيته عليه ، والواشي دائما يركض فيه ومنه وإليه ، أمر بحبس أعيان أتباعه ولذلك أشاع ، فأغرى الشيخ رضي الله عنه من لم يحبس من الأتباع وقال له : هكذا يفعل الجبابرة بأتباعك ؟ فقال رضي الله تعالى عنه : إني رأيت القطب وكل ولي سالك ، غاروا على هذا الظالم الفاجر ، عزموا عليه وعلى أصل مملكته بقطع الدابر ، وخرج الشيخ رضي الله عنه من ذلك البلد بالعجل ، فما مضى عليهم ثلاثة أشهر إلا وقد أنجز الله الأجل ، فخرجت عليهم الدولة المصرية ، فأفنوا في ساعة واحدة كل من كان من أهل تلك الطوية.
ومنها : أنه لما دخل براري تلك البلاد ، وتعلق به من أهلها ما لايحصره التعداد ، وانتشرت بركته فيهم ، وعمت بجميع أركانهم ونواحيهم ، جاء إليه رجل من أبناء الأولياء الكاملين ، يطلب السلوك ومعه من الناس ما ينوف عن المائتين ، فأناخ ببابه رواحله والركاب ، وحل مئزره وانخضع لذلك الجناب ، أدركته في الحين وقائع الأحوال ، وعد في أيام قليلة من خواص الرجال ، فلما أذن له في السفر والرجوع معه الإذن والخلافة ، وعزم على ذلك وجمع أشتاته وأطرافه ، والحال أن هذا الرجل كالملك عند قبائله ، ضاعت عليه في الليلة التي عزم في بكرتها السفر جميع ركائبه ، وهذا الموضع فيه من اللصوص والقطاع ، ما تخشاه الأبطال ويخافه الصنديد الشجاع ، فجاءت الدعاة له بذلك مخبرين ، فأعلمه المخبر بهذه الحكاية لأنه كان معه من المتحابين. قال : فخرج علينا الشيخ رضي الله عنه لصلاة العشاء فأخبرته بذلك ، فأومأ بيده إلي جهة الضياع وقال هنالك ، والحال أن الناس قد أيقنوا من حصولها ، هو عندهم مجرب إذا ضاعت لهم أشياء هناك أيقنوا من وصولها فما أخذت المضاجع ولا تفرقنا من المجالس ، إلا وأناس يقولون : وجدت الجمال بغير حاجز وحابس ، فعلمنا أنها بالإشارة المتقدمة حفظت ، ولداعي الله ووليه وابن رسوله لبت.
ومنها : أنه كان في سفر ومعه قافلة عظيمة للتجارة وخلق كثيرون ، يبلغون ثلثمائة أو يزيدون ، بعضهم من أرض مصر ومن غيرها بلدة كبيرة من أرض السودان يقصدونها بالتجارات من سائر الأقاليم والبلدان ، وفي ذلك الطريق مفازات ينقطع فيها الماء ، فاتفق أن حملوا معهم ماء ففرغ في تلك الأرجاء ، فصار لهم ظمأ عظيم وخطب جسيم ، وذهلوا لما أصابهم واشتد بهم الكرب لما نابهم ،فجاء كل من في القافلة إلي هذا الحبر الهمام ، يستغيثون به إلي الله فيما حل بهم من الضرر و الآلام ، فأمرهم بأن يرفعوا أمتعتهم من طريق السيل والأمطار ، ورفع طرفه إلي السماء
متضرعا إلي الله تعالى في تفريج الكرب عن الأنام ،فوالله ما استتم الدعاء إلا وجاءت السماء بالغمام ، وروي من ذلك الغيث الخاص والعام . فجل من منح أولياءه وخصهم بإجابة الدعاء ومحو الشقاء ومزيد التكريم ، فقال تعالى في محكم الذكر الحكيم – ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، الذين آمنوا وكانوا يتقون ، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم -.

ومنها : ما حكاه بعض المحبين أنه قال : لما توجهنا مع الأستاذ قاصدين الحجاز مررنا بأرض أهلها كلهم كافرون ، والناس على مجرد المرور بهم علينا خائفون ، ولكن بفضل الله أسلم على يده ألف وخمسمائة وهؤلاء المعدودون فصارت تلك البلاد في الصباح على الصلاة والدين ، بعد إمسائهم في الكفر والمدة كلها نحو العشرين.
ومنها : لما قدم زائرا المدينة عام تسع وثلاثين بعد مضي الألف والمائتين ، جاء أتباعه يقولون : عزمنا أن نسافر ، فقال لهم : قال لي جدي : لا بد لكم عندنا من إيداع ثلاث مقابر ، فما مضى شهر إلا وقد فرط له ثلاثة أولاد ، فمنهم في البيقع شرقي قبة سيدي إبراهيم ابن الرسول سيد الأنداد ،هذا وما اجتمع عليه مريد صادق في الطلب والإرادة ، إلا وقيل مضي ثلاثة أيام أشرقت عليه علامات السعادة ، وما مر علي بلد إلا وأهله اعتصموا بحبل الله جميعا ، وحازوا بإمداداته مقاما رفيعا ، فقد خلف بحول الله ما ينوف عن الألف خليفة ،كلهم صاروا من أهل المشاهدة للذات المحمدية اللطيفة. أما غير المفتوح عليهم من الخلفاء ، فحصرهم لا يرومه ذو وفاء ، فلا تعجب من هذا بل إني سمعته يقول غير ما مر :قال لي الرسول : من صحبك ثلاثة أيام لايموت إلا وليا ، فهنيئا لنا بحصول هذه المسرة.


سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس