جزاك الكريم خير حبيبنا عيدابي وأنت تُذكرنا بسير هؤلاء الصالحين علنا نتلمس طريقهم فنجد الهُدَى...
أعجبتني هذه الشهادة من رسول كسرى عندما قدم المدينة زائراً خليفة المسلمين آنذاك سيدنا عمر رضي الله عنه... فوجده نائماً تحت الشجرة... فاستغرب ذلك وقال قولته المشهورة...
(حكمت فعدلت فأمنت فنُمت يا عُمر)...
والإعجاب يأتي تمامه في قصيدة شاعر النيل حافظ إبراهيم (رحمه الله) حين ترجم هذه المقولة شعراً جميلاً في قصيدته العُمرة...
و راعَ صاحبَ كِسرى أنْ رأى " عُمراً " -- بين الرعيَّةِ عَطلاً و هوَ راعيها
و عَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أنَّ لها -- سوراً مِن الجُند والأحراس يحميها
رآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فرأى -- فيه المهابةَ في أسمى معانيها
فوقَ الثرى تَحت ظِلِّ الدَّوحِ مُشتملاً -- بِبُردَةٍ كادَ طُولُ العهدِ يُبليها
فهان في عينيهِ ما كان يُكبِرُهُ -- مِنَ الأكاسرِ و الدُّنيا بأيديها
وقال قولةَ حَقٍّ أصبحت مَثلاً -- وأصبحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويها
أَمِنتَ لمّا أقمتَ العَدلَ بَينَهُمُ -- فَنِمتَ نَومَ قَريرِ العينِ هانيها