ما العز إلا للمدينة وحدها مأوى الرسول ومهبط الأملاك
علقت آمالي بها فتنزلت طوع المنى من هامة الأفلاك
ذو العرش عظم قدرها وأجلّها من أجل ساكنها الكريم الزاكي
لولا شفيع المذنبين بها لما عكفت عليها العالمون بواكي
ولما جثى الملك المعظم قدره بترابها متضرعا أو شاكى
يا نفس من لي أن أزورضريحها لتقر من أنواره عيناك
وأمرغ الخدين في حصبائها ويشرف الترب المطهرفاك
لو لم تكوني في الكتاب سعيدة يا نفس لم تصلي إلى الشباك
ولما أمنت من الحساب وهوله ومن العقاب ومن شديد هلاك
لك يا مدينة في الجوانح صورة جلتالقلوب لنا بها مرآك
أهوى قبابك والجبال وسيما أحدا وماءك والثرى وهواك
سبحان من جعل النبي محمدا قمرا منيرا في سماء علاك
بل كان شمس هداية عم الورى وسراجهدي برجه مغناك
كنت السعود وكان بدرا كاملا نزل السعود ولم يزل بفناك
وحشوت أحشائي بخالص حبه بشراك أحشائي به بشراك