[علي الشريف احمد]

ودخلنا- أقليم "قاش بركه" Gash Barka ، المُسمى علي اسم نهرين يجريان موسمياً في المنطقة، نهر القاش الذي ينبع من الهضبة في المرتفعات الجنوبية وينتهي بمستنقع في السودان بعد مدينة كسلا ، النهر الثاني هو نهر بركه ، ينبع من الجزء الغربي من الهضبة وينتهي في الساحل الشمالي للسودان . وعلي ذكر الأنهار فهناك في ارتريا نهر ثالث هو نهر "عنسبا" ويقال ان أصل تسميته "عين سبأ !"، يصب في نهر بركة ويعتبر رافدا من روافده. اما نهر "ستيت " الذي يشكل جغرافية الحدود بين أثيوبيا وأرتريا فيمضي الي السودان فيتحول أسمه هناك الي نهر عطبرة .
المهم بعد نصف ساعة او يزيد بعد عبورنا الحدود وصلنا الي "تسني" Tesseni وتسني الموازية لكسلا تشبه فيما تشبه المدن الحدودية التجارية "داخل -مارق" وفيها سوق لتحويل العملات من وإلي النقفة الارترية ( ناكفا-اونقفة هي اسم جبل و مدينة كانت مركزاً وبداية لحركة التحرير الارتري سُميت عليها العملة سنة1997م بعد تغيير البر الأثيوبي) وتكثر في تسني الفنادق الصغيرة والبنسيونات والغرف للمسافرين والمطاعم، قضينا فيها الليل وسافرنا في الصباح بعد بعد تناول الفطور واستخراج أذن السفر وتغيرلوحات الحافلة نقصد مدينة كرن Keren . اربعة ساعات بالحافلة ، ممرنا عبرها "باقوردات-اكوردات " و هياكوتا" Haykota حيث نصب الشهيد البطل حامد إدريس عواتي الذي بدأ اول عمل عسكري لحركة تحرير ارتريا 1961م ، وقد اقامت له الحكومة الارترية بعد التحرير سنة 1994 هذا التمثال هناك تخليداً لذكرى الثورة . نزلنا في بارينتو Barentouالتي تعتبر العاصمة الإدارية لاقليم قاشا بركه ،كثير من البشر هناك بانتظار استخراج اوراق سفر من والي بارنتو "تصاريح" مصالح حكومية وسوق كبير ، مساجد وكناس وإستراحات ، عرفت هناك ان أقليم قاش بركه يعتبر من أغنى اقاليم ارتريا اثنيا ، فتنوع سكانه الاثني واضح في ازياءهم وجمالياتهم وتفاصيلهم فهناك توجد وتعيش معظم قوميات ارتريا من تقراي ،تقرنجه، وبالين ،ساهو ورشايدة . بعدها بدأت ملامح الأرض والغطاء النباتي في الاختلاف ، نحن نمضي صوب الهضبة أذا ، جبال متصلة ببعضها البعض سلسة طويلة تكسوها خضرة خريفية باهرة .

د. سلوى الدابي ,أبو الحُسين معجبون بهذا