فإن داوم العبد المجاهدة أثمرت له حركات ظاهرة وبركات باطنة
فان حركات الظاهر توجب بركات الباطن لان الله سبحانه جعل بين
الاجساد والارواح رابطة ربانية وعلاقة روحانية فلكل منهما ارتباط
بصاحبه وتعلق به يتأثر بتأثر صاحبه ..
فاذا عملت الجوارح بالطاعة اثر ذلك على قلبه فيخشع قلبه وتصفو
روحه وتزكو نفسه واذا اخلص القلب بالطاعة اثر ذلك على جوارحه
فاستعملها فى طاعته ..الاتراه عليه السلام يقول لذلك الرجل الذى رآه
يعبث فى صلاته ( لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه )
وقال صلى الله عليه واله وسلم : ( من اخلص لله اربعين صباحاً تفجرت
ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه )
فلزوم المجاهدة يوصل الى حضرة المشاهدة الا تراه سبحانه وتعالى يقول لنبيه
وحبيبه ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاماً محموداً )
فاذا كان مقصود الوجود لايصل الى المقام المحمود الا بالركوع والسجود فكيف
يطمع بالوصول من ليس له محصول .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد عدد كل طائع وعاص . و صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد عدد أسرار سورة الإخلاص ، و صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وأطلقنا من سجن الأقفاص ، و صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة تملا بها قلوبنا من اليقين والإخلاص .