
في ذكرى مولد خير البرية (4)
وفي ختام الاحتفالات بمولد سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين النور الهادي إلى الصراط المستقيم، بالسرادق في الميادين العامة بالخرطوم والتي درجت الطرق الصوفية على قيامها كل عام من شهر ربيع الاول يكون خير الختام وخير المسك – وإن كان إحتفالنا برسولنا الكريم إحتفال مستمر معنا طالما نحن على قيد هذه الفانية – إحتفالنا به بالصلاة عليه في كل وقت وأوان، وإحتفالنا به عندما ننتهج نهجه، وإحتفالنا به عندما نتمسك بسنته ونطبقها سلوكاً وممارسة في حياتنا اليومية، مع أهلنا، مع أحبابنا، مع زملائنا، مع اصدقائنا، مع كل مسلم نلتقيه ، وإحتفالنا به إحتفال متواصل مستمر لا ينقطع أبداً، والإحتفال في هذه الأيام نسبة لارتباط الزمان بالزمان وإرتباط الوقت بالوقت، الكل يعبر عن فرحته بمولد خير البشر بطريقته التي يعرفها وتروق له ما بين أذكار في حلقات الذكر وأنفاس المادحين، وما بين دروس ومحاضرات في العقيدة والعبادات والسيرة من داخل السرادق، كل هذه فرحة بمولد النور الهادي تعظيماً لحقه ولِما جاءنا به من خير وفير وبركة كثيرة، وما من نعمة نحن فيها إلا ورسول الله هو السبب في هذه النعمة، لذا ينبغي علينا أن نشكر الله على هذه النعمة التي أختصنا بها من دون الأمم، وجعلنا من خير الأمم ( الأمة المحمدية ) نسبة لرسولنا الكريم الأمي القرشي، نحن لا ننسى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مخرج الناس من الظلمات إلى النور ، والشفيع لنا يوم القيامة ونذكره بكل حواسنا وهو أملنا وشفيعنا وصفينا وحبيبنا، فذِكره في هذه الأيام له وقع خاص، نسبة لارتباط هذا الشهر العظيم بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، لذا نحتفل به حتى يعرف كل العالم أننا فرحين برسولنا وأننا أكثر حباً له وشوقاً إليه، وقال من جل جلاله (إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ) فهل هناك أعظم من حب الله ، فحبنا متواصل مستمر متزايد حتى نلقاه ونحن في حياتنا قبل مماتنا بإذنه تعالى ...
محمد عبد الله حسن. 16-01-2014م