وأما ما ورد فى حقه صلى الله عليه وسلم فى الكتب القديمية * فالتوراة والأنجيل مملؤتان والفرقان * ويكفيك قوله تعالى ( وانك لعلى خلق عظيم ) آية الهية * و( لقد جاءكم رسول ) بها لقد تم الامتنان * وقد وصفه الله تعالى فى التوراة ببعض صفاته المنعية * التى أنزلها فى كتابه القرآن * وهى قوله تعالى ( يا أيها النبى انّا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) اخبارا مبشرية * وزاد فيها وحرزا للأميين فهذا الوصفان * وقال أنت عبدى ورسولى سميتك المتوكل شهادة قدسية * وغير ذلك مما رواه كعب الأحبار وغيره وابن سلام بعد الايمان * وقال آدم لما خلقتنى رفعت رأسى الى عرشك فاذا هو مكتوب فيه هذه الكلمات التى هى المبانى الاسلامية * لا اله الا الله محمد رسول الله فعلمت أنّه ذو الرفعان * وأنّه ليس أحد أعظم عندك منه منحة قربيّة * وأنّ هذين الاسمين اللذين بهما يتم الوصلان * وأبدى ممن جعلت اسمه مع اسمك أمورا فاوحى الله اليه ذو العظمة الرحيمية * وعزتى وجلالى ليعلمه عظمة عين الأعيان * انّه لآخر النبيين من ذريتك لولاه ما خلقتك أحوالا تشريفية * وقيل أبا محمد يكنى صفى الله آدم كان * وقال عيسى شاهدا فيه له ولست أهلا أن أحمل حذاءه وأنباء مسطورية * ولو أخذت فى النقل لتهت فى وسع هذا الميدان * وقدره المعظم قد اتضح قبل بروزه وأشرقت أنواره فى العوالم بالكلية * وليس يحصر ذلك الا الملك الدّيّان
اللهم صل وسلم على الذات المحمدية واغفر لنا ما يكون وما قد كان