عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2014, 11:17 AM   #2
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Post رد: ‏صحيفة اليوم التالي‬ تحاور السيد إبراهيم الميرغني ..


الخرطوم: صباح موسى
عتبة أولى
** تربى في البيت الميرغني وصعد السلم الاتحادي بسرعة، وهذا ما أزعج بعض الحرس القديم بالحزب، وانهالت الاتهامات على الشاب الذي تقلد منصبا كبيرا بالاتحادي وهو مازال في سن صغيرة. إبراهيم الميرغني الذي درس الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة يدافع عن نفسه بأنه تدرج حتى وصل إلى هذا المنصب، وأنه صعد السلم الاتحادي سلمة سلمة، يرى أن منصب الناطق الرسمي ليس بكبير، وقال إن الناطق يعبر عن سياسات الحزب وليس صانعا لها، كما هاجم بشراسة من يتحدثون عن وجود خلافات داخل البيت الميرغني قائلا "هذه أمنيات من يروجونها ويحلمون بتحقيقها، ولكنها غير موجودة، وبيتنا كالجيش خلافاته لا تخرج للعلن، وما خرج منها هو محض أوهام". الميرغني الصغير مثّل لنا نموذج الشاب الذي يواكب المرحلة والذي يستطيع تحمل المسؤولية في زمن لم يعد فيه مكان للمشايخ، التقينا به وتحدثنا معه عن سيرته الذاتية ونشأته وتدرجه بالحزب، وفتحنا معه ملفات تدور في فلكها الدولة، كان سياسيا محنكا في الرد، ورادا قويا على أي اتهامات للبيت الميرغني، ولكنه تحفظ في الإجابة عن بعض الأسئلة بدا أنها أكثر خصوصية، ورفض التعليق عليها من منطلق نشأته المحافظة، وسمى ذلك (أمنا قوميا شخصيا) يجب الابتعاد عنه. واحترمنا منه ذلك.. وفي ما يلي تفاصيل الحوار.
* حدثنا عن النشأة والطفولة؟
- أنا إبراهيم الميرغني المولود بشرق السودان في مدينة كسلا، وتربيت في حوش السيد الحسن الميرغني، مثل أي طفل سوداني، وطبيعة التربية في كسلا مختلفة اختلافا كبيرا جدا عن الخرطوم، تعيش حياة بها قدر من الرحمة، لكنّ بها جانبا آخر من القسوة وهي مبررة لبناء شخصية أكثر صلابة، والدة والدي من أحد بطون قبائل البجا، وهم معروفون بطريقة تربية فيها جانب كبير من الشدة، فلم تكن تربيتي في كسلا مرفهة أو منعمة على الإطلاق، كانت بها شدة في المأكل والمشرب والملبس وفي كل جوانب الحياة وكانت عادية لنا في كسلا، وأعتبر نفسي خليطا ميرغنيا بجاويا.
* النشأة في بيت الميرغني بالتأكيد مختلفة عن أي بيت سوداني آخر؟
- هي تربية على الحزم مع إتاحة فرصة للتصرف، أن تقدر تعالج أمورك ولا تعتمد على الآخرين بألا يقوموا لك بأدوار، وتعلمنا ذلك في الطفولة، والشيء الذي فيه جانب ميرغني أنك تراعي احترام الكبير والصغير، ولا تتجاوز حدود الأدب مع أي إنسان مهما كانت إساءته لك، فهذا مرفوض في الأسرة الميرغنية وهي نقطة جوهرية في بيت الميرغني، وأقول إن الأسرة الميرغنية تتصف بالأدب الزائد عن الحد. ولم يحدث أن سمعنا أن أحدا منهم تجاوز حدود الأدب على الإطلاق.
* هناك حديث عن خصوصية شديدة في بيت الميرغني؟
- بيت الميرغني في بحري بابه مفتوح، قد تكون فيه الحياة الخاصة، وهذا شيء طبيعي، وأرى أنه شيء محمود وليس عيبا، ولكن في تعامل الأسرة مع الآخرين هي مفتوحة.
* إبراهيم الميرغني كان شقيا في طفولته؟
- شقاوة وصلت إلى تمرد، وكسلا توفر مساحة كبيرة لذلك، فأمامك جبل، وخلفك نهر القاش، وحولك طبيعة تهيئك لذلك، فهي حياة متحركة، صعب أن تخرج منها شخص منزويا أو منغلقا على نفسك، كسلا لها حدود مع أريتريا، ومنذ طفولتنا نسمع عن الجبهة الشعبية في أريتريا، وحركة التحرير الأريترية وأبطالها، التمرد كان موجود في حياتنا اليومية، والوالد كان يحكي لنا عن المعارك وعن فاطمة السمحة، وعن التاريخ، وأتذكر أول يوم أصعد فيه جبل التاكا، كان عمري ست سنوات، وكان بالنسبة لي اكتشافا للعالم كله، كنت أتخيل أن هذا الجبل هو نهاية الدنيا، وكان هناك برنامج بالإذاعة اسمه (من هنا تشرق الشمس)، وبيتنا على الجبل مباشرة، والشمس تشرق عندنا الساعة 10 صباحا متأخرة، وكنت أتخيل بالفعل أن الشمس تشرق من خلف هذا الجبل، فصعدت الجبل حتى أرى كيف تشرق الشمس، واكتشفت أن هناك عالما آخر خلف هذا الجبل، ومن ذاك اليوم بدأت رحلة البحث عن عوالم جديدة بالحركة والسفر حول السودان.
* متى خرجت من كسلا؟
مكثت في كسلا حتى دخولي للمدرسة، وبعدها درست المدرسة في الخرطوم، لكني على تواصل دائم بكسلا.
* بأي مدارس الخرطوم درست؟
- درست في مدارس حكومية عادية في مدرسة حلة حمد الابتدائية الحكومية، وكانت من أعظم التجارب في حياتي، وكان مستواي جيدا بالمدرسة، حلة حمد من أعرق المدارس السودانية، و الشيخ حمد ود أم مريوم هو مجتمع سوداني قديم، وظللت في الخرطوم حتى الشهادة الثانوية.
* والجامعة؟
- أول مرة أذهب لمصر كانت للجامعة، وهي نقلة كانت أجمل مما توقعت، ولم أشعر فيها بفرق كبير، رغم اختلاف الحياة بين كسلا وبحري وحلة حمد والقاهرة، وأي شخص آخر يمكن أن يشعر بفرق كبير، ولكنني لم أشعر بذلك، فقد كنا بكسلا بجوار مسجد السيد حسن الميرغني، وفي بحري بجوار السيد علي الميرغني، والشيخ حمد ود أم مريوم، وفي مصر نزلنا في رحاب سيدنا الحسين والسيدة زينب، وأسميها مناطق ارتكاز تنقلت بينها.
* نقدر نقول إنك شخص متصوف؟
- أتمنى أن أنال مرتبة الحُوار، وهذا شرف كبير أن أصل إلى هذه المرحلة، في مصر جلست في منطقة الحسين والأزهر وباب اللوق وكانت من أجمل الفترات، ومازادها جمالا، وجود السيد محمد عثمان الميرغني في مصر وقتها، وكل القادة والمعارضة، وكان هناك مجتمع سوداني متكامل، بالإضافة للمجتمع المصري فلم أشعر بغربة، إلى أن بدأت الدراسة في جامعة القاهرة وكان ذلك عالما آخر.
* أي الكليات درست بجامعة القاهرة؟
- الاقتصاد والعلوم السياسية وهي عالم آخر.
* مقاطعة... هل دخلت العلوم السياسية بسهولة؟
- لا بسهولة ولا بصعوبة، امتحنت ثانوي في القسم الأدبي، وتقدمت للكلية بتقديم السودانيين الخاص بالقاهرة، وكانت الكلية هي المحطة الأساسية لي في مصر، وكان بها عمالقة السياسة وبها أعظم أساتذه العلوم السياسية في العالم، وكانت الكلية محطة لكل سياسي كبير يزور مصر لابد وأن يأتي لإلقاء محاضرة بالكلية، فكانت مكانا تدور حوله الدنيا، مثلما مصر دولة تدور حولها الدنيا، فهي دولة مركزية، وجامعة القاهرة كانت أكبر مرحلة اكتسبت فيها المعرفة في حياتي.
* هل شعرت بغربة وسط الطلبة المصريين؟
- على الإطلاق، بل بالعكس كنت أشعر أنهم فيما بينهم يشعرون بهذه الغربة أكثر مني، بطبيعتنا السودانية ندخل في الناس بسرعة، في مصر يكون هناك تحفظ في الدخول بسرعة، وأنا كنت أقرب بين الطلبة المصريين ولم أشعر بأي غربة بينهم، كنت أشعر أنني بين أهلي، في البداية كان هناك حاجز اللغة فإخواننا المصريون لم يكونوا يفهمون لغتي السودانية السريعة وكذلك لهجة شرق السودان، وعندما كنت أتحدث في المحاضرة كان الدكتور يقول لي ماذا تقول؟

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس