وَعُيُونٌ مَرَّتْ بِهَا وَهْيَ رُمْدٌ فَأَرَتْهَا مَا لَمْ تَرَ الزَّرْقَاءُ
وَأَعَادَتْ عَلَى قَتَادَةَ عَيْناً ** فَهْيَ حَتَّى مَمَاتِهِ النَّجْلاَءُ
أَوْ بِلَثْمِ التُّرَابِ مِنْ قَدَمٍ *لأنَتْ حَياءً مِنْ مَشْيِهَا الصَّفْوَاءُ
مَوْطِئُ الأَخْمُصِ الذِي مِنْهُ لِلْقَلْ إِذَا مَضْجَعِي أَقَضَّ وِطَاءُ
حَظِيَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ بِمَمْشَاهَا** وَلَمْ يَنْسَ حَظَّهُ إِيلْيَاءُ
وَرِمَتْ إِذْ رَمَى بِهَا ظِلَمَ اليل * * إِلَى اللهِ خَوْفُهُ وَالرَّجَاءُ
دَمِيَتْ فِي الْوَغَى لِتُكْسِبَ طِيباً * * مَا أَرَاقَتْ مِنَ الدَّمِ الشُّهَدَاءُ
فَهْيَ قُطْبُ الْمِحْرَابِ وَالْحَرْبِ * كَمْ دَا رَتْ عَلَيْهَا فِي طَاعَةٍ أَرْحَاءُ
وَأُرَاهُ لَوْ لَمْ يُسَكِّنْ بِهَا قَبل ** * حِرَاءً مَاجَتْ بِهِ الدَّأْمَاءُ
عَجَباً لِلْكُفَّارِ زَادُوا ضلاَلاً ** * بِالذِي لِلْعُقُولِ فِيهِ اهْتِدَاءُ
والذِي يَسْأَلُونَ مِنْهِ كِتَابٌ ** مُنْزَلٌ قَدْ أَتَاهُمُ وَارْتِقَاءُ |