ﺃﻡ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﺕ : ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ .. “ ﺳﺘﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﻣﻨﺠﺪﻱ ”
ﺳﻴﺮﻩ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ : ﻣﺰﺩﻟﻔﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ
&&&&
ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻟﻔﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺧﺒﺮ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺤﻜﻲ ﻭﻓﺎﺓ ﻧﺤﻮ
ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺟﺮﺡ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺙ ﻣﺮﻭﺭﻱ
ﻭﻗﻊ ﺑﺴﻨﻜﺎﺕ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ .. ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ
ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻋﺮﺑﺔ « ﻟﻮﺭﻱ » ﻋﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ
ﺣﻮﻟﻴﺔ « ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ » .. ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ
ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺞ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻭﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ ﻟﻜﻦ
ﻋﺪﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺳﺮﺍﻋﺎ ﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﺑﺎﻷﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻏﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺓ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﺑﻬﺎﺗﻒ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﻱ
ﻣﺮﻣﻮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺴﺘﻔﺴﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ
ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺳﻴﺮﺗﻬﺎ .. ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﺻﺎﺑﺘﻨﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ .. ﻭﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ
ﻫﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ..
ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﺃﺣﻈﻰ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺘﺎﺟﻬﺎ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﻴﺘﻪ ﻻﺣﻘﺎً ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ
ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻤﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﻓﺮﺩ ﻣﺮﺍﻓﻘﻪ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺻﻮﺭ
ﻟﻠﺸﺮﻳﻔﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺟﺪﺍً ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺨﻔﻴﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ
ﻭﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺛﻢ ﻋﺎﻭﻧﻨﻲ ﻟﻼﺗﺼﺎﻝ ﺑﺤﻔﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ
ﻭﺧﻠﻴﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺮ ﺍﻟﺨﺘﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ
ﻳﺒﺨﻞ ﺑﺘﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..
ﻣﺤﺒﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻳﻜﻨﻬﺎ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﺪﻱ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﺘﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻔﺔ
ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﻫﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ
ﺟﺪﺍ ﻟﻜﻦ ﺳﻮﺍﻫﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﻛﺮﻳﻢ ﻋﻤﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺃﻓﻀﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ﻭﺇﻋﺎﻧﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ .. ﺗﺤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ ﻓﻴﺤﺞ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻳﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ
ﺇﺣﻴﺎﺀً ﻟﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﺨﻠﻴﻘﺔ .. ﻓﻤﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ
ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻐﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻠﻬﺎ ..
ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﻦ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺨﺘﻢ؛ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﺘﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺔ . ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺎﻭﻟﻲ؛ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﺮﻕ
ﺑﻴﻮﺗﺎﺕ ﺍﻻﺭﺗﻴﻘﺎ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻃﻨﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﻫﻲ ﻋﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ
ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻷﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً ﻓﻲ ﺟﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ
1287 ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﻳﺔ ، ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ
ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺨﺘﻢ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﻫﺎ
ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻬﻦ ، ﻭﺍﻗﺘﺮﻧﺖ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1266
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1321 ﻫﺠﺮﻳﺔ، ﻭﺩﻓﻦ ﺑﺠﻮﺍﺭ
ﻣﺴﺠﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﻣﻨﺬ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻧﻬﻀﺖ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺄﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﻓﻲ
ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻻﺣﻤﺮ ﺑﺸﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ
ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ